هل ندرك خطورة الإعلام
جلال نديم صالح
عندما نتحدث عن وسائل الإعلام، أول ما يتبادر إلى أذهاننا أن مهمتها الأساسية إضافة لنقل الخبر واطلاع الشارع على أهم المستجدات في كافة المجالات، نشر الوعي بكافة أشكاله من خلال طرح ومعالجة قضايا ملحة من خلال الندوات والحوارات مع المتخصصين للوصول إلى الحلول في هذا الإطار. وقد لفتني في أحد الصباحات عنوان عريض طرحته إحدى المذيعات على هواء إحدى محطاتنا الإذاعية الخاصة يقول: زواج الحب زواج فاشل وبالطبع لم تعدم المذيعة الوسيلة لسوق الكثير من الأمثلة والاستشهاد بأقوال الجدات والأمهات لتؤكد ذلك، وساعدها في ذلك مذيع شاب. هذا العنوان كان مقرراً أن يكون موضوعاً للنقاش مع المستمعين، ومن المفترض أن أي رأي يطرح قد يحتمل الخطأ أو الصواب، لكن صديقينا-المذيعين- أكدا سلفاً أن زواج الحب فاشل قبل أي نقاش أو حوار مع أي مستمع، ولست أدري كيف يمكن أن تطرح مثل هذه القضية المهمة بهذه السطحية وعلى ماذا اعتمد مقدمو الفقرة ومعدوها ليحكموا مباشرة؟ وما الغاية أصلاً من طرح هكذا موضوع إن كنا سلفاً قد أقرينا بالنتيجة؟ فإذا أخذنا هذا الموضوع ونظرنا إليه كيف يُناقش في وسائل الإعلام الغربية فإنه غالباً عندما يطرح هكذا موضوع يكون مقترناً بمئات الأبحاث والدراسات التي تؤكد أو تنفي أمراً ما لكننا “بحكم إبداعنا” على ما يبدو فإننا نصل إلى النتيجة والحلول قبل أن نطرح المشكلة ونناقشها أصلاً، وقد انتظرت لنهاية البرنامج لأستمع لما سيطرح كبديل لزواج الحب هل هو زواج المصلحة أو سواه لكنني لم أحصل على جواب.
الخطورة عندما لا تدرك الوسيلة الإعلامية أياً كانت دور الإعلام والرسالة التي يؤديها، وأن ما يقدم يدخل كل منزل ويسهم في تشكيل الرأي العام ليترك أثراً لا يزول بسهولة، فهل يأتي يوم تتعامل فيه بعض وسائل الإعلام مع قضايا مهمة وحساسة بأسلوب مختلف عن تعاملها مع فقرات الترفيه والتسلية؟