وثائق جديدة تثبت تورط السعودية والأردن في دعم "داعش" القوات العراقية تستعيد السيطرة الكاملة على الضلوعية الاستراتيجية
استكملت القوات المسلحة العراقية عملياتها العسكرية المتواصلة ضد عصابات تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة صلاح الدين، وتمكنت، أمس، من استعادة السيطرة الكاملة على بلدة “الضلوعية” الاستراتيجية، فضلاً عن منطقتي “السيفونة” و”السادة النعيم” جنوب تكريت، وكبّدت تلك العصابات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وجاء تحرير الضلوعية بشكل كامل في إطار عمليات عسكرية انطلقت من ثلاثة محاور جنوبي صلاح الدين أسفرت عن تحرير عدة مناطق، أبرزها ناحية يثرب والقرى المحيطة بقضاء بلد.
وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين: إن قوات الجيش والشرطة وفوج مكافحة الإرهاب وبدعم من الحشد الشعبي تمكنوا من دخول الضلوعية وتحريرها بشكل كامل، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تقوم بتطهير البلدة من العبوات المزروعة في طرقاتها.
هذا ورفعت القوات العراقية العلم العراقي فوق مبنى القائم مقامية وفوق مبنى البلدية بعد أن تمّ تحرير الضلوعية من تنظيم داعش الإرهابي.
وتأتي أهمية الضلوعية كونها تعد نقطة انطلاق لإرهابيي داعش لمهاجمة مناطق صلاح الدين، حيث كان يحاول منذ أشهر السيطرة بشكل كامل على البلدة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 90 كلم شمال بغداد، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب القتال الشرس الذي خاضته القوات الأمنية والعشائر ضده، في القسم الجنوبي من البلدة، وتأتي استراتيجيتها أيضاً بسبب محاذاتها لنهر دجلة، وكونها صلة وصل بين محافظتي ديالى شرق العراق وصلاح الدين عند الحدود مع إيران.
كما تمكنت القوات العراقية ضمن عملياتها في المحافظة وبمساندة العشائر من تطهير منطقة “السادة النعيم” في أطراف قضاء الدجيل 120 كم جنوب تكريت، بعد اشتباكات مع عناصر التنظيم الإرهابي، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصره والاستيلاء على سيارة تحمل أحادية تابعة لهم.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن أعلن أن الشرطة الاتحادية طهرت منطقة “السيفونة” الواقعة على الطريق بين ناحيتي المعتصم والضلوعية جنوب تكريت، مشيراً إلى أن الشرطة أكملت تطهير محاور محيط قضاء بلد.
وقال القائد في الحشد الشعبي علي كريم الحسناوي: إن عمليات التطهير التي يقوم بها أفراد الفوج في القرى النائية جنوب قضاء بلد أسفرت عن العثور على كميات كبيرة من العتاد والوثائق الخاصة بكيان داعش الإرهابي وعجلات تحمل لوحات تعود لكل من “السعودية” و”الأردن” أرسلت مجهزة بالسلاح والأشخاص لمساندة كيان داعش في العراق، مبيناً أن “عجلات أخرى تحمل أرقاماً حمراء خاصة اتضح من خلال التحري بأنها أرسلت هدية من السعودية لدعم كيان داعش الإرهابي”.
ويرى بعض المراقبين أن الانتصارات التي حققها الجيش العراقي في معركة تحرير جنوبي صلاح الدين تقترب إلى الحسم أكثر، وبحسب تأكيدات عسكرية فإن الساعات المقبلة ستكون نهاية داعش في المنطقة.
وفي محور آخر، تمكنت القوات العراقية أيضاً من القضاء على خمسة إرهابيين بينهم اثنان يحملان الجنسية السورية وإصابة 12 آخرين وتدمير وكرين وعجلة تابعة للإرهابيين في اشتباكات مسلحة في قاطع جزيرة الخالدية، فيما شنت هجوماً لتحرير مناطق الكرمة والحبانية والبو ذياب، تمكنت خلاله من قتل 23 مسلحاً، في حين أعلنت القوات الأمنية أنها قتلت المدعو “أبو أنس المصري” المسؤول عن أغلب عمليات التفخيخ في منطقة الرطبة بمحافظة الأنبار العراقية.
إلى ذلك عثرت القوات العراقية على كدس للأسلحة والأعتدة والمتفجرات، فيما فككت عبوتين ناسفتين في أحد الآبار المائية المتروكة في منطقة الجنابات جنوب بغداد وعبوتين في منطقة الغدير ضمن قاطع بغداد الجديدة.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد مقتل أكثر من 20 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 54 آخرين بجروح جراء تفجير انتحاري إرهابي داخل خيمة عزاء شمال المدينة.
سياسياً، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقائه بوزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، إلى ضرورة تعزيز التعاون مع دول المنطقة على أساس المصالح المشتركة سيمثل مصدر قوة للجميع ويبعد عنها خطر الإرهاب والتطرف.
يأتي ذلك فيما اعتبر النائب عن ائتلاف الوطنية عبد الكريم عبطان أن دخول وخروج القوات الأمريكية من العراق خراب للبلاد، مبيناً أن الأمريكيين دمروا العراق عندما دخلوه وعندما خرجوا لم يتركوا شيئاً مفيداً له، مضيفاً: إن “القوات الأمريكية دخلت العراق مجدداً بحجة مقالته تنظيم داعش ولا نعرف ما هي الأموال التي صرفها لمحاربة داعش”.
كما أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي أن خروج القوات الأمريكية من العراق إنجاز وطني لم يؤثر على الوضعين الأمني والسياسي، لافتاً إلى أن خروج القوات الأمريكية من العراق تمّ بإرادة وطنية مشتركة.