اقتصاد

من جديد.. دعم الإنتاج الزراعي.. مَن يدعمه؟ الضرورات الإنتاجية وتضاعف تكاليف الإنتاج تستعجل القرارات الفاعلة

ينتظر المزارعون إدراج مستلزمات واحتياجات إنتاجهم في قائمة المواد المشمولة بالدعم نظراً للأعباء المتزايدة التي باتت تثقل كاهلهم بعد ارتفاع أسعار معظم المواد الضرورية للعملية الإنتاجية، ومنها أجور وسائط الشحن والحراثة والأسمدة والأدوية، وهذا الارتفاع المضاعف في تكاليف الإنتاج بات يقض مضاجع المزارعين بل ينذر بعدم قدرتهم على تأمين احتياجات الإنتاج واستثمار أراضيهم، لأن المردود الإنتاجي في الأصل لمحاصيلهم متدنٍّ وغير مجدٍ اقتصادياً في ظل تدهور الأسعار وتهاودها ونتيجة كساد الفوائض بفعل اختناقات التسويق وخضوع المحاصيل للعرض والطلب على حساب تعب المزارع المنتج وأعبائه المادية، ناهيك عن الدور السلبي الذي تمارسه حلقات الوساطة والسمسرة في التداول العشوائي للإنتاج بقصد التهام غلة المزارع وحرمانه من العائد الإنتاجي والاقتصادي.
وهنا تكمن الضرورة القصوى لتطبيق مبدأ حماية المنتج الزراعي فعلاً لا قولاً، وذلك بأن تأخذ الجهات الوصائية على عاتقها كل الإجراءات والتدابير التي من شأنها دعم الإنتاج الزراعي ولاسيما بالنسبة لمادة المازوت، وتقليص دور السوق السوداء في تداول مستلزمات الإنتاج الزراعي كالأدوية والأسمدة وغيرها، لأن هناك مشكلة حقيقية تتفاعل ولها منعكساتها على مؤشرات الإنتاج ونوعيته والمساحة المستثمرة، وعلى إنتاجية وحدة المساحة، وبالتالي ضرورة النأي بالمزارع المنتج عن تداعيات تضاعف الأسعار التي طالت مستلزمات الإنتاج.
مطلب ومطالب تكررت بكثافة خلال المؤتمرات المتلاحقة التي انعقدت خلال الآونة الأخيرة على المستوى الحزبي والفلاحي والنقابي والتعاوني، حيث تلاقت الطروحات المقدّمة في هذا المجال عند دعم الإنتاج الزراعي وتوفير احتياجاته بالمواصفات والأسعار المناسبة وبأيسر السبل، بهدف توسيع مساهمة القطاع الزراعي في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي وترجمة هذا الدعم بقرارات نافذة وبإجراءات فاعلة تأخذ طريقها المباشر إلى الحقل لنكون أمام بيدر وافر الغلال.
اللاذقية – مروان حويجة