استقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني.. الرئيس الأسد: مصممون على استئصال الإرهاب والأفكار المتطرفة لاريجانـــــــي: تقديــــــم كل أشــــــكال الدعــــــم لســــــوريــــــة
دمشق-مرهف هرموش-سانا:
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، وعبّر الرئيس الأسد خلال اللقاء عن اعتزاز الشعب السوري بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعه مع الشعب الإيراني، والتي حققت خلال العقود الماضية الكثير من النجاحات على الصعيد الثنائي والإقليمي.
وأكد أن السوريين يقدرون عالياً مواقف إيران تجاه سورية، وحريصون على تعزيز التعاون معها في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد الرئيس الأسد على تصميم السوريين على استئصال الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تهدد شعوب المنطقة والعالم، وحرصهم بنفس الوقت على الاستمرار بالمصالحات الوطنية وتعزيزها على جميع الأراضي السورية.
وأشاد لاريجاني بصمود الشعب السوري في مواجهة الحرب الإرهابية التي تستهدف أمنه واستقراره، مؤكداً أن الشعب الإيراني لن يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم لسورية لتعزيز مقومات الصمود ومحاربة الإرهاب وداعميه، وشدد على دعم بلاده للجهود والمساعي الهادفة لدفع الحوار الوطني بين السوريين، والذي يحفظ سيادة سورية ووحدة أبنائها بعيداً عن التدخلات الخارجية.
حضر اللقاء رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام والدكتور حسين أمير عبد اللهيان معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية والسفير الإيراني في دمشق والوفد المرافق للدكتور لاريجاني.
وكان الرئيس الأسد أكد خلال لقائه علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الثلاثين من أيلول الماضي أن مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي ينشره الإرهابيون وتغذيه بعض الدول الإقليمية لا تقل أهمية عن محاربة أولئك الإرهابيين الذين يعيثون قتلاً وخراباً ويدمرون الإرث التاريخي والحضاري للشعوب أينما حلوا.
تشكيل حائط صد ودفاع عن شعوب المنطقة بوجه المد الإرهابي القاتل
إلى ذلك بحث اللحام مع لاريجاني خلال لقائهما العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرار التعاون والتنسيق والتشاور بينهما إزاء القضايا المشتركة والحرب ضد الإرهاب.
حضر اللقاء معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان والسفير الإيراني في دمشق وعدد من أعضاء مجلس الشعب والوفد الإيراني المرافق.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد اللحام أن سورية وإيران يجريان تقييماً متواصلاً للأوضاع في المنطقة، خصوصاً ما تتعرض له سورية والعراق من حرب إرهابية تشنها القوى الاستعمارية الغربية بالتواطؤ مع بعض دول عربية وجارة معروفة، وقال: إننا نتبادل دائماً كيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية وكيفية تشكيل حائط صد ودفاع عن شعوب المنطقة بوجه المد الإرهابي القاتل.
وشدد اللحام على أن الدعم الإيراني لسورية كان له الأثر الطيب في نفوس الشعب السوري، كما كان دعم أصدقاء سورية، من إيران إلى روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، عاملاً مهماً ومساعداً في مواجهة الإرهاب ومساعدة سورية لتجاوز محنتها، مضيفاً: لا بد من توجيه التحية لإيران قيادة وحكومة وشعباً على موقفها الداعم لسورية وشعبها سياسياً واقتصادياً، وكذلك مساعدتها الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والتآمر ومواجهة العقوبات الاقتصادية الجائرة والمقاطعة المخزية من دول عربية معروفة، والغرب، الذي فرض حظراً على غذاء ودواء الشعب السوري، وأكد أهمية العلاقات السورية الإيرانية التاريخية المتجذّرة، ومحور المقاومة، التي تعد عنصر أمان واستقرار في المنطقة يحصن شعوبها ويحميها من التهديدات والمخططات الاستعمارية، التي تحاول تمزيق الدول وتنفيذ تلك المخططات.
وأضاف اللحام: إن الحرب التي تتعرض لها سورية هدفها الرئيسي هو خدمة الكيان الصهيوني، ولذلك لا نستغرب تعاون هذا الكيان مع الإرهابيين، مشدداً على أنه إذا حدث عدوان عسكري إسرائيلي ستقوم سورية بالرد المناسب للدفاع عن سيادتها ووحدتها وحماية شعبها وأمنها وأمانها، وأشار إلى أنه طالما الشعب السوري موحّد، والجيش العربي السوري العقائدي يقوم بواجبه على أكمل وجه، والقيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد فلا بد لهذه الثلاثية الرائعة لسورية أن تنتصر، لأنها على حق ولأنها تحارب إرهاباً ظالماً.
شرف وفخر لإيران أن تكون في خدمة سورية الشقيقة والصديقة
وأشار لاريجاني إلى أنه تباحث مع الرئيس الأسد ورئيس مجلس الشعب بالقضايا الإقليمية المهمة، ولا سيما فيما يتعلق بالمشكلة الرئيسية في المنطقة وهي الإرهاب، مضيفاً: إنه شرف وفخر لإيران أن تكون في خدمة سورية الشقيقة والصديقة، وأكد أن موضوع الإرهاب لا يخص سورية لوحدها، إذ إن الكثير من دول المنطقة منخرط في موضوع مواجهة الجماعات الإرهابية، وهذه نقطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار، مشدداً على وجوب الوقوف إلى جانب سورية حكومة وشعباً، وعلى أن إيران لا تدخر أي جهد في دعم سورية لحل الأزمة، ولديها اتصالات وثيقة ومتقاربة مع الروس، مبيناً أن التشاور قائم حول المبادرة الروسية لحل الأزمة في سورية.
ولفت لاريجاني إلى أن بعض الدول الغربية، وكذلك دول المنطقة، كانت تدعم الإرهابيين، وكانت إيران تقول لهم: إن هذا الأمر هو مغامرة تؤدي إلى إشعال نار لا يمكنهم إطفاؤها، مبيناً أن من كانوا يقولون: إن الديمقراطية لن تتوفر في سورية بعضهم أشخاص لم يقوموا حتى بخطوة صغيرة في بلدانهم نحو الديمقراطية، مشيراً إلى أن كل الدول، سواء الغربية أو العربية تقريباً، تعمل اليوم على تقديم حل سياسي، وأنني على ثقة بأن الكثير منهم اقتنعوا بأن الحل السياسي هو الخيار، ولكن البعض منهم يعارضون ذلك ويقومون بالاستفزاز.
وشدد لاريجاني على أن سورية بلد رائد في مواجهة الصهاينة و”إسرائيل”، عندما كان الكثيرون في سبات عميق، ولذلك هي تدفع ضريبة الصمود والمقاومة، وأضاف: إن الإسرائيليين يجنون ثمن ومصالح هذه المعركة التي حصلت في المنطقة وهم يتدخلون بها إذا ما اقتضت الضرورة، مشيراً إلى أن المعلومات الخاصة بذلك قائمة وموجودة، ولهذا السبب نقول: إن علينا أن نقف جميعاً إلى جانب سورية، ولفت إلى أن رؤية الولايات المتحدة تجاه الإرهاب هي رؤية تكتيكية، مضيفاً: إن التعامل والتعاطي مع الإرهاب بصفة تكتيكية هو خطأ استراتيجي، والآن يلاحظون شيئاً فشيئاً هذه المشكلة التي أوجدوها وهم يعانون منها، ورأى أن على الشعوب الإسلامية أن تأخذ بعين الاعتبار أن الأمريكان وبعض الدول الأوروبية يأتون ويضرمون النار في المنطقة ويرحلون ويضعون هذه المشكلة لتزداد شيئاً فشيئاً.
وعن الألاعيب النفطية التي يعدها الغرب بالتعاون مع دول خليجية لاستهداف المحور السوري الإيراني، قال لاريجاني: إن رؤيتنا مع القادة السوريين متقاربة لبعضها بهذا الصدد، وهذه الدول تظن أن بإمكانها أن تغيّر قضايا المنطقة من خلال النفط ، مشيراً إلى أن إيران تحمّلت ظروفاً أصعب من ذلك في فترة وقامت بإدارة الحرب وبإدارة البلاد ولكن هذه المرة لا تنسى من قام بالتآمر.
الحلقي يبحث مع لاريجاني آليات تنفيذ ما تمّ التوصل إليه من اتفاقيات وبرامج عمل على أرض الواقع
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني أن التعاون السوري الإيراني يشكل عنواناً لتطلعات وآمال شعوب المنطقة برفض الهيمنة والغطرسة ومنع تحقيق المشاريع الصهيوأميركية فيها فضلاً عن كونه عامل استقرار أساسياً للمنطقة، ونوّه بالدعم الذي تقدمه إيران لتعزيز صمود الشعب السوري في وجه الحصار الاقتصادي الجائر والظالم المفروض ضده.
من جهته، جدد لاريجاني تأكيد بلاده الاستمرار في تقديم كل أنواع الدعم للشعب والقيادة السورية، لافتاً إلى أن سورية ستجني نتاج صبرها وصمودها، وأن ملامح انتصارها على الحرب الإرهابية التي تتعرض لها تلوح في الأفق، مشيراً إلى أن زيارة الحلقي والوفد المرافق له إلى إيران وضعت مسارات جديدة للتعاون ستوسع آفاق العمل المشترك وتدفع عجلة التعاون الثنائي قدماً إلى الأمام.
وتناول الحديث خلال اللقاء آليات ترجمة ما تمّ التوصل إليه من اتفاقيات وبرامج عمل على أرض الواقع، وخاصة في مجال زيادة قاعدة التعاون التجاري وانسياب السلع بين البلدين وتأمين متطلبات صمود الشعب السوري ومشاركة رجال الأعمال والشركات الإيرانية في إعادة تأهيل القطاعات التي خربتها التنظيمات الإرهابية المسلحة ومرحلة إعادة البناء والإعمار.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الشعب فهمي حسن ووزراء الكهرباء والنفط والثروة المعدنية والصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية والصحة والدولة لشؤون مجلس الشعب والأمين العام لمجلس الوزراء والوفد المرافق للدكتور لاريجاني.
المعلم يلتقي لاريجاني
كما التقى وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين لاريجاني، وتناول الحديث العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية استمرار الدعم والتنسيق والتعاون للتصدي للإرهاب الذي تتعرض له سورية والمنطقة. وشكر المعلم الشعب والقيادة الإيرانية على دعمهم الأخوي لصمود سورية، مؤكداً ضرورة استمرار المساعي المشتركة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يقوم على الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي.
من جانبه أكد الدكتور لاريجاني استمرار الدعم الإيراني لسورية ووقوف الشعب والقيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الإرهاب.
حضر اللقاء من الجانب السوري الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، ومن الجانب الإيراني حسين أمير عبد اللهيان معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية وعدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني.
ولدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي، صباح أمس، حيث كان في استقباله اللحام، أكد لاريجاني في تصريح للصحفيين أن حل الأزمة في سورية سياسي وقائم على أسس ديمقراطية ووفق إرادة الشعب السوري، مشيراً إلى ضرورة أن يتوحّد السوريون ويتخذوا قراراً من أجل مستقبل بلدهم، وأعرب عن تمنياته بأن تؤدي التحركات التي تجري في المنطقة إلى نهاية الأزمة في سورية.
وكان لاريجاني أكد في تصريح له قبيل مغادرته طهران، في جولة تستغرق أربعة أيام يزور خلالها كلاً من سورية ولبنان والعراق، أن الإرهابيين في سورية والعراق سببوا المشاكل والفوضى والأزمات، مشيراً إلى أن الأمن والاستقرار من العوامل المهمة في النمو والتنمية وخاصة في المجال الاقتصادي، وأعرب عن أسفه لقيام بعض القوى الكبرى ودول بالمنطقة بخلق الفوضى في دول أخرى، وقال: نأمل بأن نقدّم استراتيجيات وحلولاً لمكافحة الإرهاب خلال مباحثاتنا مع المسؤولين السوريين والعراقيين واللبنانيين. ويرافق لاريجاني في هذه الجولة معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان ووفد برلماني.