ثقافة

معرض “قمح” في صالة “الشعب”.. بهاء الفنون الشبابية

“قمح”.. اسم لا يمكن أن يمر بالبال دون أن يقترن به اسم الموسيقار زياد الرحباني  والرائعة فيروز، ولكنه اليوم شيء مختلف عن تلك الموسيقى وبذات الوقت هو ليس فقط “قمح” إنه معرض فني يحمل بهاء الفنون الشبابية وتنوع المدارس الفنية، “قمح” جسد الرمز لكل حياة ولكل عطاء، ففي البدء كان القمح فهو أساس العيش ومعه اختار منظمو المعرض بداية جديدة، لخريجين جدد، وهو وعد جديد لمن سيشكلون نواة الفن التشكيلي في المستقبل، ولا يمكن إلا أن نقف باحترام أمام تجربتهم الفتية وإصرارهم، رغم كل ما يحيط بهم على أن يسجلوا خطواتهم بثقة ويقولوا للجميع نحن  شباب سورية نحيا وننجز ونعيش الفن على اختلافه.
“قمح ” المقام الآن في صالة الشعب برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة، حيث أثنى معاون وزير الثقافة توفيق الإمام على جهد المشاركين الذين قدموا لوحات فنية مميزة، فكل فنان عمل بطريقته وفق مدارس مختلفة، وشدد على دعم الوزارة الدائم لكل المواهب الشابة فهم رفدوا الفنانين التشكيليين السورين بمواهب جديدة، وقدموا قيمة مضافة للساحة الفنية والثقافية، ويعتبر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، إحسان العر، أن احتضان المواهب الشابة ودعمها واجب، فهم طاقات مبدعة ومتجددة ومستوى أعمالهم جيد ويجب تسليط الضوء عليها، كما أنهم يمثلون بذرة الفن التشكيلي للأيام القادمة ويجب العمل على مساعدتهم لكسر حاجز الخوف من المشاركة في المعارض التشكيلية. وتمنى العر أن تقام على هامش المعرض ندوات ثقافية تعرض لتجارب المخضرمين في الفن التشكيلي.  أثبت معرض “قمح” أن الشباب  يملكون القدرة لإنجاز معرض فني يعتمد عليهم بشكل كامل تنظيماً وتسويقاً ومشاركةً، هذا ما أكده علي العايق المشارك والمنظم للمعرض حيث قال: علينا ألا ننتظر دعوة المعارض لنا للمشاركة بل يجب أن نكون صانعين للحدث. ودعا فئات المجتمع أن تتحدى المسافة بين منازلهم وصالة المعرض للدعم والتواصل، فنحن كحبة القمح الوجه الأول والبداية لكل شيء، وعسى أن يكون المعرض بادرة تجني حقولاً خيرة، ورأت راما السمان، من المنظمين والمشاركين أيضاً في المعرض، أن الفنان عندما يشارك في معارض جماعية يحرص على تقديم الأفضل، ويُخلق لديه جو تنافسي جميل ، ويرفع مستوى التذوق، فلكل فنان أسلوبه وطريقته في التعامل مع العمل الفني، مما أعطى هذا الاختلاف والتنوع والغنى في الأساليب والرؤى الفنية.
ويرى الفنان صبحي ريا أن المعرض هو مجموعة سنابل كونت في تجمعها باقة قمح  واعدة بالخير. وفيما يخص مشاركته قال ريا إنه صور بلوحاته الركام بطريقة فنية تعكس الحالة التي وصلنا لها مع إظهار الجانب الجمالي لإنتاج لوحة بطريقة تجريدية.
ويضم المعرض تخصصات مختلفة من خريجي كلية الفنون الجميلة (نحت، تصوير، حفر) والمشاركات تنتمي لمدراس مختلفة (التجريدية التعبيرية السريالية والرمزية) وقد حدثتنا إيلاف سليمان عن مشاركتها حيث اختارت السمكة كعنصر جمالي يحوي تفاصيل مهمة،  وتستخدم تكويناتها مع تجريدها من أي معنى متداول  باستخدام الطباعة الحجرية  والمعدنية والماكيت. وركزت دينا عيد في لوحاتها الثلاث على الأنثى وإظهار خصوصيتها في البيت السوري باستخدام عناصر متعارف عليها ومرتبطة بكل بيت. ومن المشاركات في المعرض توقفنا عند لوحة تجريدية للفنانة تمارا نهارا استخدمت فيها تقنية الكولاج والتركيب، وصورت فيها الغضب والألم الذي يعيشه كل سوري الآن. وتنتمي لوحات باسل زغيب بعنوان:”انطباع حلم” إلى المدرسة السريالية، وعبر من خلالها عن الصورة التي تبقى في ذاكرتنا وتحكي عن شخصيات إنسانية أهمها المرأة، ولتعكس المجتمع الاستهلاكي الذي طغت الماديات على علاقاته. كذلك قدمت بيلسان دياب عملين نحتيين مرتبطين بحالات تأمل ويعبران عن البقاء والوجود.
من جهته أشار الناقد عمار حسن إلى أن فعالية المعرض تتجلى بكسر حالة الركود والسبات من خلال فئة من الشباب حيث استخدموا مجموعة تقنيات وقدم كل منهم موضوعه الخاص بلغات أقرب إلى التعبيرية السريالية أحياناً. وأبدى علي الخالد الأستاذ في كلية الفنون الجميلة اعتزازه بهذا المعرض الذي يمثل شرارة البدء، فالشباب هم رأسمال الوطن وأساس التنمية المستدامة، كما أكد عماد الدين كسحوت، مدير مديرية الفنون الجميلة، أن الشباب هم الطاقة التي يجب دعمها، فالإبداع يبدأ منهم ونحن نقدم لهم كل الدعم المطلوب، ونوهت مها محفوظ، رئيس فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين، أن الشباب هم دعامة البلد والتطوير والتحديث والوطن بكامله يعول على هذه الفئة فهم بُناته.
لوردا فوزي