الصفحة الاولىمن الاولى

بعد دمشق.. الأزهر يرفع الصوت الإسلامي عالياً ضد التطرف والإرهاب: كل الجماعات الإرهابية المسلحة آثمة وعاصية.. وليست من الإسلام الصحيح

 
المـسـلمون والمـسيحيون فـي الشرق إخوة.. وعازمون على مواصلة العيش مــعـــاً   فـــي دول وطـنـيـة ســيــدة حـرة
بعد أيام من اختتام المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني في دمشق، وبمشاركة وفود وشخصيات سياسية ودينية وثقافية واجتماعية من 25 دولة عربية وأجنبية، اختتم الأزهر الشريف في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، مؤتمره العالمي، الذي نظمه على مدى يومين، لمواجهة “الإرهاب والتطرف”، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، بحضور أكثر من 700 عالم دين إسلامي ومسيحي، يمثلون نحو 120 دولة.
وأكد المشاركون في مؤتمر الأزهر، في بيان رسمي صدر أمس بنهاية الجلسة الختامية للمؤتمر، أن ترويع الآمنين وقتل الأبرياء والاعتداء على الأعراض والأموال وانتهاك المقدسات الدينية جرائم ضد الإنسانية يدينها الإسلام شكلاً وموضوعاً، كما أن استهداف الأوطان والبلدان بالتقسيم والتفتيت يقدّم صورة مشوّهة عن الإسلام، وأوضحوا أن كل الجماعات المسلحة والميليشيات التي ارتكبت أعمال العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة، رافعة زوراً وبهتاناً رايات دينية، هي جماعات آثمة فكراً، وعاصية سلوكاً، وليست من الإسلام الصحيح في شيء.
وجاء في البيان: إن العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهاب أداة لتنفيذ مآربها، حيث تعرّض مواطنون آمنون للاعتداء على كراماتهم الإنسانية وعلى حقوقهم الوطنية وعلى مقدّساتهم الدينية وجرت هذه الاعتداءات باسم الدين والدين منها براء، وأضاف: من أجل ذلك كان لا بد للأزهر الشريف، بما يمثله من مرجعية دينية للمسلمين جميعاً، أن يأخذ المبادرة لتحديد المفاهيم وتحرير المقولات التي أساء المتطرفون توظيفها في عملياتهم الإرهابية، وأن يرفع الصوت الإسلامي عالياً ضد التطرف والغلو وضد الإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة.
وشدد البيان على أن المسلمين والمسيحيين في الشرق هم إخوة، ينتمون معاً إلى حضارة واحدة، وأمّة واحدة، عاشوا معاً على مدى قرون عديدة، وهم عازمون على مواصلة العيش معاً في دول وطنية سيدة حرة تحقق المساواة بين المواطنين جميعاً وتحترم الحريات، وإن تعدد الأديان والمذاهب ليس ظاهرة طارئة في تاريخنا المشترك، فقد كان هذا التعدد وسيبقى مصدر غنى لهم، والعالم يشهد على ذلك التاريخ، وأجمع على أن تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخرى جريمة مستنكرة ومدانة، ورأى أن بعض المسؤولين في الغرب وبعض مفكريه وإعلامييه يستثمرون هذه الجماعات المخالفة لصحيح الدين لتقديم صور نمطية يفترون فيها على الإسلام شرعة ومنهاجاً.
ودعا البيان إلى لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في إطار احترام التعدد المذهبي والاختلاف، والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلاً من إذكائها، وأدان الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في القدس، والتي تستهدف الإنسان الفلسطيني المسلم والمسيحي على حد سواء، كما تستهدف المساجد والكنائس وبخاصة المسجد الأقصى، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة، وإحالة مرتكبيها إلى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين.
توافق جميع طوائف ومذاهب الإسلام والمسيحية في العالم تحت مظلة الأزهر على رفضهم للفكر التكفيري واستخدام العنف تحت اسم الدين، تحرّك عده كثيرون خطوة في اتجاه تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية الرافعة لشعارات وعناوين دينية.
خطر الإرهاب وحّد الهدف لممثلي جميع المذاهب والطوائف الإسلامية والمسيحية في هذا المؤتمر، معتبرين جميعاً أن الطائفية والمذهبية تريد جر الأوطان نحو التفكك لخدمة أطماع خارجية.
مؤتمر الأزهر حرص على توضيح بعض النقاط كتأكيده على أن فكر داعش يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وأن التحالف الدولي ضد “داعش” لا يدافع عن مصالح الشرق.