ثقافة

فن ونقد تشكيلي سوري سؤال بإجابات كبيرة

أثار الناقد عبد الله أبو راشد نقاشاً لا يخلو من المشاكسة المحببة في ندوة الأربعاء التشكيلي: هل يوجد فن تشكيلي سوري؟ وهل يوجد نقد فني تشكيلي سوري؟.  وذلك في معرض محاضرته حول النقد الفني التشكيلي بحضور عدد من الفنانين التشكيليين، غالبيتهم من الأسماء التشكيلية الحاضرة والمؤثرة في المنتج التشكيلي الآن، وقد أجاب المحاضر أبو راشد عن سؤاله بصراحة القول: لا يوجد فن تشكيلي سوري له من الخصوصية والهوية حالة من الرسوخ والثبات المؤثر على المساحة العالمية بحيث يشار إليه من  قبل الآخرين على أنه فن تشكيلي سوري ينتمي إلى الثقافة والحضارة السورية العريقة بتاريخيتها، وله من الحضور العالمي في خارطة التشكيل الفني، كما لا يوجد نقد فني تشكيلي سوري، وإن ما كتب في هذا المجال لا يتعدى الكتابات الأقرب لعالم الصحافة وتفتقر إلى المنهج العلمي في مستواها، وذكر أبو راشد  أنه يوجد رواد للفن التشكيلي السوري ومعلمون في هذا المجال، لكن لا يمكن القول عن فن تشكيلي سوري له من الهوية كما الفن المصري الواصل بينابيعه الثرية من الفن الفرعوني مثلاً، بينما الفنون التشكيلية السورية لم تستطع استنهاض تاريخ عريق في سورية والاستفادة منه لتكون بذلك خصبة في منتجها بالمحلية التاريخية، وبالتالي واثقة من حضورها العالمي، وقال إن ثقافتنا البصرية كفنون جميلة هي ثقافة غربية، حتى النقد في آليات اشتغاله غربي وكل مرجعياته غربية، حتى أن تجربة الفنان العالمي السوري مروان قصاب باشي المقيم في ألمانيا لم يحتفَ بها هناك، لأنها تقترب من  تجربة فنان ألماني عندهم، وبالتالي تنسب هذه التجربة لما تشابه، دون الاهتمام بخاصية الضوء في لوحة قصاب باشي التي تميز تعبيريته عن التعبيرية الألمانية. واستطرد الباحث: إن المشغولات والفنون التطبيقية وفنون الأرابيسك غير محسوبة في هذا المعيار وخارجة عن الميزان الفني التشكيلي الذي نقصد، وهو اللوحة والعمل الفني النصبي “المنحوتة” وهي  تمثل المنتج الفني  للبلد خلال مئة عام تقريباً!
إلى هنا تنتهي فكرة الناقد أبو راشد الذي عرف بأبحاثه وكتاباته النقدية عن الفن التشكيلي وله العديد من الكتب والمؤلفات في هذا المضمار! ومع ذلك يرمي سؤاله الإشكالي ويجيب عنه بإشكالية مفتوحة على الحوار والمناقشة من قبل الفنانين والمعنيين بالشأن التشكيلي؟ ويقيني أن المرجو إنشاء حوار تفاعلي جاد بين الفنانين أنفسهم أولاً بغية تحقيق التواصل والتجاوز المفتوح على أفق أكثر إشراقاً مبني على الراسخ والواثق فينا فينا، أو.. لنبدأ!

أكسم طلاع