التسويق وتوفير مستلزمات الإنتاج والتعويض عن الأضرار على رأس الأولويات الزراعية في اللاذقية
شغلت احتياجات الإنتاج الزراعي وإجراءات التخفيف من الأضرار التي طالت المحاصيل حيّزاً هاماً من لقاء محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم مع الفعاليات المحلية في جبلة التي طالبت بإيجاد آليات فعّالة ومجدية لتسويق فائض محصول الحمضيات من خلال توفير أسواق خارجية، وإقامة معامل للعصائر في الساحل بما يكفل حصول المزارع المنتج على الريعية التي تغطّي التكاليف وتوازي الأعباء، واتخاذ التدابير الكفيلة بالتعويض على المزارعين المتضررين جراء موجة البرد التي ضربت المنطقة مؤخراً وأدت إلى تساقط نسبة كبيرة من ثمار المحاصيل، وتفاقمت الخسائر والأضرار خلال العاصفة الثلجية والمنخفض الجوي القاسي الذي أوقع خسائر كبيرة في الزراعات المحمية.
ولعلّ هاجس المزارعين الأهم كما أظهرته الطروحات والمقترحات في هذا اللقاء وغيره من لقاءات، ضرورة تأمين الدعم لمستلزمات وتكاليف إنتاجهم نظراً للأعباء المتزايدة التي باتت تثقل كاهل المزارعين والمنتجين، بعد ارتفاع معظم المواد الضرورية للعملية الإنتاجية ومنها أجور وسائط الشحن وجرّارات الحراثة وغيرها من أدوية وأسمدة وبذار، وهذا الارتفاع المضاعف في تكاليف الإنتاج بات يقضّ مضاجع المزارعين بل ينذر بعدم قدرتهم على تأمين احتياجات الإنتاج واستثمار أراضيهم، لأن المردود الإنتاجي في الأصل لمحاصيلهم متدنٍ وغير مجدٍ اقتصادياً في ظل تدهور الأسعار وتهاودها، وجراء كساد الفوائض بفعل اختناقات التسويق وخضوع المحاصيل للعرض والطلب على حساب تعب المزارع المنتج وأعبائه المادية، ناهيك عن الدور السلبي الذي تمارسه حلقات الوساطة والسمسرة في التداول العشوائي للإنتاج بقصد التهام غلة المزارع وحرمانه من العائد الإنتاجي والاقتصادي، وهنا تكمن الضرورة القصوى لتطبيق مبدأ حماية المنتج الزراعي، وأن تأخذ الجهات الوصائية على عاتقها كافة الإجراءات والتدابير التي من شأنها دعم الإنتاج الزراعي وتقليص دور السوق السوداء في تداول مستلزمات الإنتاج الزراعي كالأدوية والأسمدة وغيرها، لأن هناك مشكلة حقيقية تتفاعل ولها منعكساتها على مؤشرات الإنتاج ونوعيته والمساحة المستثمرة، وعلى إنتاجية وحدة المساحة، وبالتالي ضرورة النأي بالمزارع المنتج عن تداعيات تضاعف الأسعار التي طالت مستلزمات الإنتاج، والضرورة تقتضي بشكل مباشر ومختصر دعم الإنتاج الزراعي وتوفير احتياجاته بالمواصفات والأسعار المناسبة وبأيسر السبل، بهدف توسيع مساهمة القطاع الزراعي في دعم الاقتصاد الوطني وسد احتياجات السوق المحلية.
اللاذقية- مروان حويجة