أولى تبعات سياسة نظام عبد الله الثاني .. "داعش" يأسر طياراً أردنياً في الرقة أستراليا تحبط مخططاً إرهابياً خطيراً.. وبريطانيا تتواطأ مع الإرهاب
تجاهل النظام الأردني على مدى السنوات الأربع الماضية حقيقة أن الإرهاب الذي أقام له المعسكرات على أراضيه وسهّل مروره إلى سورية، سيرتّد عاجلاً أم آجلاً على مواطنيه، وتحت وطأة الضغوطات الأمريكية والعطاءات الخليجية على نظام يعتاش منذ نشأته على المعونات الاقتصادية الغربية ولاحقاً السعودية، للسير في المخطط الأمريكي المرسوم لسورية والمنطقة، ودون حساب النتائج العكسية لهذه التبعية ومن ورائها تقديم الدعم لجماعات العنف والتطرف، وقع أمس طيار أردني في قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، ليكون أول ضحية أردنية لسياسات نظامه في دعم الإرهاب أولاً والدخول مع أسياده في واشنطن في تحالف استعراضي لاحقاً، يدّعي فيه أنه يحارب التنظيم الإرهابي حقاً.
وأكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إسقاط إحدى الطائرات الأردنية بالقرب من مدينة الرقة وأسر الطيار من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي، محمّلاً التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته، وقال: إنه أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة في سورية صباح أمس سقطت إحدى طائراتنا وتم أخذ الطيار رهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل أكد يوسف الكساسبة والد الطيار “معاذ” في تصريح لموقع إخباري أردني أن قائد سلاح الجو الأردني اتصل به هاتفياً، وأخبره بحادث إسقاط الطائرة وأسر ابنه، وأكد أنهم يعملون على إنقاذ حياته.
وكان تنظيم داعش الإرهابي نشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لطيار يحيط به نحو عشرة من عناصر التنظيم، مشيراً إلى أنه مواطن أردني وتم أسره.
الإرهاب الذي دعمه الأردن هو نفسه الإرهاب الذي نأت بنفسها حكومة لبنان سابقاً عن الوقوف في وجهه ومنعه من استغلال أراضيها ليكون مقراً وممراً إلى سورية بتجاهل مقصود ودعم سري من جماعة “14آذار”، إلى أن بدأ خطر الإرهابيين يستفحل في الداخل اللبناني، وقاموا بأولى عملياتهم الإرهابية في بلدة عرسال واستولوا عليها قبل أن يحررها الجيش اللبناني ويبدأ حرباً ضد الإرهاب على امتداد الحدود مع سورية. وفي هذا السياق أوقف الجيش اللبناني أمس ثلاثة إرهابيين في بلدة عرسال ومنطقة اللبوة شرق لبنان، وقال الجيش في بيان له: إنه “في إطار ضبط الحدود وملاحقة المشبوهين، أوقفت قوى الجيش في منطقة عرسال اللبنانيين حسين ديب الفليطي وعبدالله محمد أمون أثناء محاولتهما نقل أعتدة ومواد غذائية إلى جرود المنطقة بواسطة سيارتين دون أوراق قانونية، مشيراً إلى توقيف السوري طارق عمر عيروط في منطقة اللبوة للاشتباه بانتمائه إلى التنظيمات الإرهابية، حيث تم تسليم جميع الموقوفين إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.
الإرهاب الذي بدأ يؤرق العالم، بدأت ملامحه تظهر بقوة خلال الفترة القصيرة الماضية في دول أوروبية وفي أستراليا، والتي تزايدت المخاوف بين مواطنيها بعد احتجاز رهائن في أحد مقاهي سيدني قبل أيام، وقالت السلطات الأسترالية أمس: إنها ضبطت بحوزة أحد الأشخاص الموقوفين الأسبوع الماضي وثائق مرتبطة بمخطط لتنفيذ هجمات إرهابية على أهداف حكومية مهمة، وأوقفت المدعو سليمان خالد، ولقبه “أبو بكر” خلال عمليات دهم الأسبوع الماضي وعثرت على وثائق وضبطت رشاشاً ومسدسين، بينما اتهم شاب آخر في الحادية والعشرين من العمر بمخالفة أمر يمنعه من إجراء اتصالات هاتفية.
وجاء اعتقال الرجلين من قبل شرطة مكافحة الإرهاب بعد سلسلة من العمليات الدهم في سيدني وبريزبن، مع تزايد القلق من تدفق شبان على سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش والجماعات التكفيرية الأخرى، وكانت الشرطة الأسترالية أعلنت بعد العملية أنها أحبطت مؤامرة لارتكاب أعمال عنف في أستراليا، بما في ذلك قتل شخص بقطع الرأس، وقال مايكل فيلان، مساعد قائد الشرطة الفيدرالية الأسترالية المكلف بالأمن القومي: إن الوثائق تشير من دون شك إلى أهداف حكومية مهمة تقع في سيدني، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي سياق متصل شددت السلطات المحلية في العاصمة النمساوية فيينا من إجراءاتها الأمنية، تحسباً لوقوع أي عمليات إرهابية في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ونقل موقع “فيينا” الالكتروني عن متحدث باسم إدارة مؤسسة النقل الداخلي قوله: إن الإدارة اتخذت احتياطات أمنية من الدرجة الثانية، لتشديد نظام المراقبة المستمرة على محطات مترو الأنفاق ووسائل المواصلات الأخرى، بهدف منع وقوع أي اعتداءات أو هجمات إرهابية من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي، ولم يفصح المتحدث عن مؤشرات أو دلائل تشير إلى وجود تهديدات مباشرة من قبل التنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجمات ضد النمسا، لافتاً إلى أن السلطات الأمنية المختصة أوقفت حركة مترو الأنفاق لعدة ساعات الأسبوع المنصرم بعد عثورها على طرود وحقائب مشبوهة، تبين بعد فحصها بأنها فارغة.
من جهة ثانية وفي دليل جديد على تواطؤ السلطات البريطانية وانتهاجها معايير مزدوجة بالتعامل مع ملف مكافحة الإرهاب كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن إصدار السلطات القضائية البريطانية حكماً بتبرئة زوجة إرهابي بريطاني موجود ضمن تنظيمات إرهابية في سورية، رغم إدانتها بتهم مساعدته وإرسال الأموال له لتنفيذ نشاطات إرهابية في سورية، وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس أن زوجة الإرهابي المدعوة “جيري تاهاري”، البالغة من العمر 45 عاماً وهي من مدينة برمنغهام البريطانية، اعتقلت في شباط الماضي بتهمة تقديم المساعدة لزوجها الإرهابي المدعو رباط الذي يقاتل في سورية من خلال استخدام حساب على موقع ايباي العالمي للبيع والشراء، وذلك لشراء مجموعة متنوعة من المعدات لإرسالها إليه لتنفيذ أعمال إرهابية.
وختاماً أكدت صحيفة الوطن العمانية أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية مكتملة الأركان وتستهدف كل ما يمت لسورية بصلة، هويةً وحضارةً وتاريخاً وآثاراً وتراثاً وشعباً وفكراً وثقافةً وانسجاماً وبنى أساسية ومؤسسات عسكرية وأمنية، ونددت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أمس بالعملاء الذين انساقوا في هذه المؤامرة وركبوا موجتها، وقالت: إن من وافق على أن يعمل خادماً لصهيوني وغربي مستعمِر، وعلى أن يزهق روحاً بريئة مقابل وريقات خضراء قذرة لن يتورع عن أن يدمر تراثاً وينهب آثاراً لصالح مشغليه وأسياده.
ونبهت الصحيفة إلى أن الهدف من الإرهاب الذي ركبَ في جسم المؤامرة التي تستهدف سورية لم يكن فقط إبادة شعبها وتهجيرهم من مدنهم وقراهم وتدمير بنيتها التحتية ومؤسساتها المسؤولة عن حماية الدولة، وإنما اغتيالها بكل ما تحمله من معنى سياسي واقتصادي واجتماعي وديني وتراثي وأمني تحت شعار زائف يحمل عنوان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وستار دعم الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته.