اقتصادتتمات الاولى

هل حل مشكلة توفير المازوت بيد مديرية الطاقة في وزارة الزراعة؟

علمت “البعث” من مصادر مطّلعة أن لدى مديرية الطاقة في وزارة الزراعة دراسة على غاية من الأهمية حول استخراج الوقود الحيوي (البيو ديزيل) من المواد العضوية. وذكرت المصادر أن هذه الدراسة التي تمّ الانتهاء منها وهي قيد البحث عن الآلية التنفيذية ركزت تحديداً على استخراج مادة المازوت من الطحالب.
وفي تفاصيل هذه الدراسة التي تسنى لنا معرفة بعض منها، يتبيّن أن قيمة إنتاج ليتر المازوت من الطحالب، أخفض من سعر الأحفوري بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 40% مقارنة مع أسعار الأسواق العالمية للديزيل، وأن هناك ثلاثة مجالات لزراعة الطحالب (الأحواض المفتوحة– الأحواض المغلقة التي لا تحتاج إلى ضوء– الأنابيب الضوئية).
ميزات تشجيعية
وتتمتّع الطحالب بميزات تشجع على استثمارها بإنتاج البيو ديزيل، فنموها مقارنة مع المنتجات العضوية الأخرى سريع جداً، إذ إنها تنمو خلال يومين أو ثلاثة بسرعة كبيرة، كما أن مفاعلات التقطير الخاصة بمعالجة الطحالب لاستخراج المازوت منها، يمكن استخدامها أيضاً لعدد من المدخلات العضوية الأخرى مثل نبتة الجاتروفا التي يمكن ريها من مخلفات الصرف الصحي، إلى جانب أن زراعة الطحالب لا تحتاج إلى مساحات كبيرة، فمساحة 3– 5 دونمات تنتج 30 طناً من الطحالب، وكل 30 طناً تنتج 10 أطنان مازوت، والأهم أنها لا تؤثر على السلة الغذائية، ولا على المخزون المائي الإستراتيجي كون المياه المخصّصة لتغذيتها هي راكدة ويمكن استخدامها مرات عديدة.
وتطرقت الدراسة –وفقاً لمصادرنا– إلى الآثار البيئية والاقتصادية الإيجابية لعملية الاستخراج، فهي صديقة للبيئة، وتوفر كميات من المازوت كفيل بإنعاش النشاط الاقتصادي والاجتماعي، والأهم أنها تثبت سعر المازوت محلياً وتجعله بمنأى عن تذبذب السعر العالمي.
تهرب؟!
لدى اتصالنا بمديرية الطاقة في وزارة الزراعة لمعرفة تفاصيل هذه الدراسة، ومدى جدية الوزارة بتعاطيها مع هذا الموضوع كجهة رسمية، أو تنسيقها مع جهات أخرى ليبصر النور في وقت بتنا بأمس الحاجة للمشتقات النفطية عموماً، والمازوت خصوصاً كونه يدخل بشكل رئيسي في عملية الإنتاج الزراعي، تحفّظ مدير الطاقة المهندس طارق سطاس عن الإدلاء بأي توضيح، وبطريقة دبلوماسية حاول التهرب من لقائنا، متذرعاً بضغط العمل دون أن يحدّد موعداً لاحقاً، إذ آثر أن يتصل بنا هو بالوقت المناسب دون أن يؤكد أو ينفي ما في جعبتنا من معلومات!.
معلومات مدهشة!
ولدى تقصينا حول إمكانية تنفيذ مشروع لإنتاج الوقود الحيوي من الطحالب والجاتروفا، تبيّن أن إحدى الشركات الخاصة قدمت لوزارة الزراعة دراسة لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الحيوي من الطحالب والجاتروفا، وتفيد أنه سيتم إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب في البداية نظراً لسرعة زراعتها وإنتاجها، بينما الجاتروفا تتطلب زراعة أشجارها لمدة ثلاث سنوات للبدء بإنتاج الثمار وأفضل منطقة لزراعتها هي البادية السورية، أما الطحالب فيمكن زراعتها في أي مكان شرط توفر المياه والرطوبة، وتعتبر محافظة اللاذقية ومنطقة الديماس مناسبتين لها.
وأوضحت الدراسة أن مراحل المشروع تتمثّل في البداية بزراعة الطحالب وحصادها، يترافق ذلك مع إنشاء معمل أثناء عملية الزراعة، يليها تحضير زيت الطحالب، ومن ثم عملية تحويله إلى الوقود الحيوي. وبيّنت الدراسة أن المساحة التقريبية المطلوبة لإنشاء المعمل هي 1000 م2، و2500 م2 لزراعة الطحالب.

“يا بلاش”
وتصل التكلفة الأولية التقديرية للمشروع إلى 1528200 دولار موزعة كما يلي: 6500 دولار لتحضير وزراعة الطحالب، و365750 دولاراً لأجهزة مرحلة تحضير زيت الطحالب، و134000 دولار لأجهزة المعالجة الأولية للوقود الحيوي، و963450 دولاراً لأجهزة معمل إزالة الشوائب والتنقية، وتستغرق عملية تركيب المعمل 100 يوم على الأكثر، تحت إشراف خبيرين، بمعدل 100 دولار أجر يومي للخبير، أما العمالة الواجبة للتشغيل بعد التركيب فهي بحدود 6– 10 عمال.
دمشق– حسن النابلسي