ثقافة

تعقيبا على المؤتمر الصحفي لمدير دار الأسد للثقافة والفنون “جوان قره جولي”

حبذا لو افتتح السيد جوان قره جولي مؤتمره الصحفي بتنويه أو بتذكير بطبيعة منصبه ومهامه كمدير لدار الأسد للثقافة والفنون، لكي تنطلق منها خطته، ولكن ما حدث أن السيد “قره جولي” قفز على صلاحياته كمدير ليطرح مبادرة ثقافية تطرحها عادة وزارة الثقافة الجهة التي تخطط للحالة الثقافية العامة في البلد، ولو كانت الثقة التي قال عنها “قره جولي” انه مُنِحها من السيد الوزير! هي الآلية المعممة بين الوزارات والإدارات فلا داع للوزارات إذا ودعونا نكتفي بالمدراء العامين.
اخطر ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد “قره جولي” هو رغبته بطرح مطاعم  دار الأسد للثقافة والفنون للاستثمار، قائلا أن هذه المرافق موجودة أساسا ومجهزة بأفضل التجهيزات، ليضيف بأن عوائد هذا الاستثمار ستصب في خزين الدولة!
أولا هذه الدار أنشأتها الدولة للسوريين مجانا وبلا مقابل  مثل مكتبة الأسد وسد الفرات، ولو أراد من أشاد صرح دار الأسد أن يكون مؤسسة ربحية لقام بطرحه كمؤسسة للاستثمار منذ البداية، بما في ذلك صالاته ومرافقه الأخرى كأرصفته التي من الممكن أن تتحول إلى “باركينغ”، ولطرحت أيضا العديد من مرافق بعض المنشآت الثقافية التي بنتها لأبنائها، لكن هذا مالا ترتضيه الدولة ابداً فما تمنحه لأبنائها هو لهم و دون مقابل  كالمدارس والجامعات.
شي أخر: بقاء تلك المرافق على حالها دون استخدام لها هو أمر لا بد وأنه طُرح قبلا ولكنه رُفض رفضا قاطعة لأسباب موجبة، فمن سيأتي لمتابعة نشاط الدار الثقافي لن يكون في نيته تناول وجبة طعام أيضا أو كأس نبيذ، وربما إذا كان المستثمر صاحب ليالي أنس قد يقدم له وصلة رقص شرقي مثلا! وما المانع أليس الرقص الشرقي فن وثقافة؟            من يأتي للدار هو قادم لينهل من الفائدة والثقافة والمتعة التي تعرضها الدار بعرضها لفعاليات ثقافية وفنية.
وأورد  “قره جولي “في المؤتمر أن طرح مطاعم الدار للاستثمار هو شيء طبيعي وموجود في العديد من دور الأوبرا العالمية  التي تحوي فنادق للنوم أيضا، وهذا صحيح، وهذا هو منطق الدولة التي بنتها، أن لا تكون للشعب بل للاستثمار، وهذا ليس منطق دولتنا، أمر آخر لا يقل أهمية أبدا تلك الدور اسمها “دور الأوبرا” أما دارنا فاسمها دار الأسد للثقافة والفنون. وهذا لوحده يعطي هذا المكان مكانته الجماهيرية اللائقة بنا، ولا ريب ليس تحويل مرافق الدار الموجودة أساسا إلى مطاعم هو ما سيعطي قيمة مضافة لها، بل سينتقص من قدر ذاك المكان يما يرمز إليه من بيت الثقافة لكل السوريين.
ثم إن اغلب المطاعم تعاني الآن من شح عملها، فما بالكم بمطعم على كتفه تماما قاعات للفكر والفن والأدب! ويا أيها الساقي أليك المشتكى.
تمام علي بركات