ثقافة

أدب النصيحة طب التجميل وضرورة المراقبة!

أكرم شريم

من المشهود لطب التجميل أنه يستطيع أن يزيل كل تشوه في وجه أو جسم الإنسان، ويعيده إلى عالم الحياة الطبيعية والراحة النفسية من مثل هذه المشاكل! وعلينا أن نعترف أيضاً بأن بعض هذه التشوهات في الوجه أو الجسم عند الرجل أو المرأة أو الشاب أو الشابة أو الطفل أو الطفلة قد تكون إزالتها سهلة وممكنة بسهولة ومن الظلم، بل ومن أشد الظلم والقسوة والإهمال ألا نساعد في إزالتها، وكم هي كثيرة مشافينا المجانية ومستوصفاتنا المجانية أيضاً، وكم هو استعدادها كبير في ذلك؛ هذا في الوقت الذي تسعى برلمانات عالمية، ودون ذكر أسماء وعن طريق رؤساء دول كبرى إلى أن يصبح عندهم مثلنا ولا يستطيعون لأن تحصيل المال عندهم هو الأساس، ومهما كانت الأسباب!
ونحن إذا رأينا الصورة الجديدة أو الشكل الجديد لإنسان كان يعاني من التشوه في مكان من جسمه أو وجهه وقمنا بمقارنتها بالصورة أو الشكل القديم، حين كان التشوه موجوداً، لرأينا كم هو عظيم ورائع بل وإنساني هذا الطب والذي أرجو أن أطلق عليه هنا اسم: الطب الإنساني! إذن صار عندنا طب جسمي بأنواعه وطب نفسي وطب عقلي وطب إنساني!
على أن الطب الإنساني هذا لا يشمل كل طب التجميل، فنحن قصدنا بهذه التسمية والتي أرجو لها أن تنتشر وتشيع، الطب الذي يزيل تشوهاً معيناً في الوجه أو الجسم، فيعيد بذلك الراحة النفسية والاستقرار الاجتماعي بل والسعادة إلى هذا الإنسان الذي كان يعاني من العزلة والشعور بتدني المكانة، والقيمة الاجتماعية، وعسر العلاقات العامة والطبيعية في حياته، هذا فضلاً عن الفشل وربما بأنواعه في حياته، ووجود المبررات لهذا الفشل! من هنا فإننا نحيي طب التجميل أصدق التحيات حين يقوم بعمله الإنساني هذا.
أما أن يصبح طب التجميل وسيلة لإغراء واستغلال المرأة، وإقناعها بضرورة التعديل في أنفها، أو خديها أو ربما حوضها أو مؤخرتها، وذلك ليس بالعلاج الطبي الجسمي المعروف، وإنما بالشفط والقص، وغرز الإبر في الوجه وما إلى ذلك، والجميع يعلم، أطباء ومرضى، أن ذلك كله له مضاعفات، وقد تكون خطيرة وقد لا تحمد عقباها.
وأقول وبصدق وجرأة هذه المرة، أن طب التجميل يحتاج إلى إشراف ومراقبة من الجهات المعنية كي لا يستمر في استغلاله للرغبة الطبيعية التي عند المرأة كي تظهر أفضل وأجمل وأكثر أناقة وترتيباً، إنه تشفير إلهي من الله سبحانه وتعالى وهو كاف وموجود ولا حاجة لا لزيادته ولا لاستغلاله والمتاجرة بالإمكانات المادية المحدودة للمرأة ولا بها هي أيضاً.
انظروا مثلاً ما وصلنا إليه هذه الأيام، فقد أصبح عندنا حقن في الإبط وهذا ما أصبح طبيب التجميل ينصح به، بل ويكررونه في البرامج الإذاعية والتلفزيونية الطبية أو المتخصصة، وكذلك هناك حقن في البطن وكذلك صار هناك حقن في الشرج! فأين جمال المرأة الطبيعي وحرصها الطبيعي على جمالها الطبيعي وأناقتها ونظافة وأناقة كل شيء حولها؟! وأين جمال العقل والصبر والعطاء والأمومة والتسامح؟! هل ذهب كل ذلك وذهبت أهميته وصرنا نحتاج إلى الحقن وحتى في الوجه أيضاً! وهكذا تكون النصيحة اليوم سحب الثقة من طب التجميل كلياً، ومراقبته من قبل الجهات المعنية، حتى يقوم بدوره الرائع الذي أسلفنا بذكره وسميناه بالطب الإنساني، وهو كذلك ويمكن لهذا الطب، طب التجميل الإنساني أن يساعد المرأة أيضاً، وفي كل ما تريد، ولكن على أن يكون تحت المراقبة ودائماً وباستمرار، وعلى عكس ما يريد ويخطط له أعداؤنا وأعداء الشعوب.