ثقافة

من بيروت.. حين لبست “الكندية” الأرجوان أساور!

يتهاوى محامو الشيطان الأكبر تباعاً، حين يعتلي الرسل منابر الحق، ليس من نزلت إليه رسالة سماوية رسولاً وحده، ألا يجدر بنا البحث عن مبشّر، بعدما أدارت لنا السماوات وجهها؟. ما الذي حصل؟ الكل يجانب الحقيقة، لا ضير، للأجوبة الحقة ألسنة تنطق؟!، لأن لون عباءتها الأرجوان، ولأنها أول من خطّ الكلام للبشرية، لأنها قبلة الله ومهبط رسالاته، بوابة شرق العالم، وكل الحضارات ولدت من تحت أجنحتها، لأن ترابها التبر، وما يخبّأ تحته أغلى ألف مرة مما تراه العيون، ولأنها تتسم بالكرامة، الإباء، العنفوان، ولأنها اللبوة التي لا تلد إلا الأسود، تكالبت الضواري لإسقاطها، فهيهات، هيهات.
صوت البعيد، الصوت الذي أسقط حكاية الجغرافيا، رسول جاء بزمن اللارسل، رسول لا يشبه من وصل إلينا من رسل الذبح والقتل، لا يؤمن بجاهلية العربان وغلهم، ولا يبالي بأطماع الغرب وغرائزه.
مثل كل الذين أعلنوا حربهم على بلدنا، تسلح كما تسلّحوا، لكن المفارقة، أنه لا يعرف استعمال مدية الذبح، ولا يعرف كيف تذخر البندقية، سلاحه القلم وذخيرته الكلمات، أما قال أسلافنا: “إذا خليت بليت”؟!. ها هي باحثة كندية، دكتوراه في الدراسات الفرنسية، (جامعة ويسترن أونتاريو، ومركز الدراسات حول العولمة)، تكتب في الصحافة العالمية الفرنكوفونية، لا تشبه الكثير ممن هم من أبناء جلدتنا، وليست ممن يدفعون بنا نحو الهاوية ويقولون: اذهبوا ونحن لكم ناصرون، لأنها أيقنت الحقيقة التي لا يواريها غربال، وقفت كالندّ للند، لا ضير، فلسورية رسل آمنوا بها، الدكتورة فدى دكروب الكندية، تقارع أعداء سورية في معاقلهم، دأبت على خلق الصوت الآخر لكشف زيف الادعاءات والتدخلات العربية والأجنبية التي تعصف بسورية، وهكذا، فإن الرسالة التي أرادت إرسالها هي: “لا تلمسوا سوريتنا”، لأنها مهد الحضارة والتاريخ، منارة للعلوم والفكر والفن والإبداع والحضارة. في إحدى مقالاتها قالت: “الحرب الرهيبة التي تضرب سورية تتطلب منا الوقوف بحزم وجدية، وأن نرفع أصواتنا لوقف التدخل الأمريكي والأوروبي والتركي والإسرائيلي والعربي، حيث يتحدّد –بدوره- الهدف في الإصرار على صبّ الزيت فوق النار لإثارة الخلافات العرقية والدينية، وتقويض البنى التحتية للدولة، وتمزيق وحدة سورية، وذلك بدعم الإرهاب والإرهابيين الذين تجمّعوا تحت راية “الجهاديين”، والذين يروون -في الواقع- ظمأهم للدم، من خلال ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ما يؤدّي في نهاية المطاف إلى حرب شرسة على سورية، شعباً وبلداً”.
وفي مقال آخر نشر في صحيفة فرنسية، نعتت الكاتبة “أردوغان” بالخليفة الحالم قائلة: “منذ بداية الحرب على سورية، لم نتوقف عن لفت انتباه قرّائنا إلى دسائس حزب العدالة والتنمية، الذي يجسّده “أردوغان باشا”، لاستعادة الخلافة العثمانية، على رماد المدن السورية. وبيّنّا في الوقت ذاته كيف أن طموحات “أردوغان باشا”، في الخلافة على مستوى السياسة الخارجية -استعادة الخلافة العثمانية في الولايات العربية التابعة سابقاً للإمبراطورية العثمانية وللتذكير، فإن “أردوغان” ووزيره، “دافوتوغلو”، يقدّمان كرأس حربة، في الحرب الإمبريالية على سورية. وخلال هذه المدة، ينطقون بخطاب “مفاجئ” عن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرية، العدالة، التسامح.. واعدين بذلك شعوب “الإيالات العربية القديمة” للإمبراطورية العثمانية بعهد جديد من التنوير والعدالة والرفاه..
لتعود الكاتبة عبر معنون عريض في ذات السياق، (الشعب التركي يطالب برحيل أردوغان) قائلة: “منذ يوم 22 نوفمبر 2011، ناشد “اردوغان” الرئيس “بشار الأسد” بالرحيل عن السلطة، بهدف “تفادي إراقة دم أكثر” في البلد، مصرّحاً في البرلمان أمام كتلته: “من أجل خلاص شعبك ووطنك والدين، ارحل عن السلطة”. في حين أن آلاف المناضلين الأتراك صرخوا، في ساحة تقسيم وفي منتجع غيزي، وفي شوارع البلد كله، يطالبون باستقالة “اردوغان”، الذي يتهمونه بتسيير حكومة محافظة تحاول أسلمة البلد وإضعاف الديمقراطية والعلمانية”. لتنهي الدكتورة بتهكم قائلة: “هكذا نزل المسيح من الجبل مع الحواريين، مخاطباً أتباعه: “ما لك ترى القشة في عين أخيك، وتعمى عن الجذع الذي بعينك ولا تلحظه؟”، أي كيف يمكنك أن تقول لأخيك: دعني يا أخي أزيل القشة التي بعينك، وأنت لا ترى الجذع الذي بعينك أنت؟.. منافق.. تولّ إزاحة الجذع عن عينك أولاً، وحينها سترى كيف ستزيل القشة التي بعين أخيك.
الدكتورة فدى دكروب، شكراً لأرجوان قلبك.
طلال مرتضى