ثقافة

هل يبتلع جلباب الأزمة أحلام ناشئة طـرطـوس بـمـعهـدي الموسيقا والباليه؟!

رغم أنها الزيارة الرسمية الأولى لوزير الثقافة عصام خليل لمحافظة طرطوس، لكنها ظهرت وكأنها أتت بلا تحضير، أو تنسيق مسبق، فبدت سريعة عجولة لم تتح للوزير، ولا للقائمين على المؤسسات الثقافية إيصال ما يريدون لوضع اليد على الجرح، وهو ما عبّر عنه “خليل” صراحة أثناء لقائه العاملين في الحقل الثقافي عقب حضوره ملتقى البعث الحواري السادس بأن لا علم له بأن هناك اجتماعاً أصلاً؟!.. ومع ذلك فقد أبدى “خليل” استعداده لمعالجة ما يعتري ثقافة طرطوس من مشكلات، وتقديم الدعم ضمن الإمكانيات المتاحة من خلال المذكرات التي طلب أن تصله إلى الوزارة لمعالجتها.
وبغض النظر فإننا نود لفت عناية وزير الثقافة، وتذكيره بقضية غاية في الأهمية، ألا وهي ضرورة معالجة مبنى المعهد الموسيقي متعدد الاستعمالات الذي أحدث بقرار من وزارة الثقافة نفسها، وبوشر بتشييده في مكان يتوسط مدينة طرطوس بجوار مبنى المركز الثقافي الجديد، ليكون معهداً موسيقياً على شاكلة معهد صلحي الوادي بدمشق لتعليم الناشئة، والموهوبين أصول الموسيقا والعزف من خلال السنوات الدراسية والدورات التعليمية التي سيفتتحها، ومعهداً آخر لتدريس علوم الباليه والتدريب عليها. ورغم أن عمليات البناء على الهيكل انتهت بالكامل قبل اندلاع الحرب على سورية، وهذا يعني أن نسبة الإنجاز تجاوزت الـ 60-70%، وتعاقب على بنائه ثلاثة وزراء ثقافة، لكنهم لم يتمكنوا إلى الآن من متابعة عمليات الإكساء، وإيصال المشروع لبر الأمان، ورغم أن التعليمات الحكومية- كما يقال- لا تمانع في تمويل المشروعات الحكومية المباشر بها، وتتجاوز نسب الإنجاز فيها النصف، ورغم تأكيدات الوزيرة السابقة أن كامل تجهيزات المعهد الموسيقية من “بيانوهات، وكمانات، وأعواد”، وغيرها من الأجهزة الصوتية، والتقنية، والإنارة موجودة في مستودعات الوزارة بدمشق، لكن الريح لا تزال تصفر في جنبات المبنى، وطبقاته، وأروقته، وربما بدأت بصمات الزمن تفعل فعلها بجدرانه، وصفوفه قبل أن يتم الانتهاء من أعمال البناء، فيما أجيالنا الفتية ومواهبنا الواعدة تتقاذف ذائقتها هذا الكم من الإسفاف، والتردي الذي نحصد نتائجه على مدار الساعة على أكثر من صعيد، فهل نشهد قريباً دوران عجلة حلم ترنو إليه أعين الكثير من الناشئة، أم أن جلباب الأزمة كفيل بابتلاع هذه الأحلام؟!.
وائل علي