“تحت سرة القمر” جديد المؤسسة العامة للسينما.. غسان شميط: الفيلم يعكس واقعية ما يحدث في الشارع السوري
بعد النجاح الذي حققه فيلم الشراع والعاصفة الذي تناول الأزمة بشكل رمزي من خلال إسقاطات واقعية لاسيما في مشهد العاصفة ،وبعد تصوير فيلم سلطان باشا الأطرش الذي نادى بمقولة الدين لله والوطن للجميع، يجري المخرج غسان شميط التحضيرات النهائية لفيلمه الجديد “تحت سرة القمر” إنتاج المؤسسة العامة للسينما والذي سيكون أكثر واقعيةً بتصويره انعكاسات الأزمة وتبعاتها في ظل روابط إنسانية تتحد لمواجهة الخطر المحدق بنا.
وكما يذكر شميط في حديث خاص لـ “البعث” فإن الفيلم يسرد معاني هذه الكلمات التي تبدأ بها شارة الفيلم
“لا مسيح ليحمل خطاياك
انهض إلى مجدافك لم يفت الأوان بعد
فبين فكيّ الليل تتنزه الأحلام تحت سرة القمر
أيها الموت كفاك بيننا حياة”
وتختزل الشارة مضمونه الإنساني وقضيته الأولى وهي وضع حدّ لنزيف الدم والوقوف في وجه الموت الذي غدا طقساً يلازمنا ،فتبدأ الأحداث من حكاية عائلة هُجّرت قسرياً من منزلها بسبب العنف الدائر والاشتباكات ،ولجأت إلى مكان آمن يجمع شرائح من مختلف الأديان والطوائف والانتماءات ،تربطهم علاقات إنسانية ومشاعر وجدانية يعيشون معاً بحب وسلام وتآخٍ يعكس صورة نسيج المجتمع السوري البعيدة عن القتل والتخريب وكل ما يدور من أحداث لم نألفها سابقاً ولم نعتد على قسوتها …ورغم ذلك يحاول أولئك الأشخاص أن يبحثوا عن منفذ ضوء صغير يبدد عتمة الليل من حولهم فيجدون مساحة كبيرة في فضاءات الحب.
من جهة ثانية يقوم الفيلم على مبدأ البطولة الجماعية وينتمي إلى صنف الديكو –درامي كونه يعتمد على مشاهد توثيقية لأحداث العنف التي حدثت في الشارع السوري وطالت حياة الأبرياء ،فيتابع شميط: لايمكن أن تصوّر صورة عن صورة ولاتفقد جزءاً من دقتها لذلك سيتم إدراج مشاهد العمليات الإرهابية من خلال شاشة التلفزيون المتابعة من قبل الشخوص ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. وفي مواضع معينة سنربط من خلال المونتاج بين تفجيرات حدثت فعلاً وبين مشاهد لتفجيرات واشتباكات سنصوّرها تدخل ضمن السياق الدرامي للأحداث ،التي ستصوّر في شوارع دمشق ودمشق القديمة والمنطقة الجنوبية إضافة إلى بعض المشاهد في الساحل السوري.
ويستند الفيلم إلى رواية تحمل العنوان ذاته للكاتبة جهينة العوام التي شاركت المخرج في كتابة السيناريو ،فيضيف عن خصوصية العلاقة بين الرواية والسينما لاسيما أن شميط اعتمد في أغلب أفلامه على لغة الرواية فيقول :السرد الروائي يقوم على الإسهاب في الخيال والإيغال بالمفردات التي تختزلها الصورة في السينما ،وحينما أستند في أعمالي إلى الرواية فلابد أن أشعر بشيء يربطني بها وتحمل روح قضايانا وتضج بمعاناتنا وهمومنا ويرى كل إنسان نفسه في زاوية منها ،لكن مهما كانت الرواية شمولية فإن لغة السيناريو السينمائي تتطلب إضافة أحداث تتناسب مع السياق العام لطروحات المخرج ورؤيته الإخراجية وليكون أعمق وأكثر شموليةً ،وفي كل أعمالي كنت أحب التشاركية وتبادل الرأي فتعاونت مع وليد معماري ووفيق يوسف والآن مع جهينة عوام لأن العمل السينمائي عمل جماعي.
يذكر أن التصوير سيبدأ في منتصف الشهر القادم وستتم جميع العمليات الفنية في استوديوهات سورية.
مِلده شويكاني