فرع جامعة تشرين للحزب عقد مؤتمره السنوي الهلال: التركيز على المقترحات الواقعية.. والتواصل الفاعل بين القيادة والقواعد
اللاذقية-مروان حويجة:
أكد الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب ضرورة اعتماد الواقعية في تبنّي مقترحات تطوير العمل في التقرير السنوي للمؤتمر الحزبي، والتركيز على الأولوي منها، كي تأخذ طريقها إلى التطبيق، وبما يكفل الخروج من النمطية التقليدية التي تراكم التوصيات والمقترحات غير المنفّذة من مؤتمر إلى آخر على حساب المعالجة المنتظرة لها.
ولفت الرفيق الهلال، خلال حضوره المؤتمر السنوي لفرع الحزب في جامعة تشرين، إلى أنه من الأجدى التركيز على القضايا القابلة للتنفيذ بموضوعية بعيداً عن معيارها العددي، والإشارة إلى ما نفّذ وما لم ينفذ منها، في كل جانب، وهذا أمر أساسي يجب أن نعمل به لنخلّص مؤتمراتنا من كل ما هو روتيني، وأضاف: المؤتمر فرصة طيبة أن نلتقي في جامعة تشرين، التي تعد مع غيرها من صروح العلم منارة للمعرفة، وفي محافظة اللاذقية، التي صدّرت سورية منها للعالم أول أبجدية.
ونقل الرفيق الهلال لأعضاء المؤتمر تحية ومحبة قائد الأمة الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، وقال: إن هزيمة القتلة التكفيريين جاءت بفضل صمود شعبنا الأبي، الذي انبثق منه حزب البعث العربي الاشتراكي المجسّد لنبض الشعب ولتطلعاته، وجيشنا الباسل، والذي حقق الإعجاز بما يسطّره من انتصارات مشرّفة باتت تدرّس في كبرى مراكز الأبحاث الاستراتيجية في العالم، وحكمة الرئيس الأسد، مشدداً على أن عام 2015 هو عام الخلاص من التنظيمات الإرهابية التكفيرية الظلامية البعيدة كل البعد عن ثقافة الشعب السوري.
ودعا الرفيق الهلال الرفاق البعثيين إلى الارتقاء بالعمل إلى مستوى التحديات، وأن يكونوا فاعلين في أداء الواجبات والمهام دون الركون إلى العمل المكتبي، لافتاً إلى دور القيادات في التواصل الفاعل مع القواعد الحزبية، وأن أساس الحزب تنظيم وفكر، وهذا يدفعنا نحو إيلاء الجانب الفكري جل الاهتمام، مبيّنا أن اللجنة الفكرية المشكّلة على مستوى القيادة القطرية تجتمع بشكل دوري لمناقشة الرؤى والمقترحات، وهناك تعاون مع المؤسسة الدينية في خططها الثقافية التنويرية بما يتعلق بفقه الأزمة ونشر الفضيلة انطلاقاً من حرص ودور الحزب في الإطار المجتمعي الشعبي، وأشار إلى انتهاج التطوير الأكاديمي في الإعداد والتثقيف الحزبي من خلال إعادة هيكلة مدرسة الإعداد الحزبي وانجاز اللائحة الداخلية للمدرسة لتكون أكاديمية تخرّج كوادر مؤهلة.
وأكد الرفيق الأمين القطري المساعد اضطلاع الحزب بدور كبير في احتضان وتكريم أسر الشهداء، وكشف عن السعي لإحداث مؤسسة في الحزب تعنى بالشهيد، وقال: إن سورية تسير بخطى ثابتة وبكل ثقة نحو المستقبل بمواجهة التنظيمات الإرهابية، والعمل على إعادة الإعمار وتعزيز المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن أي حوار سوري ينطلق من مواجهة الإرهاب وصيانة السيادة الوطنية والاستقلال ونبذ العنف كأداة للعمل السياسي ورفض الارتباط بالخارج.
وتطرق الرفيق الهلال إلى التواصل الميداني المستمر والمتتابع لأعضاء القيادة القطرية مع المحافظات من خلال جولات مكثّفة، بما يعكس توجه القيادة لتعميق الإطار الاجتماعي للحزب، والوقوف المستمر على واقع العمل الحزبي والشعبي، لأن الأولوية هي عودة الحيوية للحزب في جوانب حياة المواطن والمجتمع، وأشار إلى أن التركيز على النوعية في صفوف الحزب دون الكم، وهنا تكمن فاعلية المؤسسة الحزبية في تحويل الكم إلى نوع، حيث وصل عدد الرفاق الذين ثبّتوا عضويتهم في الحزب إلى نحو 500 ألف رفيق ورفيقة، وبادر نحو 80 ألف للانتساب إلى الحزب خلال العام الماضي، وتمّ لأول مرة منذ خمس سنوات ترفيع الرفاق إلى العضوية العاملة في إطار العمل الدؤوب لإعادة الحياة الداخلية للحزب.
وأشار الرفيق الهلال إلى العلاقة بين الحزب والسلطة، مؤكداً أن المشكلة لا تكمن في هذه العلاقة، وإنما في الرفيق البعثي الذي يصل إلى السلطة، فالبعثي الحقيقي يكون، من خلال أدائه وسلوكه البعثي الملتزم بقضايا الوطن والمواطن، قدوة في المجتمع، وأكد ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة..
وتناولت مداخلات الرفاق أعضاء المؤتمر الاهتمام بحلقات الرفاق الأنصار ومتابعة اجتماعاتهم، ودور قيادة الفرع في متابعة القوى السياسية في الجامعة، وافتتاح مراكز للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، وإقامة ورشات عمل متخصصة بتداول قضايا العمل الحزبي، واعتماد آليات جديدة للقبول الجامعي، وإحداث وزارة للشهداء، وإنشاء محطة تلفزيونية للحزب، واعتماد معايير دقيقة في اختيار القيادات والتكليف بالمهام الحزبية والإدارية والنقابية، وتطوير عمل ودور المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وإيجاد حالة حوارية فاعلة في الحزب ومتابعة تطوير فكر الحزب وتجربته النضالية وتعميق تجربة ملتقى البعث الحواري، واستقطاب الشباب بأنشطة هادفة ومفيدة، وإيجاد استثمارات لنقابة معلمي الجامعة والاهتمام باحتياجات مشفى تشرين الجامعي، وإحداث كلية نقل بحري في جامعة الشام الخاصة، ومحاسبة الفاسدين وعدم تكليفهم بأية مهمة ومعالجة أخطاء العمل المهني.
وتحدث الرفيق حسين عرنوس عضو القيادة القطرية للحزب وزير الأشغال العامة، مؤكداً على الدور الأساسي والريادي للقطاع العام كونه ركيزة البناء والتنمية والدور المأمول من القطاع العام في عملية الإعمار، وإشراك القطاع الخاص وكافة القطاعات الوطنية في الإعمار، ولفت إلى اتخاذ الإجراءات والخطط التي تعزز مقومات صمود سورية رغم التحديات التي تواجهها في هذه الأزمة والحرب الظالمة.
وعرض الرفيق الدكتور صلاح داوود أمين فرع الحزب في جامعة تشرين لواقع العمل الحزبي والنقابي في مجال عمل الفرع خلال العام الماضي، مبيّناً أنه يتمّ حالياً إطلاق ورشات وبرامج عمل تدريبية تخصصية نوعية لأسر وذوي الشهداء وجرحى الحرب من خلال كوادر أكاديمية في إطار سعي الجامعة لتوسيع التواصل مع أسر وذوي الشهداء وجرحى الجيش تقديراً لتضحياتهم وبطولاتهم واعتماد معايير واضحة ومحددة في تقييم الأداء الحزبي والإداري.
وأوضح الدكتور هاني شعبان رئيس الجامعة أن خطة عمل الجامعة تضع في الأولوية توفير احتياجات ومستلزمات العملية التعليمية ومعالجة كافة قضايا أعضاء الهيئة التدريسية واستيعاب الطلبة وتوفير أسس استقرار تحصيلهم التعليمي وتذليل الصعاب التي تواجه أي جانب من جوانب الحياة الجامعية، في إطار التكامل بين المؤسسات الحزبية والإدارية والنقابية، وبما يخدم ويلبي في المحصلة احتياجات الطلبة الدارسين في الجامعة، الذين يقارب عددهم /150/ ألف طالب وطالبة.
وأجاب محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم على التساؤلات المطروحة في المجال الخدمي، وأشار إلى تكثيف إجراءات ضبط عمليات توزيع المواد التموينية الضرورية والمحروقات واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين والاستمرار في تقديم الخدمات لكافة التجمّعات السكنية في المحافظة ريفاً ومدينة، واتخاذ إجراءات رادعة لمنع مخالفات البناء وللحد من السكن العشوائي وحل مشكلة الضغط على النقل الجماعي العام من خلال شركة النقل الداخلي وتأمين حركة نقل طلبة الجامعة من خارج المدينة.
حضر المؤتمر الرفيق عبد المعطي مشلب عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية القطري وأعضاء قيادة فرع الحزب في الجامعة ونواب رئيس جامعة تشرين وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية ورئيسا فرعي نقابة معلمي الجامعة واتحاد طلبتها وعمداء الكليات والمعاهد ومديرو المؤسسات والمديريات التعليمية والجامعية.