مخترعون يستحقون الدعم
رغم الإجراءات العديدة التي استهدفت توفير الدعم اللازم للمبدعين والمخترعين، ومساعدتهم على أن تبصر مخترعاتهم النور بصورها المنتجة على أرض الواقع، إلا أن هذه الإجراءات، لم تزل تدور في خانة الآمال المعقودة على الآليات التطبيقية التي تكرسها على أرض الواقع، حافزاً يدفع بهذه العقول المبدعة لمواصلة جهودها العلمية وتطوير مخترعاتها باتجاه حل العديد من المشاكل الإنتاجية التي تواجه قطاعاتنا الصناعية والزراعية والبيئية وغيرها…
ما دعانا إلى الحديث عن هذه القضية العالقة بين الأخذ والرد منذ سنوات طويلة هو قيام اتحاد المصدرين السوريين بتشكيل لجنة لدعم المخترعين والمبدعين، واستثمار ابتكاراتهم بما يتناسب والواقع الاقتصادي الجديد…
وهي خطوة مهمة، نأمل أن تسهم بشكل فعلي في تحقيق فرص استثمارية متعددة الجوانب يستفيد منها الجميع، وقبل كل شيء، قد تشكل هذه المبادرة مع الخطوات العديدة التي سبقتها ساحة عمل حقيقية تنتج صيغة تعامل مثلى مع هذه الشريحة المبدعة التي تقدم عصارة فكرها، وبالتالي الوصول المنتظر إلى استثمار المخترعات، التي هي في المحصلة داعم علمي و عملي لتطوير الاقتصاد الوطني…
ومن هنا لابد من إجراءات مشابهة داعمة من قبل الجهات المعنية «عامة- خاصة» باتجاه بث التفاؤل في نفوس مبدعينا ومخترعينا، وإبعاد خيبات الأمل التي رافقتهم سنوات طويلة بين الوعود والتصريحات الرنانة، وبين الواقع الذي لم يقدم لهم شيئاً يذكر.!..
إذا.. فإن أي إجراء يصب في هدف تحقيق المعادلة الصحيحة المطلوبة في واقع استثماري يجمع رأس المال الفكري ورأس المال المادي، من خلال استثمار النتاج الإبداعي، هو محطة مهمة على طريق توفير المناخ الملائم لتنمية مبادرات الإبداع والاختراع القادرة على رفد الاقتصاد الوطني بالجدوى المطلوبة…..
ونعيد التأكيد على ما أشرنا إليه سابقاً، وهو ضرورة الوصول بكل هذا إلى استراتيجية عمل قابلة للتنفيذ في إطار إعادة الثقة لمخترعينا، وتفعيل اهتمام الجهات المعنية بشكل أكبر بقضية دعم المخترعين، وحمايتهم وإعانتهم بالشكل الذي يدعم صمودهم وتصميمهم على تقديم المزيد من الابتكارات والمخترعات التي تسهم في تطوير اقتصاد الوطن…
محمد الآغا