الصفحة الاولى

العدو يغتال زياد أبو عين وزير شؤون الإستيطان الفصائل تــــدعو للعودة إلى الكفاح المسلح ووقف التفاوض العبثــي مع "إســرائيل"

واصلت قوات الاحتلال الصهيوني الإرهابي جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، متجاوزة كل الأعراف والقرارات الدولية، فمع الإعلان عن انتخابات مبكرة إسرائيلية، يتبارى مجرمو الحرب الصهاينة في ارتكاب المجازر بحق أهلنا الصامدين في الضفة والقدس وغزة وأراضي 48، واليوم يسير نتنياهو على خطا أسلافه  بيغين ورابين وبيريز وشارون وأولمرت وباراك، ويرتكب جريمة جديدة بدم بارد، بقتل وزير شؤون الجدار والاستيطان في فلسطين المحتلة زياد أبو عين، الذي استشهد متأثراً بجروح أصيب بها بعد اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه بالضرب والغاز المسيل للدموع في بلدة ترمسعيا شمالي رام الله.
ويعد أبو عين أحد قياديي الثورة الفلسطينية التاريخيين، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة فتح، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الأسرى منذ عام  ألفين وثلاثة.
قوات العدو أضافت جريمة جديدة إلى سجلها الإجرامي الإرهابي، بقيامها بقمع فعالية فلسطينية لزراعة أشجار زيتون بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ما أدى إلى استشهاد رئيس هيئة مقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان في السلطة الفلسطينية، وقال مدير مركز المعلومات في هيئة مقاومة الجدار جميل البرغوثي: إنه وخلال قيام ناشطين فلسطينيين برفقة زياد أبو عين بزراعة أشجار الزيتون في ترمسعيا، اعتدى أحد الجنود بواسطة الخوذة على أبو عين، ما أدى إلى دخوله في حالة غيبوبة، ونقله إلى مستشفى رام الله الحكومي، فيما  أكد مدير مجمع رام الله الطبي أحمد البيتاوي أن “أبو عين” استشهد نتيجة تعرضه للضرب على صدره، وأوضح مصدر أمني أنه تعرض للضرب بأعقاب بنادق جنود الاحتلال.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجريمة بالهمجية، معلناً الحداد ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية، وقال في بيان: إن هذا الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد المناضل “أبو عين” هو عمل همجي لا يمكن السكوت عليه أو القبول به، وتوعد السلطات الإسرائيلية بالمحاكمة، فيما نعت المؤسسات والفصائل الفلسطينية الشهيد “أبو عين”، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، وعلى لسان الناطق باسمها داود شهاب، أن دماء الشهيد الوزير زياد أبو عين في المسيرات الرافضة للاستيطان بالضفة المحتلة، والتي انتفضت أمس الأربعاء، دليل على أن الاحتلال يمارس الإجرام والتطرف والعربدة بشكل واضح، ودعا لوقف التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، مضيفاً: إن دماء أبو عين هي دعوة لكل من يراهن على المفاوضات والتسوية والتعاون الأمني مع المحتل الصهيوني لوقف هذا التنسيق فوراً والاحتماء بالمقاومة بكافة أشكالها.
كما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادي “أبو عين”، وأكدت أن الرد على جريمة اغتيال “أبو عين” يكون بتصعيد كافة أشكال المقاومة ضد الاحتلال، داعية السلطة الفلسطينية إلى وقف كافة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن يكون هذا القرار نهائياً لا رجعة فيه، وطالب نائب الأمين العام للجبهة أبو أحمد فؤاد كتائب المقاومة بالرد الفوري على الجريمة.
المجلس الوطني الفلسطيني أكد على لسان سليم الزعنون أن ما تعرض له الشهيد زياد أبو عين هو عمل إرهابي بامتياز، مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل عنصرية، وطالب بمحاسبة إسرائيل على هذه الجريمة البشعة وعلى غيرها من الجرائم، التي يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشكل خاص أن تبادر فوراً لوضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية.
من جهته نعى الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الشهيد “أبو عين”، وقال: إن اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة المقاومة الشعبية في ترمسعيا وعلى زياد أبو عين بالضرب وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاده يعبّر عن مدى همجية ووحشية الاحتلال وجنوده.
وأدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في بيان صحفي، هذه الجريمة البشعة، ووصفتها بالعمل البربري، محمّلة حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف المسؤولية كاملة عن هذا العمل الإرهابي الذي لا يمكن السكوت عليه، فيما قررت السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، حسبما أعلن جبريل الرجوب.
وكانت سلطات الاحتلال قد قررت مصادرة ثلاثمئة وواحد وعشرين دونماً مغروسة بأشجار الزيتون، وهي تابعة لثلاث قرى غرب رام الله، وذلك بذريعة استخدامها لأغراض أمنية، وهذا التدبير يمثل وسيلة جديدة تستخدم لضم الأراضي في مرحلة لاحقة إلى المستوطنات.
ودعا أهالي ترمسعيا إلى تظاهرة ضد النشاط الاستيطاني على أراضيهم، حيث حمل المتظاهرون، ومنهم أجانب، شتلات زيتون من أجل زراعتها، لكن قوات الاحتلال هاجمت الفعالية وقمعتها بإطلاق القنابل الغازية، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بالفعالية بحالات اختناق.
وفي خطوة استفزازية وتصعيدية جديدة جددت عصابات المستوطنين الإسرائيليين اقتحاماتها للمسجد الأقصى من باب المغاربة وسط حراساتٍ مشددة ومعززة توفرها لهم شرطة الاحتلال الخاصة، التي اعتقلت سيدة مقدسية خلال محاولتها دخول المسجد الأقصى المبارك.
ومنعت قوات الاحتلال والمستوطنين عشرات المزارعين الفلسطينيين من حراثة وزراعة أراضيهم في منطقة عين الساكوت في الأغوار الشمالية، وأعلنت المنطقة التي تقدر بعشرة آلاف دونم منطقة عسكرية مغلقة.
وكانت وزارة الزراعة والمؤسسات الأهلية أعلنت عن حملة وطنية لحراثة وزراعة آلاف الدونمات في عين الساكوت في تحد للاحتلال ومن منطلق الحق في استغلال الأراضي التي كانت تستغل الألغام والتدريبات العسكرية على مدار عشرات الأعوام.