"داعش" يفجر كنيسة الموصل التاريخية ويدمّر أكبر مكتباتها القوات العراقية تبسط سيطرتها الكاملة على مناطق واسعة شمال سامراء
يمضي تنظيم “داعش” الإرهابي في مسلسل إجرامه باستهداف دور العبادة الأثرية والأضرحة والأماكن المقدسة، في وقت تواصل القوات المسلحة العراقية أعمالها العسكرية ضده، حيث تمكنت، أمس، من بسط السيطرة الكاملة على منشأة “المثنى” و”ناظم التقسيم” و”الجسر الياباني” شمال سامراء، والقضاء على أعداد كبيرة بينهم قيادات بارزة في العاصمة بغداد والأنبار وصلاح الدين.
وشنت القوات العراقية، وبمساندة الطيران الحربي، هجوماً كبيراً على عصابات داعش عند محاولتها الاقتراب من مناطق “التعاون وشارع وطبان والنخوة” في قضاء سامراء، أسفر عن مقتل 91 عنصراً من داعش بينهم “والي الجزيرة”، وأحبطت هجوماً إرهابياً استهدف منطقة “الحويش” جنوب تكريت، وكبدت الإرهابيين عشرات القتلى، وفككت ناقلتين عسكريتين مفخختين وصهريج أعدها الإرهابيون لتفجير ناظم سامراء الإروائي.
كذلك صدت هجوماً إرهابياً من ثلاثة محاور الأول عبر منطقة “سورشناس” والثاني عبر طريق “تكريت سامراء” والثالث عبر طريق “سامراء الفلوجة”، وأسفرت المعارك عن مقتل العشرات من إرهابيي داعش، وفرار من تبقى باتجاه مركز مدينة تكريت وقضاء الحويجة.
كما وجهت ضربات صاروخية بالراجمات على أوكارهم في قاطع “أبو غريب” أسفرت عن مقتل اثني عشر إرهابياً وجرح عدد كبير، وتدمير عربتي همر، فيما تمكنت بعد اشتباكات واسعة مع في مناطق “الحوز والعادل والأرامل” جنوب مدينة الرمادي من قطع خطوط إمدادهم مع الفلوجة والصحراء الغربية والقضاء على تسعة إرهابيين وتدمير أربع آليات مسلحة.
وشنت القوات العراقية أيضا هجوماً بالأسلحة المدفعية والرشاشة على موقع لمسلحي داعش في منطقة بعشيقة شرق الموصل أسفر عن مقتل أربعة عناصر بينهم من يحمل صفة أمير يدعى “عثمان أحمد”.
وشهدت الموصل مقتل 9 قياديين من التنظيم المذكور بينهم عرب وأفغان وباكستانيون وسوريون في غارات للتحالف جنوب المدينة.
إلى ذلك نفذت قوة أمنية مشتركة من الجيش والشرطة عملية تمشيط لبستان زراعي في إطراف قرية الخيلانية ضمن قضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة، أسفرت عن العثور على سجن سري لتنظيم داعش كان يحتجز داخله العديد من الرافضين لفكره المتطرف.
في الأثناء، أعلنت عشائر محافظة الأنبار الغربية في العراق النفير العام ضد داعش في إطار حلف جديد، القائمون عليه أكدوا أنه يضم جميع عشائر المحافظة التي يسيطر التنظيم على 85 في المئة من مساحتها.
وكشف شيخ عشيرة البو فهد الشيخ رافع الفهداوي، أن هذا الحلف هدفه توحيد الصف من أجل محاربة التنظيم، وأن كل العشائر في الأنبار موجودة في هذا الحلف، فالكل مجمع على طرد المسلحين وتطهير الأرض من أجل عودة الأمن والسلام والمهجرين والنازحين الذين زاد عددهم على المليون.
ويتلقى أكثر من ثلاثة آلاف من أبناء عشيرة البوفهد والمناطق القريبة في شرق الرمادي التدريبات في قاعدة الحبانية العسكرية مع كثير من أبناء العشائر العربية في محافظة الأنبار.
هذه التطورات الميدانية تأتي فيما أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى بأن عناصر تنظيم داعش الإرهابي فجروا كنيسة الطاهرة “القلعة” التاريخية الكائنة في سوق الشعارين في الساحل الأيمن وسط مدينة الموصل، وأشار إلى أن عناصر داعش قبل تفجير الكنيسة بالعبوات الناسفة قاموا بسرقة محتوياتها من مخطوطات ولوحات باللغة السريانية وأواني المعمودية التاريخية، لافتاً إلى أن هناك غموض حول مصير الكنائس الأخرى في منطقة الشعارين، كما اقتحموا مكتبة جامعة الموصل ويضرمون النار فيها ما تسبب بحرق مئات كتب العلوم والثقافة.