محليات

فرص استثمارية مهمّة…

تتميز المحاصيل الزراعية العطرية والطبية باعتمادها على الهطل المطري بشكل كبير، وعدم حاجتها إلى الخدمات الحقلية التي تحتاج إليها المحاصيل الأخرى، كما يمكن زراعتها في كل المناطق لملاءمتها لأنواع التربة المختلفة.
ومن هنا بدأت هذه الزراعات تحتل حيّزاً مهمّاً في الخطط الزراعية السنوية، والتركيز على ضرورة التوسّع بالمساحات المزروعة بها، وتنوّع الإنتاج، حيث يتوقع أن تتجاوز نسب التنفيذ المقرّرة لهذه الزراعة خلال الموسم الحالي نسب تنفيذ الموسم الماضي في معظم المناطق والمحافظات.
إذاً، الأرقام التي تجسّدها نسب التنفيذ وكميات الإنتاج على أرض الواقع، تضع هذه المحاصيل في موقع مهم جداً في الخطط الاستثمارية الزراعية، وتشكل ركيزة أساسية من ركائز بناء الاقتصاد الزراعي، بعد أن أثبتت هذه الزراعات جدواها الاقتصادية ومردودها الإنتاجي العالي وسهولة التعامل التسويقي معها داخلياً وخارجياً.
وهنا لابد من الإشارة إلى مجموعة المبادرات والمشاريع التي نفذتها الجهات المعنية في إطار التوسع بزراعة المحاصيل العطرية والطبية، والتي ترافقت مع زيادة الإقبال على هذه الزراعة، وخاصة بعد تطوير الجهات البحثية المعنية للأصناف المحلية والتوصل إلى أصناف متأقلمة مع البيئة المحلية ومقاومة للجفاف.
ومع أهمية الخطوات المنفذة والإجراءات المتخذة المستهدفة تطوير صيغ التعامل مع هذه المحاصيل، لابدّ من التوجّه نحو الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها هذا القطاع، والتي تشكل رافداً مهماً للاقتصاد الوطني والصناعة الدوائية السورية، إضافة إلى توفيرها فرص العمل الكثيرة، ما يجعلها من أهم الفرص الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة التي تسهم في تحسين مستوى معيشة الأسر الريفية.
كما لا بد من التركيز على توجيه جميع الجهود نحو تنظيم العمل والتعامل مع تنمية وتطوير هذه الزراعات والحفاظ عليها وتشجيع الفلاحين على التوسّع بالمساحات المزروعة، وضرورة العمل على إنهاء صور التعامل العشوائي وغير المنظم مع النباتات والأعشاب الطبية والعطرية، التي أساءت بشكل كبير إلى بيئتها، وأثرت سلباً فيها، وأفقدت مساحات واسعة منها إمكانية النموّ مجدّداً، وذلك بالاعتماد على مشاريع تحفظ وتضمن حماية المواقع المزروعة، وإعادة زراعة مواقع جديدة وتنظيم استثمارها وترشيده وتشجيع أي مبادرة تتعامل بحرص وعلمية مع هذه المنتجات الطبيعية، وتوفر الحماية المطلوبة لها، وتنظم عمليات زراعتها وحصادها.

محمد الآغا