ثقافة

“صرخة روح” الموسم الثالث… للمراهقين فقط؟

نزل “برومو” الجزء الثالث من مسلسل “صرخة روح” لمجموعة من الكتاب والمخرجين على الجمهور مثل الصاعقة وخصوصاً أن صناع العمل وعدوا أن يكون هذا الجزء مختلفاً ومتطوراً عما سبقه وبالفعل فإن مشاهدة “البروموشن” الترويجي للعمل تدل على أننا نكون أمام عمل مختلف ولكن بشكل عكسي وباختلاف سلبي أكثر من الجزأين السابقين اللذين نالا الكثير من الانتقادات وبالطبع فإن كثرة التناول في الصحافة بهذا الكم لا يعني أننا أمام عمل ناجح وإنما أمام حالة استدعت ذلك كونها مسيئة لتاريخ الدراما السورية ورسالتها وفكرها وجمهورها.. لقطات ساخنة وما إلى ذلك من المشاهد الجنسية الإيحائية هي الرسالة التي ربما أراد العمل بجزئه الثالث إيصالها للجمهور بعد أن اعتمد الإشارات أكثر من المباشرة في الجزأين السابقين ولعل من الأجدى أن تفتتح شارة العمل بعبارة “+ 18” أو للمراهقين فقط.
وفي ظل الصراخ القوي والاجتماعات والعمل الدؤوب والبحث عن إيجاد أفق وآليات حقيقية لتطوير الدراما السورية وإعادتها الألق مجدداً بعد عدة سنوات عجاف حقيقية تراجعت خلالها الدراما السورية وتراجع مضمونها وألقها، يبدو أن هناك من لازال يفكر بطريقة الخطف خلفا وبطريقة تجارية بحتة فالمشاهد الساخنة في غير مكانها تخلف وليست تقدم.. تراجع للوراء وليس جرأة ولعل استخدام المشاهد الساخنة في السينما مثال، فهو في الأفلام الحقيقية وليس التجارية يأتي في مكانه لخدمة السيناريو أو الفكرة وإيصال رسالة ما، إلا أن استخدام المشاهد الجنسية الساخنة بكثرة وفي غير مكانها لا يوفر سبل النجاح. ولعله لنا في السينما المصرية التجارية التي سادت خلال فترة منصرمة دليلاً كبيراً على ذلك وكذلك في “بعض” وليس “كل” الدراما اللبنانية التي لم تنجح باستقطاب الجمهور. وبالعودة إلى مسلسل “صرخة روح” بجزئه الثالث فإنه لا بد من الإشارة إلى أن الفكرة التي يتناولها العمل هي فكرة هامة وموجودة ولا مانع من مناقشتها وتقديمها في الدراما بل هو أمر مهم جداً كسائر القضايا الاجتماعية الأخرى لكن الأهم هو طريقة معالجة هذه المشكلة وتقديمها للجمهور ضمن حكاية غنية وليست مشوقة جنسياً فقط لأن التشويق وحده لا يصنع دراما حقيقية بل إن التشويق يجب أن يكون مرتبطاً بمضمون وأفكار حقيقية لا أن يكون التشويق مجرد مشاهد إيحائية جنسية.
خلدون عليا