“قمح”.. عنوان لأكثر من لوحة
أكسم طلاع
يكبر ويعلو الأمل بالشباب المبدع المتحفز الواثق من غده وانتمائه.. في سورية تنتقل رسالة الجمال من جيل إلى جيل ولا تنتهي، “فأهلها عبدوا الجمال وذوبوه”، تشكيليون شباب من خريجي كلية الفنون الجميلة الجدد يفتتحون معرضهم الجماعي في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بدمشق “الشعب” لمنتجهم المتنوع من حفر وتصوير ونحت، يرافقهم أهلهم زملاؤهم وأساتذتهم وجمهور متذوق.
عنوان المعرض “قمح”، يحمل من الإشارة والدلائل البليغة على تفاؤل يبعثه الشباب وينتجون عناصر وجوده الرفيعة من خلال اللوحة والمنحوتة، مساحة تشكيلية سورية بامتياز.. بانتمائها وطموحها.
نتوقف أمام تجارب متمكنة في خبرتها في تقنية الحفر وهي الأبرز في المعرض والأكثر نضجا، فنلمس وعياً في الفكرة ووعي في والتنفيذ وبحثا في التكنيك، جيل استوعب من تجربة أساتذته فن صناعة الجمال وتذوقه وتربى على أصالة المحترف السوري: راما السمان– علي العايق– صبحي ريا– باسل زغيب– إيلاف سليمان ودينا عيد. أسماء قادمة إلى قائمة الفنانين السوريين المشتغلين بفن الغرافيك، ننتظر منهم ما يمكن أن يضاف لحصيلة الفن التشكيلي السوري الذي تميز عبر سنوات بتفوق منتجه وحضاريتة، جملة من الفنون الجميلة كانت الصلة بالرحم الأم عنوان لها، ليست منقطعة عن تاريخها أو منسلخة عن مكانها وإنسانها الذي منح البشرية أبجديتها الأولى. واللافت في المعرض حساسية الشباب تجاه أزمة يعيشها البلد انعكست سريعا على إنتاجهم، فنجد التعاطي الحساس للألم في اللوحة حيث يظهر من خلال الموضوعات والأفكار التي تناولوها في أعمالهم ومن ثم قدموها كانعكاس يحمل وظيفة مقاومة وإيجابية لا تعرف الاستسلام أو السلبية، فكانوا بحق سنابل قمح مبدعة ومتفتحة على الشمس والخير والبشائر التي تلوح وتنتصر.
والمرجو هنا كما ليس الثناء فقط، بل العمل الجاد على دعمهم من قبل وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين وبقية الجهات المعنية بالشباب والثقافة من خلال اقتناء الأعمال المميزة، وفتح صالات العرض لهم وتسويق أعمالهم وتعريف الجمهور بما ينتجون، لأنهم غدنا وطاقة كبيرة في أساسات صمودنا الثقافي، ومثّل “قمح” الكثير في بلادنا الجميلة.