ثقافة

“الإعلامية” ديما صادق.. هكذا قال عنك “غوغل”

تمام علي بركات
خروج سافر ولا أخلاقي عن كل تقاليد مهنة الإعلام ارتكبته مقدمة برنامج “نهاركم سعيد” ديما صادق، البرنامج الذي تبثه قناة الـ lbc اللبنانية، عندما استضافت في الحلقة التي بثت بتاريخ الرابع والعشرين من الشهر الجاري، الدكتور والباحث والمفكر “حبيب فياض” الذي أنهى المهزلة وقلة الحيلة والضعف والركاكة التي ظهرت بها “صادق” أثناء تقديمها للحلقة، بعد أن انسحب “فياض” من الحلقة قبل انتهائها واصفاً القناة وسياستها الإخبارية باللامهنية، تاركاً لـ”صادق” الهواء الفضائي تسأل وتجيب نفسها بنفسها.
“صادق” التي قامت بطرح أسئلة لا رأس لها ولا قدم على “فياض” من قبيل: “لكن برجع للسؤال الأساسي، اليوم انتو عم تقولوا إنّه، هل الحوار بيكون له معنى، إذا لم يتطرّق للمواضيع الأساسيّة، وعندما لا يتطرّق إلى هذه المواضيع، ما بيكون خير دليل إنّه عقليّة عدم تفهّم أو رؤية مشاكل الآخر لا تزال سائدة لدى حزب الله، إنه أنا ما بدي شوف إنه السنّة في لبنان وتيّار المستقبل”!! كان معينها الرئيسي في حوارها محرك البحث “غوغل” الذي يصفها أي غوغل بما يلي: “المذيعة التي استخدمت نتائج بحث عشوائية على غوغل كمصادر خبرية خلال نقاشها مع ضيفها الباحث السياسي الدكتور حبيب فياض الذي اضطر لاحقاً لمغادرة الاستديو.
الحلقة التي كان من المفترض لها أن تخوض في جدوى النقاش الدائر بين حزب الله وتيار المستقبل حول الأوضاع الراهنة في لبنان، أخذتها “صادق” بجوالها وبقية زينتها وحديثها المتلعثم إلى مطارح أخرى، تسعى فيما تسعى إليه للنيل من إيران متوهمة إحراجها لضيفها باستفزاز سمج وممل، حيث قامت مقدمة برامج “ملكات الجمال” بعرض لبعض الصور التي أخذتها عن محرك البحث المذكور، لتقدمها كدليل على أن إيران تستخدم نفس الأساليب التي تستخدمها “داعش” كالجلد وغيرها، فيما ذهب “فياض” الذي عاش خمسة عشر عاماً في الجمهورية الإسلامية، ليؤكد أن لإيران قانوناً مدنياً معمولاً به، هو من يحكم في شتى القضايا المتعلقة بالعقوبات المفروضة على منتهكي المحاظير القانونية فيها.
والغريب أن غوغل لم يقدم لـ “ديما” أثناء بحثها عن وسائل تطبيق العقوبات المعمول بها وفق الشريعة الإسلامية، أي من المعطيات والصور الواضحة والجلية التي تبين كيف يتم قطع يد السارق ورجم الزاني وقطع رأس شارب الخمر في مملكة آل سعود،رغم أن محرك البحث الذي استعانت به المذيعة “صادق” مكتظ بفظائع جرائم “آل سعود” الذين يحظرون فيما يحظرون أيضاً وجود برلمان شعبي في المملكة التي يحكمونها بديكتاتورية ربما لا نظير لها في التاريخ.
بالتأكيد لن تجرؤ لا مقدمة البرنامج التي صارت حديث الشارع بعد العديد من الأخطاء الإعلامية الكارثية التي وقعت بها إن كان في الحلقة المذكورة أو في العديد من النشرات الإخبارية التي قدمتها “صادق” بلغة عربية ركيكة وأخطاء نحوية مضحكة، بالتأكيد لن تجرؤ لا هي ولا المؤسسة التي تُشغلها على المرور ولو تلميحاً على الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان التي تمارسها مملكة آل “وهاب” بحق شعبها وبحق غيره من شعوب المنطقة إن كان بدعمها  المعلن والكامل للإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية منذ أعوام، أو حرمانها أكثر من ثلثي  شعبها من النفط، على اعتبار أن ممول القناة الرئيسي هو “الوليد بن طلال” الأمير السعودي الذي يملك نصف أسهم المحطة، مؤكدة “صادق” والفضائية التي تعمل بها بما لا يقبل الشك المقولة الإنكليزية الشهيرة “الإعلام كلب سيده”. مقولة لم تعد موجودة إلا في الإعلام النفطي كالعربية والجزيرة وأخواتها.
المذيعة الجميلة “ربما هذه ميزتها الوحيدة” “ديما صادق” فلتسعدي حالاً ولتهنئي بالاً، بعد أن أصبحت مضرباً للمثل بالفشل المهني الإعلامي، وإن لم تصدقي راجعي “غوغل” مرجعك الوثيق على جوالك الأنيق.