صيادلة سورية ينتخبون أعضاء مجلس النقابة الهلال: مواجهة الإرهاب وصيانة السيادة ونبذ العنف أولوية
دمشق-بسام عمار:
عقدت نقابة الصيادلة، أمس في فندق داماروز بدمشق، مؤتمرها الانتخابي الحادي عشر تحت شعار “الصيدلة بأعيننا.. وسورية تجمعنا”، وانتخب المشاركون في المؤتمر أعضاء مجلس النقابة، والذي ضم خالد باكير وابتسام داوود وجهاد وضيحي ومحمود الحسن وعبد الله محسن علي وعلاء ظاظا وشادي خطيب ونضال أيشوع ومحمد نبيل القصير وطلال العجلاني ومحمد الصغير، وسيتم لاحقاً انتخاب مكتب النقابة المؤلف من رئيس النقابة والنائب وأمين السر والخازن.
ونقل الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، تحيات ومحبة السيد الرئيس بشـار الأسـد للصيادلة في كل أرجاء الوطن، وتمنياته للمؤتمر بالنجاح في تحقيق مهامه وأهدافه، وتحيات قيادة الحزب، الذي سيبقى دائماً بين أبناء الشعب في كل المواقع، فهو جزء منهم، يشاركهم النضال استناداً إلى التقاليد الكفاحية للشعب العربي السوري، وإلى تاريخه المعروف منذ تأسيسه في فجر الاستقلال، وقال: إن أهمية مؤتمركم تنبع من كونكم شريحة مهمة من هذا الشعب، الذي يصنع اليوم مجداً جديداً يضيف عبره فصلاً آخر إلى كتاب كفاحه الطويل، ويصنع تاريخاً جديداً لوطنه وأمته، ويسهم في استيلاد نظام عالمي جديد من رحم معاناة البشرية، التي استمرت طوال عقدين تحت ضغط أحادية القطب وتعسّف معسكر قوى الاستعمار الحديث وعملائها من الأنظمة الرجعية في المنطقة على أرضنا العربية، ولاسيما في سورية والعراق، حيث تموضعت البؤرة الأساسية لهذا التحوّل التاريخي في الصراع بين التوجهين، ولاشك في أن قوى المقاومة والتحرر العربي وحلفاءها الإقليميين والدوليين قادرة على صناعة المستقبل الأفضل مهما كان حجم التحديات.
وأشار الأمين القطري المساعد إلى أن الآلام الناتجة عن حشرجة احتضار النظام القديم، وكذلك الآلام الناتجة عن ولادة النظام الجديد، يتحمّل القسم الأكبر منها شعبنا العربي السوري، لكن هذا الشعب سيسجل مرة أخرى انتصاراً يخدم قضيته الوطنية والقومية، بل يخدم قضية الشعوب وقضية الإنسان في كل مكان، مبيناً أن أداء جيشنا العربي السوري في مقارعة الإرهاب المتوحش لم يقف عند البطولات الفردية، وما أكثرها، بل تخطى ذلك مرتقياً إلى مستوى تأسيس مدرسة جديدة في العلوم العسكرية، حيث لأول مرة يحقق جيش نظامي وطني انتصارات نوعية في مواجهة حرب عصابات إرهابية همجية مدعومة دولياً، ولأول مرة يحارب جيش محدود العدد عصابات مرتزقة تدعمها جميع القوى الاستعمارية، إضافة إلى الصهيونية والرجعية العربية وغيرها من الدول العميلة في المنطقة، ويعترف المحللون الموضوعيون والخبراء في العالم بهذا الإنجاز النوعي لجيشنا المقدام، بل إن هناك مؤسسات في عدد من الدول بدأت تدرس هذا النوع من الإنجاز بغية إدراجه في المراجع العسكرية، وهذا مصدر فخر لنا نحن أبناء الشعب العربي السوري، تماماً كما نفخر بأن ابن الشعب البار السيد الرئيس بشـار الأسـد أضحى رمزاً عالمياً، كقائد وطني وقومي صمد مع شعبه، فكان حكيماً وشجاعاً في التصدي للمحن، واعترضته المصاعب فكان أهلاً لإذلالها، وعدّته في ذلك ثقته المطلقة بتقاليد شعبه الكفاحية، وثقافة أمته العربية المقاومة، وهذا أيضاً مصدر فخر لنا في المثاقفة والتفاعل مع شعوب العالم ودوله قاطبة.
وذكر الرفيق الهلال أن فخرنا الأساسي هو بهذا الشعب الأبي، الذي كان طليعياً في أخذ الاستقلال، وكان الأول في الخلاص من الاستعمار العثماني والأول في الخلاص من الاستعمار الفرنسي، واليوم يدافع عن استقلاله في مواجهة العثمانية الجديدة والاستعمار الجديد، وبهذا سيفتح آفاقاً جديدة واسعة لتحرر الأمة العربية ولنصرة قضيتها المركزية فلسطين، لافتاً إلى أن هناك حقيقة أثبتها التاريخ وهي أنه لا يمكن إذلال الشعب العربي السوري والانتصار عليه، وأضاف: إن صمود السوريين يرسم ملامح مستقبل جديد لسورية والمنطقة، وإن سورية تسير بخطى ثابتة وبكل ثقة نحو المستقبل، بمواجهة التنظيمات الإرهابية، والعمل على إعادة الإعمار، وتعزيز المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن أي حوار سوري ينطلق من مواجهة الإرهاب، وصيانة السيادة الوطنية والاستقلال، ونبذ العنف كأداة للعمل السياسي، ورفض الارتباط بالخارج، والتي وردت في مبادرة الرئيس الأسد في 6/1/2013.
وأكد الرفيق الهلال أن المؤتمر يكتسب أهميته من خلال مشاركة قطاع الصيدلة الفاعل في حماية صحة المواطنين وسلامتهم، وهي أهمية تستند إلى البعد النضالي في هذا العمل، وقال: نحن نخوض معركة مصيرية ضد الإرهاب وداعميه، إضافة إلى الأهمية التي يكتسبها قطاع الصحة العامة بكل مكوّناته، بما فيها المكوّن الدوائي، وهي أهمية وطنية ونضالية، فالمواجهة تتطلب إرادة سليمة، وعقلاً سليماً، وهذا كله يتطلب قبل كل شيء جسداً سليماً ومعافى، وتمنى الرفيق الأمين القطري المساعد للمؤتمر النجاح، واختيار الأفضل وفق المعايير الديمقراطية والالتزام قبل كل شيء بالمصلحة العامة وضرورة تعزيز دور القطاع الصيدلاني.
من جانبه وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أكد أن سورية قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق أهدافها الصحية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل بمنهجية تشاركية مع النقابات الطبية المختلفة لتخطيط السياسات الصحية في البلاد بهدف رفع جودة الخدمات الصحية المقدّمة للمواطنين، وتطوير القطاع الصحي بكل مفاصله، ونوّه بحرص نقابة الصيادلة على المراقبة والمتابعة لعمل الصيادلة وحماية مصالحهم وتطبيق الأنظمة والقوانين المرعية والعمل على الارتقاء بالحالة الصيدلانية إلى الحالة المثلى، لافتاً إلى أن الصناعات الدوائية حققت نجاحات كبيرة في الحفاظ على الأمن الدوائي والاحتياجات الدوائية بالرغم من ظروف الحصار الجائر والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري.
ومن جهته أشار نقيب صيادلة سورية الدكتور فارس الشعار إلى أن الصيادلة اكتسبوا خبرة كبيرة ومرجعية مسؤولة في تزويد المجتمع بالرعاية الصيدلانية والدوائية، وأصبحوا شركاء فعليين في الجهود الداعمة للصحة العامة والوقاية من الأمراض، مبيناً ضرورة تطوير الكثير من الأنظمة والقوانين والتشريعات كي تتلاءم مع تطوّر المهنة وأدائها، وإعطاء النقابة دوراً أكبر من حيث المشاركة الفاعلة في الإشراف والمتابعة والمحاسبة.
حضر المؤتمر عدد من أعضاء القيادة القطرية ورؤساء الاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية والمهنية وعدد من أعضاء مجلس الشعب والوزراء ومديرو معامل الأدوية وشركات التأمين الصحي.