مسؤولون محليون يوزّعون تصريحات “خلّبية” ورسائل الطمأنة واستعراض البطولات يفضحها “كبارية الريف”
يتساءل المواطن كثيراً عن دور الجهات الخدمية ومستوى الإجراءات والاستعدادات المتخذة بما يتناسب مع شدة العاصفة الثلجية التي حلت بالبلاد، حيث تقول الوقائع: إن هناك من لمس تقصيراً واضحاً وجلياً لبعض الجهات والقائمين عليها ما “وسّع” الفجوة بين المواطن والمسؤول، ولاسيما بعد أن سمعنا وشاهدنا معاناة المواطنين المحاصرين بالثلوج وهم “خارج التغطية” لا طرقات ولا كهرباء ولا اتصالات.
المفارقة أن بعض المعنيين والمشرفين المحليين يظهرون على وسائل الإعلام ليدلوا بمعلومات بعيدة عن الواقع والحقيقة، مبسّطين الأمر إلى حدّ جعل المسؤولين في الحكومة يطمئنون على الوضع، وما يزيد الطين بلّة أن هؤلاء المتحدثين يقطنون خارج هذه المناطق ويطلقون التصريحات “الخلبية” لسببين أوّلهما إرضاء الأعلى وظيفياً والثاني تبرير التقصير والترهّل.
وليس أصدق من حديث ذاك الرجل الستيني الذي التقينا به في الريف الدمشقي البعيد وهو يقطع كيلومترات على الثلج للحصول على مادة الخبز، ولسان حاله يتساءل أين هم هؤلاء المعنيون الذين كانوا يتسابقون أمام وسائل الإعلام وشاشات التلفزة لتغطية فعالية أو احتفال أو تدشين أيام التصفيق، ليظهروا كأنهم ميدانيون وقريبون من المواطن “ملتصقون به” يشاركونه أفراحه وأتراحه؟ أين هم الآن؟ أليس الأولى أن يشاركوا المواطن معاناته قبل أفراحه؟ فلماذا لم يكونوا هنا في هذا الجو القارس والبارد، مجيباً على سؤاله بنفسه بأنه لا يوجد تصوير وتلفزيونات لذا ما الفائدة من حضوره وهو جالس أمام مدفأته غير مكترث بما يحصل.
محدّثنا الستيني يختم كلامه: سنراهم في القريب العاجل بعد انتهاء العاصفة وفتح الطرقات وتأمين الحاجات الأساسية والمستلزمات ليستعرضوا بطولاتهم وإنجازاتهم لهذه المناطق.
دمشق – علي حسون