في خرق جديد لـ"التهدئة".. حكومة نتنياهو تصادق على بناء 380 وحدة استيطانية في القدس شهيد وعشرات المصابين جراء قصف جيش الاحتلال قطاع غزة
بالتزامن مع احتفالات العالم بأعياد الميلاد، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تأكيد عدوانيتها وهمجيتها وانتهاكها لكل القيم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر والذي لا يكاد يرى بارقة أمل حتى تنتزعها الآلة العسكرية الصهيونية بالقتل والتدمير.
فقد أقدمت دبابات جيش الاحتلال الصهيوني على قصف منازل الفلسطينيين والأراضي الزراعية شرق بلدتي خزاعة وقرارة في خان يونس جنوب قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد الفلسطيني تيسير اسمبرى في انتهاك فاضح لما يسمى “التهدئة”. الاعتداءات تواصلت مع تجدد اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل قطعان المستوطنين، وشن حملة اعتقالات في الضفة والقدس، والأخيرة التي ما يزال مسلسل تهويدها وتدمير معالمها الأثرية والتاريخية الشغل الشاغل لحكومات الاحتلال المتعاقبة حيث صدقت ما يعرف بالسلطات البلدية أمس على مخطط استيطاني جديد لإقامة 380 وحدة استيطانية “يشمل إقامة 307 في الحي الاستيطاني “راموت” إضافة إلى إقامة 73 وحدة بمستوطنة “هار حوماه”.
وبالعودة إلى خرق التهدئة الموقعة برعاية مصرية منذ آب الماضي فقد ذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن طائرات الاحتلال شنت غارات على المنطقة بينما جابت دباباته عدة مناطق شرق خزاعة وأطلقت قذائفها تجاه أراضي ومنازل الفلسطينيين ما تسبب في حدوث أضرار جسيمة في الممتلكات، وكانت طائرات الاحتلال من نوع “أف 16” شنت غارات وهمية صباح أمس فوق أجواء المنطقة الوسطى في قطاع غزة، وفى رد على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة أصيب جنديان من قوات الاحتلال برصاص مقاومين فلسطينيين جنوب قطاع غزة.
كما أصيب العشرات من الشبان بحالات اختناق والرصاص المعدني المغلف في المطاط خلال مواجهات اندلعت، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين عند المعبر العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط في القدس المحتلة، وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت نحو الشبان الذين ردوا من ناحيتهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. وخلال المواجهات اقتحمت قوات الاحتلال بناية سكنية مقابل المعبر، تضم عدة طوابق سكنية فارغة، وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة والجنود والدوريات الشرطية في الشارع الرئيسي.
في الأثناء اندلعت مواجهات في حي أبو رياله في العيسوية بين الشبان وقوات الاحتلال، وأصيب خلال المواجهات طفل في الرابعة من عمره بينما كان مغادراً مدرسته ، وتم نقله للعلاج في المستشفى .
ومع استمرار الاعتداءات وعمليات القتل وفى ظل تواصل الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات تمر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد حزينة وكئيبة كعادتها بالنسبة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عدد من الفلسطينيين من أبناء القطاع قولهم إن الأجواء غير مناسبة لإحياء هذا التقليد السنوي الرائع الذي عبر دائماً عن وحدة المسلمين والمسيحيين في غزة متسائلين كيف يمكن أن نحتفل وعشرات الآف الناس دون مأوى ولا تقتصر المعاناة على الآثار الكارثية التي تركها العدوان الإسرائيلي على القطاع بل تتعداها إلى الحصار الخانق المفروض عليه ومنع الفلسطينيين فيه من مشاركة أهلهم في الضفة الغربية وتحديداً في مدينة بيت لحم “مهد السيد المسيح” بالاحتفال بعيد الميلاد.
إلى ذلك اقتحم عشرات الجنود الإسرائيليين والمستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وذكرت مصادر محلية أن 20 جندياً ومجندة اقتحموا بلباسهم العسكري المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، وذلك بالتزامن مع اقتحام عدد من المستوطنين للمسجد بحماية أمنية مشددة، وأوضحت أن تلك الاقتحامات قوبلت بالتصدي بالتكبير والتهليل من قبل المصلين والمرابطين الذين تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر في المسجد الأقصى، وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات واصلت احتجاز هويات بعض النساء والشبان عند دخولهم إلى المسجد الأقصى.
من جهة ثانية توقع صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس أن يتم التصويت على مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية قبل نهاية هذا العام، وأضاف عريقات أدخلنا 8 تعديلات على مشروع القرار أبرزها أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين مع التذكير بمكانة القدس وأن قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية لاغ وباطل وغير شرعي وغير قانوني، كما تمت إضافة نص القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري وتم توضيح قضية اللاجئين استناداً إلى القرار الأممي رقم /194/ وأضيفت فقرة عن الأسرى الفلسطينيين وضرورة الإفراج عنهم.