مدير يغازل الشفافية بفضح الخلل ومعالجته.. وجولات سرية على المرضى فريق طوارئ مختص بالكوارث في “ابن النفيس” والخدمات مجانية والأدوية متوفرة
عوّدنا أغلب المديرين والمسؤولين على نفي وتكذيب وحتى تبرير الخلل والتجاوزات، أما أن نسمع مبادرة واعترافاً من مدير ما عن خلل ارتكب في عقر مديريته، فهنا المغازلة الحقيقية للشفافية بعينها، وفي التفاصيل كشف مدير مشفى ابن النفيس الدكتور ناجي زاهر لنا عن حالة فردية وهي شكوى من أحد المرضى حول طبيب في المشفى طلب من المريض زيارته في عيادته الخاصة للعناية به بشكل خاص، مؤكداً أنه تمت معالجة الحالة على الفور في اجتماع الأطباء حيث تم فرضت توجيهات صارمة ورادعة لأي مخالفة مرتكبة من هذا القبيل وغيرها.
وأفصح الدكتور زاهر لـ”البعث” عن تكليفه أحد الإداريين في المشفى وبشكل سري بزيارة المرضى على مدار الأسبوع للاستماع منهم عن مشكلاتهم أو وجود أي تقصير أو مخالفة من الأطباء والكادر الطبي في المشفى، وإعداد تقرير أسبوعي لرئيس المشفى حيث تتم معالجة جميع الملاحظات واستدراكها على الفور، داعياً جميع المراجعين والمرضى إلى تفعيل ثقافة الشكوى.
ومع أهمية ما تطرّقنا إليه فإن ثمة خطوات أخرى لا بد من تناولها متعلقة بتشكيل اللجنة العلمية لتطوير العمل من الناحية الطبية والعلمية المؤلفة من أطباء مختصين ومقيمين ورئيسة قسم التمريض ومن مختلف التخصصات “الفنية والتخدير وغيرها”، في وقت تم فيه إنشاء فرق طوارئ وإدارة كوارث تحمل على عاتقها مسؤولية تنظيم عمل الإسعاف في حالة الكوارث ووصول عدد من الإصابات في وقت واحد لإسعاف المشفى ولاسيما إصابات التفجيرات والقذائف الإرهابية، حيث يتميز الفريق باستقلالية عمله ولاسيما أنه تم تجهيزه بلباس خاص وأجهزة تقنية واتصالات في حال وصول الإصابات، موضحاً أن عمل هذا الفريق يخفف الضغط على قسم الإسعاف الذي كان يستقبل جميع الحالات من إصابات وحوادث، ومبيّناً أن المشفى يستقبل نحو 1600 مراجع يومياً يتلقون العلاج الكامل مع التسهيلات من الأطباء والممرضين وجميع العاملين في المشفى، كما يتم إجراء 70 عملية جراحية متنوعة يومياً بوجود 11 غرفة عمليات مجهزة بالكامل، كما أن المشفى يقدم جميع الأدوية ولاسيما المزمنة منها، حيث يتم تقديمها للمرضى مجاناً ومنها أدوية التهاب الكبد والتصلب اللويحي وخاصة أن تكلفة أدوية التصلب اللويحي للمريض الواحد تصل إلى مليوني ليرة سنوياً، إضافة إلى إجراء التصوير الطبقي المحوري مجاناً، مع العلم أن كلفة الصورة على حساب المريض خارج المشفى تصل إلى 60 ألف ليرة سورية. كما وصل عدد الأجهزة التخصصية في المشفى إلى 53 جهازاً تقدم جميع الخدمات الصحية بالمجان للمريض.
دمشق – علي حسون