“شاعر الألم والكبرياء” نديم محمد في ذكرى الغياب
الحديث عن نديم محمد يعني الحديث عن القرن العشرين إذ ولد في العقد الأول منه عام /1907/ وتوفي في العقد الأخير منه عام /1994/، عقدان من الزمن بالتمام والكمال على الغياب وما زال نديم محمد حاضرا بقوة في الذاكرة والوجدان، وفي ذكرى رحيله أقيم في ثقافي طرطوس ندوة تكريمية شارك فيها كل من د. رضوان قضماني من جامعة البعث ود. راتب سكر من جامعة دمشق والأديب مالك صقور، وبحضور الرفيق غسان أسعد أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي وأعضاء قيادة الفرع: الرفيق هيثم يحيى محمد وهنيبال إبراهيم ، وفعاليات رسمية وشعبية .
وتحدث د. قضماني قائلا تبرز حالتين من التقابلات الثنائية في دلالة النص عبر تشكيلاته الدلالية عند نديم محمد الأولى حالة شعور بالرتابة وهو شعور يكاد يسيطر على شعرية نديم محمد ويعكس حالة إحباط واكتئاب وكبت، أما الحالة الأخرى فتتبدى عبر إرادة المقاومة والصمود، لكن كلا الحالتين السلبية والايجابية ترتبطان ارتباطا جدليا في نص نديم محمد، فكل حالة تمزق واكتئاب ترتبط بحالة أمل وضياء وكأنهما معا ترتبطان بشعرية تقوم على جدلية تكامل الكون والتي تعكس نبرة تعيد صياغة الأشياء.
في حين تحدث د. سكر عن نديم محمد الشاعر والإنسان فقال: أمضى نديم محمد في الغرب الأوروبي أربع سنوات شكلت لديه مكونا آخر من مكونات ثقافته، وبهذا تكون شخصية نديم محمد ثمرة مزاوجة تيارين ثقافيين هما التراث والمعاصرة، فقد تعلم في الكتّاب ثم في المدارس الرسمية وبعدها سافر إلى فرنسا فحصل على الليسانس في الآداب وله عدة دواوين شعرية (آفاق، آلام، فراشات وعناكب، ألوان، رفاق يمضون..).
أما الأديب صقور فتحدث عن الجانب الوجداني في شخصية نديم محمد وشعره قائلاً: نديم محمد الحالم، أطلقوا عليه شاعر الألم والكبرياء كما أطلقوا عليه شاعر الخيبات والمرارة والعذابات، عانى من الظلم كثيراً في حياته ومماته وحين جمعت أشعاره القديمة وسرقت المخطوطات وطبعت منقوصة، لافتا صقور إلى أنه من المغري أن يطوف الباحث في بستان نديم الوارف المثمر الناضج ودخول عالمه الرحيب والوقوف عند موضوعاته الثرية وقيمه الجمالية والفنية، وأغراضه الشعرية الغنية المتنوعة من حب وعشق وغزل ومديح وفخر ورثاء وهجاء ومن شعر وجداني صاف وقومي ووطني.
طرطوس – رشا سليمان