في أمسية موسيقية شرقية الهوى والهوية أوركسترا “الموسيقا العربية ” لمعهد صلحي الوادي تحتفل بعيد ميلادها السابع
في أمسية موسيقية شرقية الهوى والهوية احتفلت مساء أول أمس الأربعاء أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي بعيد ميلادها السابع على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بقيادة المايسترو عدنان فتح الله وبمشاركة أكثر من خمسين عازفاً وعازفة، فعزف موسيقيوها وغنّى طلابها للحب والفرح والوطن الذي تمت تحيته في بداية الأمسية بالنشيد العربي السوري، ومع أناملهم الصغيرة التي عزفت ألحان هذا النشيد تفاعل الجمهور مع طلاب صف آلة الفلوت الذي شارك الأوركسترا في عدة مقطوعات موسيقية بقيادة الفنان نوار خوري الذي بيَّن في تصريح لـ “البعث” أن مشاركة صف الفلوت “الريكوردر” في معهد صلحي الوادي مع الأوركسترا تؤهل الطلاب مستقبلاً ليكونوا عازفين محترفين، وبالتالي فإن هذه المشاركة بالإضافة إلى المشاركات الأخرى تعوِّد العازفين الصغار على السير في طريق الموسيقا لإكمال الرسالة التي بدأها من سبقوهم والسير في طريق الاحتراف مستقبَلاً وهي فرصة حقيقية ليدركوا أهمية العمل الجماعي.
الحياة أجمل مع الموسيقا
في حين أكد محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية ومدير معهد صلحي الوادي أن هذه الأوركسترا هي أوركسترا الأجيال لأنها تضم اليوم طلاب معهد صلحي الوادي ومن أصبح منهم فيما بعد في المعهد العالي للموسيقا، بالإضافة إلى الجيل الجديد من الطلاب، وهي بذلك تحقق نوعاً مميزاً من التواصل بين كل الأجيال الموسيقية، مبيناً أن هذه الأوركسترا رافد حقيقي للفرق العربية الموسيقية وللفرقة السيمفونية الوطنية، منوِّهاً إلى أنها الأولى من نوعها في الوطن العربي، مشيراً زغلول إلى الخبرة الكبيرة التي تقدمها هذه الفرقة لأعضائها ولاسيما على صعيد العزف الجماعي، حيث تمنح العازف خبرة وقدرة على العزف الجماعي منذ الصغر، فالطفل الذي تعوَّد العزف الجماعي منذ صغره سيكون قادراً ببساطة على تحقيق الانسجام الجماعي فيما بعد في أية فرقة يكون فيها دون صعوبات، وأوضح زغلول أن الأوركسترا تهتم بالموسيقا الشرقية وتقدمها بشكل أوركسترالي وأنها تعمل بشكل تدريجي وضمن منهجية تحقق التطور الدائم لها، مذكِّراً بالجهود الكبيرة التي يبذلها قائدها الفنان عدنان فتح الله المخلص لها والذي يعمل بروح المحبة والمتعة والذي يبذل جهداً كبيراً، خاصة وأن الفرقة تضم صغاراً ليس من السهل التعامل معهم، ولم يخفِ زغلول وجود بعض الصعوبات التي يعمل الجميع على تذليلها والعمل ضمن الإمكانيات المتاحة.. وكمدير لمعهد صلحي الوادي أكد زغلول أن العملية التدريسية مستمرة، والأساتذة على رأس عملهم، مبيناً أن الجميع في سورية مصرّون على الحياة التي تصبح أجمل مع الموسيقا.
خطوة أخرى
ورأى المايسترو عدنان فتح الله قائد الأوركسترا وقد بدا راضياً عما قدمته الأوركسترا أن الأمسية هي خطوة أخرى في مسيرتها وقد أصبحت اليوم في عمر النضوج الموسيقي، وهذا بدا واضحاً برأيه من خلال ما قُدِّم، مؤكداً أن سعادته تكبر يوماً بعد يوم، وكلّما تخرَّج من الأوركسترا موسيقيّ جديد يرفد الحركة الموسيقية في سورية بشكل عام والفرق الموجودة بشكل خاص، لأن هؤلاء هم من سيكملون الطريق والمشوار الموسيقي في بلدنا، مبيناً أن أهمية الأوركسترا تنبع من كونها الأساس المتين لبناء جيل من الموسيقيين في سورية.
الموسيقا بحاجة لتضحيات
كما عبّر ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية عن سعادته الكبيرة بالأمسية التي قدمتها الأوركسترا لأنه رأى كيف بدأ هذا المشروع وكيف يستمر اليوم ويتطور، وأنه كان من المهم أن يرى مشروع أوركسترا الموسيقا العربية في المعهد الذي بدأ بطموح كبير واستمر يتطور في المستوى والأداء، منوِّهاً إلى أن وجود هذه الأوركسترا يعني أنه لدينا في المستقبل جيل جديد من الموسيقيين والعازفين الذين سيكونون روافد للفرق الموسيقية.
وختم باغبودريان كلامه موضحاً أن الموسيقا بحاجة لتضحيات كثيرة ولصبر كبير ولإرادة وعمل مستمر، وإذا توفر ذلك نكون قد نجحنا في المجال الموسيقي، والمطلوب اليوم برأيه لتستمر هذه الأوركسترا والفرق الأخرى إفساح المجال أمامها لتتواجد على خشبة المسرح دائماً لأن هذا يمنح عازفيها شعوراً داخلياً جميلاً يدفعهم نحو تقديم الأفضل.
حلوة يا بلدي
تضمَّن الحفل الذي حضره وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل والفنان دريد لحام مقطوعتين موسيقيتين، الأولى سماعي من مقام العجم بعنوان عشيران من تأليف محمد عبد الكريم وتوزيع عدنان فتح الله، والثانية لونغة فرح من تأليف رياض السنباطي وتوزيع كمال سكيكر ومقطوعة انديرا من مقام الحجاز وموسيقا مسلسل فاطمة تأليف عمر خيرت.
كما غنَّت الطالبتان ياسمين قويدر أغنية “كتبنا وما كتبنا” للفنانة الكبيرة فيروز، وسلاف الأسعد أغنية “حلوة يا بلدي” في حين عزف طلاب صف فلوت الريكوردر في معهد صلحي الوادي مع الأوركسترا “طالعة من بيت أبوها.. حنّا السكران.. لحن من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.
أمينة عباس