الصفحة الاولى

مشايخ البترودولار يتعهدون لكيري بالتعاون مع "إسرائيل" لمحاربة "حماس" و"داعش"

الكيان الصهيوني يعترف: التعاون الأمني مع السعودية أكبر بكثير مما يظهر
قبل أيام كشفت صحيفة “هآرتس” عن تنظيم طائرة تابعة لإحدى دول الخليج رحلات جوية سرية إلى الكيان الصهيوني، من دون الكشف عن هوية الطائرة والبلد الخليجي الذي تعود إليه، لكن، بالأمس، كانت جرعة الكشف مباشرة وأشمل ومن دون تلميحات مبطنة: “إسرائيل تتعاون أمنياً مع السعودية”.
الكشف جاء على لسان المسؤول السابق في الموساد الإسرائيلي، عوزي آراد، الذي أكد ارتباط كيانه الغاصب بنظام آل سعود بعلاقات وتعاون استخباري وأمني أكبر بكثير مما يظهر للعلن، وأعقبه تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالقول: “إن دولاً في منطقة الشرق الأوسط مستعدة للوقوف وصنع السلام مع إسرائيل”.
وبالربط بين التصريحات السابقة، والصادرة في أوقات متقاربة، تكتمل الصورة ويصبح مشهد الخيانة والتطبيع مع العدو أكثر وضوحاً.
وقال أراد، وهو مستشار سابق لما يسمى الأمن القومي في كلمة له، خلال مؤتمر نظمته مجلة “إسرائيل ديفنس” الصهيونية “لدينا تعاون أمني مع السعودية، من ضمن تعاون في مجالات أخرى، وعلينا أن ننتظر لنرى ما يمكن أن يصل إليه هذا التعاون”، معتبراً أن نظام آل سعود يشكل “لاعباً هاماً جداً في ساحة الطاقة العالمية”، إضافة إلى أنه يمثل “سدّاً مواجهاً” لإيران.
لكن المسؤول الصهيوني السابق شكك في الوقت ذاته بإمكانية استقرار هذا النظام، قائلاً: “إنه ليس واضحاً ما الذي يمكن أن يحصل هناك على المدى المتوسط، وإلى أين يمكن أن تصل الأمور”.
وكان كيري أعلن أن “هناك دولاً في منطقة الشرق الأوسط مستعدة للوقوف وصنع السلام مع إسرائيل، فضلاً عن الدخول في تحالف إقليمي جديد، لمكافحة الجماعات الإرهابية”، وأضاف في كلمة أمام منتدى “سابان” السنوي لبحث العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، نشرت على موقع الخارجية الأمريكية: “سأقول لكم ما يقولونه لي. إنهم يقولون لي إنهم على استعداد للوقوف وصنع السلام مع “إسرائيل”، ويقولون لي: إنهم يعتقدون أن هناك قدرة في هذا الوقت على خلق تحالف إقليمي جديد ضد حركات “حماس”، و”داعش”، و”أحرار الشام”، وجماعة “بوكو حرام”، معتبراً أن الولايات المتحدة ستكون مقصرة “إذا لم تحاول الاستفادة من ذلك”.
ودأبت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الفترة السابقة عن الإعلان عن تقارب سعودي–إسرائيلي، ولقاءات تجمع دبلوماسيين ومسؤولين من الجانبين، إما بشكل سري أو علني، وكانت إحدى حلقات العلاقة السعودية-الإسرائيلية، ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” قبل أشهر عن أن وزير الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل بن عبد العزيز قال: “إن إسرائيل يمكنها أن تكون لاعباً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط”.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن هذا التصريح من قبل الأمير السعودي جاء على هامش مؤتمر ميونخ آنذاك، مضيفة: إن “الأمير السعودي أثنى خلاله على وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، في حديث وجهه لها على هامش المؤتمر”.
وفي تشرين الثاني من العام الماضي، وقبيل الاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة 5+1 مع إيران في جنيف بشأن برنامج طهران النووي، قالت صحيفة “معاريف”: إن دبلوماسيين، ومن بينهم سعوديون، التقوا نظراءهم الإسرائيليين في واشنطن للحديث عن موقف مشترك ضد طهران، كما ذكر حينها موقع “ديبكا” الإسرائيلي أن هناك إشارات سعودية بالموافقة على استخدام أجوائها لضرب إيران.