شرطة أردوغان تضيّق الخناق على المعارضة .. والاعتداء على الطلاب يثير غضب الشارع التركي
قنوات إخوانية في تركيا بديلاً للقنوات القطرية
تواصلت أمس ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية التعسفية بحق الشعب التركي من اعتقال وملاحقة ومنع من السفر وتضييق على الأحزاب التي لا توافق سياسات ” أردوغان” في المنطقة، حيث وصل الأمر بالقضاء إلى الحكم على شاب لم يبلغ من العمر 16 سنة بتهمة سب الرئيس التركي أردوغان، قرار أثار غضباً واسعاً في المجتمع التركي على ما آلت إليه الديمقراطية في تركيا من نظام ديكتاتوري يحكمه شخص مهووس بحلم السلطنة، ولهذا تراه لا ينفك عن التدخل في شؤون الدول ودعم عصابته من الإخوان المسلمين الذين انفرطت آخر معاقلهم في تونس بعد فوز الباجي قائد السبسي بانتخابات الرئاسة، ولأن ما حدث في مصر مازال يؤرقه، فتراه لايتوانى عن تقديم الدعم والمساندة لهم، حيث قرر دعم أربع قنوات تلهج بلغة الإخوان للمحافظة على مهاجمة الحكومة المصرية وانتقادها وقيادة الإرهاب ضدها.
وفي التفاصيل، اعتدت شرطة حكومة حزب العدالة والتنمية على طلاب أقاموا نشاطات لإحياء ذكرى مجزرة اولودرة جنوب شرق تركيا والتي أسفرت عن مقتل 34 مواطناً إثر قصف طائرات الجيش التركي في عام 2011 بعد اعتداء المتطرفين على الطلاب، وذكر موقع ايليري خبر أن مجموعة من القوميين الأتراك المتطرفين تهجموا على طالبات من كلية الاتصال في جامعة غازي بأنقرة وقاموا بضربهن ما أسفر عن إصابة طالبتين بجروح تم نقلهما إلى المستشفى.
في الأثناء تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية ممارساتها التعسفية في تركيا، حيث أصدرت قرارات بتفتيش مقرات أحزاب المعارضة وفرضت الحظر على سفر أعضاء اتحاد غرف المهندسين والمهندسين المعماريين إلى خارج تركيا، كما أصدرت حكماً بالسجن على طلاب في المرحلة الثانوية بتهمة مشاركتهم في مظاهرات احتجاجية.
وأشارت صحيفة طرف إلى أن محكمة الصلح الجزائية في محافظة جوموشهانه شمال شرق تركيا أصدرت قراراً بتفتيش مقر حزب الشعب الجمهوري بذريعة تعليق ملصقات ولافتات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لفضيحة الفساد والرشوة.
وأكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدث باسم الحزب هالوك كوتش في مؤتمر صحفي عقده خلال انعقاد اجتماع مجلس الحزب أمس أن المحكمة أصدرت قراراً بمناسبة أسبوع مكافحة الفساد والرشوة بين 17 و 25 كانون الأول يقضي بتفتيش مقر الحزب في المحافظة بذريعة تعليق ملصقات بمناسبة أسبوع مكافحة الفساد والرشوة، الأمر الذي اعتبرته عنصر جريمة يضع الناس في قفص الاتهام و الشك، ولفت إلى استخدام العنف ضد أعضاء الحزب الذي يسعى إلى تذكير المجتمع بسلب حقه والاعتداء عليهم في مقرات الحزب، مشيراً إلى تعرض مقر حزب الحركة القومية للممارسات نفسها بسبب تعليقه لافتة بمناسبة أسبوع مكافحة الفساد والرشوة على أحد مبانيه.
وقالت صحيفة سوزجو: إن الشرطة التركية داهمت أمس مقر فرع حزب الشعب الجمهوري ببلدة عمرانية التابعة لاسطنبول بهدف إنزال لافتة علقها أعضاء الحزب على واجهة المبنى بمناسبة أسبوع مكافحة الفساد والرشوة بينما منع أعضاء الحزب رجال الشرطة من إنزال اللافتة.
كما طردت وزارة الصحة التركية زوجة فريد دمير مراسل وكالة دوغان للأنباء في تونجلي الذي كشف شراء مصطفى اتاش النائب عن حزب العدالة والتنمية شققاً بنتها إدارة الإسكان الجماعي في تونجلي لذوي الدخل المحدود من عملها في مستشفى الدولة بتونجلي.
إلى ذلك تواصل محكمة الأطفال محاكمة 5 فتيان دون السن الـ 18 بينهم فتى كان قد أصيب بخرطوشة الغاز المسيل للدموع في رأسه وتلقى العلاج لمدة شهر في المستشفى بتهمة مقاومة الشرطة التي هدمت خيم الاعتصام في ميدان جوندوغدو بأزمير خلال احتجاجات متنزه كيزي العام الماضي، وأكد موقع اودا تي في أن المحكمة أصدرت قراراً باعتقال محمد أمين ألتون سيس الذي يبلغ من العمر 16 سنة بتهمة إهانة الرئيس التركي.
وأصدرت حكومة حزب العدالة والتنمية قراراً يمنع سفر أعضاء اتحاد غرف المهندسين والمهندسين المعماريين إلى خارج تركيا إلا بعد الحصول على تصريح من وزارة البيئة والتخطيط العمراني.
من جهة أخرى تسارع السلطات التركية الخطوات لزيادة دعم قنوات مصرية تبث من تركيا وتحمل لواء الإخوان واعتبارها بديلاً شرساً يستخدم لقدح القادة في مصر، عقب قرار السلطات القطرية إيقاف بث قناة ‘الجزيرة مباشر مصر.
وظلت تركيا الدولة الوحيدة التي تقف في خندق الإخوان من خلال استضافتها لرموز إخوانية أو توفير الدعم لمنابر إعلامية تقود حملة تشكيك تجاه مصر، إلى جانب مواصلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطاول على القيادة المصرية والمسارعة إلى مفاضلة الإخوان المسلمين بالرغم من النفور الدولي تجاه الجماعة المصنفة إرهابية في أكثر من دولة، وبعد قرار إيقاف بث قناة الجزيرة مباشر مصر لم تجد أنقرة من الحيلة بداً سوى توفير منابر بديلة تواصل الحملة الشرسة التي تحاك ضد مصر عبر خمس قنوات هي رابعة، مكملين، الشرق، الشرعية ومصر الآن.
ويرى مراقبون أن أنقرة تقوم بضخ عشرات المليارات من الدولارات في ميزانيات القنوات الإخوانية، وذلك بغرض استمرار الهجوم على نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من نوافذ إعلامية أخرى بعد إغلاق الجزيرة مباشر مصر.
من جانبه قال مختار نوح القيادي المنشق عن الإخوان في تصريحات لصحيفة “اليوم السابع”: إن تركيا في الوقت الحالي تتزعم دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة، حيث يسعى أردوغان إلى إظهار نفسه أمام الغرب بأنه من يسيطر على الجماعات الإرهابية في المنطقة، وهو ما يدفعه للاستمرار في احتضان الإخوان.