الصفحة الاولىمن الاولى

العدو الصهيوني يهب لنجدة إرهابييه ويستهدف مناطق آمنة في الديماس وقرب مطار دمشق القيادة العامة للجيش: مواصلة الحرب على الإرهاب بكل أشكاله وأدواته وأذرعه على كامل تراب الوطن

في اعتداء آثم جديد يؤكد عمق العلاقة العضوية بين الإرهابين الصهيوني والتكفيري
العدوان الصهيوني الآثم الجديد على المناطق الآمنة في ريف دمشق، الديماس وقرب مطار دمشق الدولي، بقدر ما هو انتهاك للسيادة السورية وخرق واضح للقانون الدولي، فإنه يكشف ما كان يخطط لسورية في الغرف المظلمة، إلا لمن لا يريد أن يرى ويسمع ويفهم، إذ إنه دليل إضافي، لما سبق من أدلة، يؤكد عمق العلاقة العضوية بين الإرهابين الصهيوني ورديفه الوهابي التكفيري، فالكيان الصهيوني لا يشن عدواناً ينتهك به السيادة السورية، إلا بعد التنسيق مع عملائه على الأرض، لإرباك الجيش العربي السوري وتشتيت جهوده، لكن كل هذه المحاولات العبثية مكشوفة ومفضوحة، ولن تنال من صمود سورية، ومن لا يزال يدير معاركه، لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، بكل كفاءة وحكمة وشجاعة وبسالة محققاً إنجازات كبيرة وكثيرة، قادر على المضي في ذلك، وفك خيوط اللعبة والتشابك، وكما كانت سورية شعباً وجيشاً وقيادة عظماً شائكاً في حلقوم أعدائها، ستظل كذلك.
القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قالت في بيان: في اعتداء سافر قام العدو الإسرائيلي بعد ظهر أمس باستهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس ومطار دمشق الدولي المدني، ما أدى إلى خسائر مادية في بعض المنشآت، وأضافت: يأتي هذا العدوان المباشر الذي قامت به إسرائيل لنصرة الإرهابيين في سورية بعد أن سجلت قواتنا المسلحة انتصارات هامة في دير الزور وحلب ومناطق أخرى، وتابعت: إن هذا العدوان يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سورية، إلى جانب الدول الغربية والإقليمية المعروفة، لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في بلاد الشام، وتنظيم داعش الإرهابي، وخاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من جيشنا العربي السوري.
وأكدت القيادة العامة في ختام بيانها أن مثل هذه الاعتداءات لن تثنيها عن مواصلة حربها على الإرهاب بكل أشكاله وأدواته وأذرعه على كامل تراب الوطن.
وكانت تقارير مراقبي الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان المحتل “إندوف”، خلال السنة والنصف الماضية، كشفت طبيعة وحجم تعاون “إسرائيل” مع التنظيمات الإرهابية في سورية، وتتضمن التقارير، التي تقدّم إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، تفاصيل اتصالات دائمة تجري بين ضباط وجنود جيش الاحتلال وبين ميليشيا ما يسمى “الجيش الحر” و”جبهة النصرة”، أحد أذرع القاعدة في سورية، ففي آذار 2013 بدأ الكيان الصهيوني معالجة مصابي التنظيمات الإرهابية في سورية، ويقدّر عددهم بالمئات، والذي يقوم بتهريبهم من منطقة فصل القوات في الجولان السوري إلى داخل الأراضي المحتلة، في خرق سافر لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ووقف مختلف أشكال دعم تنظيماته.
وكشف تقرير المراقبين تفاصيل اتصالات دائمة بين متزعمي التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية وضباط ومسؤولي جيش العدو، لافتاً إلى أن 59 لقاء تم بين متزعمي هذه التنظيمات الإرهابية، التي يصفها المتآمرون على سورية “بالمعارضة”، وقيادي وضباط جيش الاحتلال خلال الفترة من مطلع آذار الماضي، وحتى نهاية أيار، تمّ خلالها نقل 89 إرهابياً مصاباً إلى مشافي الاحتلال العسكرية للعلاج وإعادة 19 إرهابياً منهم مع جثتين إلى الأراضي السورية.
وأشار التقرير إلى أن الجيش العربي السوري حذّر قائد قوة الفصل الأممية من وجود إرهابيين مسلحين داخل مخيم أقامته سلطات العدو الإسرائيلي في داخل الجولان السوري بدعوى أنه مخيم لمدنيين، وأكد أن قوات العدو الإسرائيلي سلمت صندوقين إلى عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة لم يعرف ما بداخلهما، وسمحت لشخصين منهما الدخول إلى فلسطين المحتلة، إلا أن التقرير لم يشر إلى هوية هذين الشخصين وسبب دخولهما إلى داخل كيان العدو الإسرائيلي.
وينفق الكيان الصهيوني 14 مليون دولار على معالجة هؤلاء الإرهابيين، وذكرت صحيفة معاريف على موقعها الإلكتروني أن هذه الأموال قدّمتها وزارات الدفاع والمالية والصحة، ما يؤكد حجم الخدمات التي تقدّمها تلك التنظيمات الإرهابية لكيان الاحتلال، ومدى ارتباطهما الوجودي بشريان دم إرهابي واحد.
وأوردت تقارير سابقة أن وزارة الحرب الإسرائيلية تتحمّل الجزء الأكبر من تكاليف علاج الإرهابيين المصابين في سورية، الأمر الذي يعزوه محللون إلى أن كيان الاحتلال يعتبر تلك التنظيمات الإرهابية جزءاً من قواته، وتتبع لوزارة حربه، وهو ما تقوم به بالفعل على أرض الواقع بأنها تنفذ حروباً بالوكالة عنه في سورية والعراق ولبنان ومصر ودول عربية أخرى.
ويندرج كل ذلك في سياق محاولات العدو لبناء جيش لحد جديد في منطقة الجولان السوري المحتل، وتمكين الإرهاب، الذي تمثله “جبهة النصرة والجبهة الإسلامية والكتائب المقاتلة والجيش الحر” وغيرها، ليكون خط دفاع متقدّماً يواجه به الجيش العربي السوري، الذي أصبح تنامي قوته وخبرته الميدانية صداعاً مزمناً لكيان الاحتلال الإسرائيلي ومعاهد أبحاثه ودراساته الأمنية والاستخبارية والعسكرية.