البطريرك يازجي يرفع الصوت عالياً في وجه الإرهاب والتطرف: أبعدوا أولادنا عن غسل الأدمغة بالأيديولوجيات المتطرفة
وجّه البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس نداء لداعمي الإرهاب في سورية والمنطقة، قال فيه: “دعوا شعبنا يعيش.. دعوا سورية والعراق ولبنان وفلسطين الجريحة يعيشون.. أولادنا يُقتلون بقنابل أرسلت من الخارج.. أبعدوا أولادنا عن غسل الأدمغة بالأيديولوجيات المتطرفة”.
وأضاف يازجي خلال ترأسه صلاة الشكر في كنيسة القديس نيقولاوس في بروكلن بنيويورك: إن المشرق الذي هو منارة لكل الدنيا جريح، وبدل السلام نسمع عن طبول الحرب، وبدل سياسة إطفاء النزاعات نسمع عن دعم فريق محدد من الميليشيات، فليصل نداؤنا لكل البشرية.. دعوا أولادنا يرون جهوداً لإحلال السلام، هم لا يحتاجون سفناً حربية، ولا سفناً تنقلهم إلى الخارج، هم يحتاجون غصن زيتون وإرادة سلام، فهم تعبوا من المبادئ الممتطاة كشعارات بالية، ولا يحتاجون خطوط تماس، بل احترام لحدود البلدان المتجاورة.. أولادنا جاؤوا إلى الدنيا ليعرفوا عن جمالات مشرقنا لا عن الإرهاب والتكفير.
وندد يازجي بالصمت الدولي المطبق تجاه ملف خطف المطرانين يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس وبولس يازجي مطران حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس مع العديد من المخطوفين، واصفاً هذا الصمت بأنه وصمة عار تدين كل أولئك الذين لا يريدون أن يروا حقيقة ما يحصل، داعياً العالم ليرى المأساة الحقيقية كما هي بعينين مفتوحتين، لا بعين المصلحة الخاصة، وأكد أن الثقافة المسيحية في الشرق تستمر اليوم وستستمر رغم كل المآسي الحاصلة في الديار الأم، وهذه الهوية تعانق شروق شمس سورية وتاريخها، كما أنها محفورة في جبل لبنان ومغروسة في شطآنه ووديانه، وتأتي من جوار بيت لحم وتنسكب مع مياه الفرات والأردن والنيل ودجلة، ومعها تبث الحياة في تراب العراق ومصر وفلسطين والأردن.
من جانبه أكد المطران الجديد جوزيف زحلاوي مطران نيويورك وسائر أمريكا الشمالية بعد تسليمه عصا الرعاية أن الأبرشية الأنطاكية في أمريكا الشمالية كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من الكنيسة الأنطاكية الأم، منوّهاً بفرادة المسيحية في أنطاكية، والتي عاصرت كل الحضارات وعاشت معها علاقات الأخوة.
وفي بيروت نوّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالبيان الذي صدر أخيراً عن المؤتمر الذي عقد في الأزهر الشريف، وقال: إن البيان يشكل علامة على أن الشرق بأمس الحاجة لأن يكون رسالة للقاء الإسلامي المسيحي ورسالة الحضارة والتعددية وشجب الإرهاب وكل الحركات والتنظيمات التي تكسر قيمة الحضارة التي بناها المسيحيون والمسلمون سوياً.