مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لمنع تمويل الإرهاب.. وكوريا الديمقراطية تجدد دعمها حلّ الأزمة في سورية بالطرق السلمية
ردت على ادعاءات “نيويورك تايمز” ساخرةً: روسيا لا تشترى بالنفط
عواصم – وكالات:
سخرت روسيا أمس من ادعاءات ساقتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول صفقة يحاول نظام آل سعود إبرامها مع روسيا لتغيير موقفها من سورية، وأعربت عن أملها بأن يحصل مشروع القرار الذي قدمته موسكو الرامي إلى منع تمويل التنظيمات الإرهابية على الموافقة في مجلس الأمن الدولي. في وقت جددت كوريا الديمقراطية الشعبية موقفها الداعي إلى حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية والسلمية، في حين أكدت إيران أن الهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا مؤخراً وإعدام الطيار الأردني حرقاً هو نتيجة السياسة الخاطئة في استخدام الإرهاب كأداة في سورية والعراق.
فقد أعربت وزارة الخارجية الروسية عن الأمل بأن يحصل مشروع القرار الذي قدمته موسكو الرامي إلى منع تمويل التنظيمات الإرهابية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على الموافقة في مجلس الأمن الدولي. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي أمس في موسكو إن مشروع القرار الروسي قدمته موسكو إلى مجلس الأمن الدولي وهو خاص بموضوع محاربة التنظيمات الإرهابية ويخص بشكل مباشر ممارسات غير شرعية يقوم بها تنظيما داعش والنصرة الإرهابيان عبر قيامهما بسرقة النفط والقطع الأثرية من أراض في سورية والعراق، معرباً عن أمله بأن يتم الإسراع بإقرار مشروع القرار الروسي الذي في حال الموافقة عليه سيصبح وسيلة إضافية فعالة في قطع دابر الصفقات النفطية والآثارية مع داعش وجبهة النصرة.
وحذر لوكاشيفيتش من أن تجارة النفط غير الشرعية تسهم إلى حد كبير في تعزيز القدرات المالية للتنظيمات الإرهابية وتمويل الإرهاب في المنطقة كاشفاً عن أن الصياغة النهائية لمشروع القرار الروسي المذكور جارية حالياً في مجلس الأمن، وتوقع أن يتم التصويت على مشروع القرار الروسي خلال أيام.
من جهة ثانية سخر لوكاشيفيتش من ادعاءات ساقتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول صفقة يحاول نظام آل سعود إبرامها مع روسيا لتغيير موقفها من سورية قائلاً: إن روسيا لا تشترى بأسعار النفط وإننا لا نتاجر ولم نتاجر أبداً في هذا الخصوص فالنفط هو النفط والأمور الأخرى هي شيء آخر.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز ادعت في عددها الصادر قبل يومين قيام النظام السعودي بمحاولة ممارسة ضغط على موسكو لإجبارها على التخلي عن دعم سورية عبر التلاعب بأسعار وإنتاج النفط لكون السعودية من الدول الرئيسية في سوق النفط العالمية على حد وصفها حيث وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف مزاعم الصحيفة الأمريكية بهذا الصدد بأنها كاذبة.
إلى ذلك بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الافريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو مع رئيس ممثلية الاتحاد الأوروبي في روسيا فيغاوداس أوشاتسكاس سبل حل الأزمة في سورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أنه تم خلال اللقاء الذي جرى بطلب من أوشاتسكاس بحث نتائج جلسات اللقاء التمهيدي التشاوري بين وفد الحكومة السورية ووفد شخصيات المعارضة الذي انعقد في موسكو في الفترة ما بين 26/29 من كانون الثاني الماضي .
من جهة أخرى، أعلن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاربة تنظيم داعش الارهابي بكل جوانبها ستكون بين أبرز الموضوعات التي سيبحثها بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى مصر الاثنين المقبل.
في الأثناء، جددت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية موقفها الداعي إلى حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية والسلمية اعتماداً على القوة الذاتية لأبناء الشعب السوري دون تدخل القوى الخارجية، مجددة تضامنها وتلاحمها مع سورية قيادة وشعباً من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار.
وتعقيباً على اللقاء التشاوري التمهيدي الذي انعقد في موسكو مؤخراً بين وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات المعارضات قالت وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية في بيان لها إن نتيجة اللقاء تترجم إرادة الحكومة السورية وشعبها اللذين يريدان ضمان سيادة سورية على أراضيها واستقرار إقليمهاً. وحذرت الوزارة من أن التدخل السافر من قبل أمريكا وأوروبا ومؤامراتهما العدوانية على سيادة سورية واستقرارها يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن الإقليمي والدولي مستنكرة استمرار هذا التدخل السافر في سورية.
وفي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا مؤخراً وإعدام الطيار الأردني حرقاً على يد تنظيم داعش الإرهابي هو نتيجة السياسة الخاطئة في استخدام الإرهاب كأداة في سورية والعراق والمنطقة، وقال إنه يجب أن نؤمن بأن موضوع الأمن مرتبط مع بعضه البعض ولا يمكن زعزعة الأمن في سورية والعراق ولبنان والتوقع بإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن الإرهاب لا يستثني أحداً وعلى دول المنطقة أن تعلم أن هذه الممارسات غير الإنسانية المتزايدة تشكل ناقوس خطر حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة وأن تعمل على غلق منافذ دعم الإرهابيين في بعض دول المنطقة.