أوروبا تلملم سياساتها الداعمة للإرهاب وتقر قوانين لمنع انتشاره
إصابة جنديين فرنسيين طعناً في نيس.. وإخلاء مدرسة بلجيكية بعد تهديد بوجود قنبلة
عواصم – تقارير:
في محاولة منها لمنع ارتداد الإرهاب على دولهم ولملمة سياساتهم الداعمة للإرهاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية التي صدّروها إلى سورية والعراق، تسعى الحكومات الغربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة وتسن قوانين مشددة لوقف شبكات تجنيد الإرهابيين، ومنع من التحقوا بالتنظيمات التكفيرية من العودة إلى بلدانهم الأصلية، وهذا ما تعتزم ألمانيا وإسبانيا القيام به، في وقت يسيطر الهلع والخوف على الأوروبيين حكومات وشعوباً من أي شبهة تتعلق بالإرهاب.. ففيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي اعتقال ثمانية أشخاص بتهمة الانتماء إلى شبكة إرهابية، أصيب جنديان فرنسيان بجروح في هجوم شنه شخص يحمل سكيناً في مدينة نيس، في حين أخلت السلطات البلجيكية مدرسة بعد ورود تهديد بوجود قنبلة داخلها.
ففي محاولة جديدة لدرء التهديدات الإرهابية ومواجهة نتائج السياسات الغربية الداعمة للإرهاب تعتزم الحكومة الألمانية فرض قوانين مشددة لمنع المواطنين الأجانب من الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وذكرت أسوشيتيد برس أن الحكومة الألمانية تخطط لتشديد القوانين بهدف منع توجه “المقاتلين” الأجانب إلى سورية والعراق وغيرهما من المناطق التي تشهد تواجداً للتنظيمات الإرهابية.
ولطالما تجاهلت الدول الغربية كل التحذيرات التي أطلقت بشأن التعامل بجدية مع أخطار دعم الإرهاب في سورية والمنطقة ورفضت كل التنبيهات بشأن ارتداده إلى داخل بلادهم حتى بدأت بشكل متأخر تدرك أبعاد هذه التهديدات ما دفعها إلى تشديد قوانينها وإجراءاتها الأمنية.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء الألماني اليوم مشروع قانون يجرّم كل من يحاول مغادرة ألمانيا بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش، ومن شأن القانون الجديد أن يمنح السلطات الألمانية صلاحيات قانونية إضافية لمقاضاة أي شخص يقوم بدعم التنظيمات الإرهابية حتى ولو بأموال بسيطة .
وفي إسبانيا، أعلن رئيس وزرائها ماريانو راخوي أن الحكومة وحزب المعارضة الرئيسي اتفقا على إقرار إجراءات جديدة للتصدي للأشخاص الذين يسافرون للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية أو ينفذون هجمات فردية بأسلوب الذئب الوحيد داخل إسبانيا، وقال بعد توقيع اتفاق مع زعيم المعارضة الاشتراكي بيدرو سانشيز: إن قوانين مكافحة الإرهاب الجديدة ستطبق على ممارسات عديدة كتنزيل منشورات متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت أو تمويل الأنشطة الإجرامية أو السفر لمناطق الحرب، وسيتم أيضاً تعزيز الموارد الخاصة بالقضاء والشرطة للتعامل مع كل أشكال الإرهاب بما في ذلك الأفراد الذين قد يشنون هجمات إرهابية بشكل فردي داخل إسبانيا.
وفي جديد الهلع الأوروبي من عمليات إرهابية أخلت السلطات البلجيكية مدرسة سانت اندريه في شارليروي ثاني أكبر المدن في بلجيكا بعد ورود تهديد بوجود قنبلة داخلها، ويأتي الحادث بعد يوم واحد من اعتقال الشرطة في بروكسل رجلاً سلوفاكياً يرتدي زياً مموهاً قرب مبنى البرلمان الأوروبي وعثورها على سلاح ومنشار كهربائي في سيارته ما أثار مخاوف أمنية تسببت في إخلاء عدد من المكاتب.
وفي باريس أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف اعتقال ثمانية أشخاص بتهمة الانتماء إلى شبكة إرهابية تعمل على تجنيد أشخاص للالتحاق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وقال: إن الشرطة الفرنسية اعتقلت الأشخاص الثمانية في العاصمة باريس ومدينة ليون، مشيراً إلى عدم وجود معلومات تربط هؤلاء الأشخاص بالهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا في السابع والتاسع من كانون الثاني الماضي.
في الأثناء أصيب جنديان فرنسيان بجروح في هجوم شنه شخص يحمل سكيناً في مدينة نيس جنوب فرنسا، وقال مصدر في الشرطة الفرنسية: إن ثلاثة جنود فرنسيين كانوا يقومون بحراسة مركز اجتماعي يهودي في جنوب فرنسا تعرضوا لهجوم من شخص يحمل سكيناً ما أدى إلى جرح جنديين اثنين، مضيفاً: إن الشرطة تمكنت من اعتقال المهاجم.
وفي بريطانيا أصدرت محكمة أولد بيلي البريطانية حكماً بسجن طالب من أب سوري وأم صربية كان قد دعا إلى رفع علم تنظيم داعش الإرهابي فوق مقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، وذلك بعد ثبوت إدانته بالتخطيط للانضمام للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن ممثلي الادعاء قولهم: إن ديفيد صوان الذي نشأ في صربيا ومن ثم أكمل دراسته في كلية بيركبيك البريطانية كان قد سافر للمرة الأولى إلى سورية في كانون الأول عام 2013 وتم اعتقاله في أيار الماضي في مطار هيثرو غرب لندن، فيما كان يحاول التوجه من جديد إلى سورية بتهمة الإعداد لتنفيذ هجمات إرهابية هناك .