ثقافة

أدب النصيحة نحو يوم عالمي.. للقضاء على الجهل

أكرم شريم
صحيح أن الإنسان يتعلم كل يوم من الحياة،ذلك أن كل يوم يحمل لنا ماهو جديد في هذه الحياة،سواء من الأحداث أو المعلومات أو ربما المفاجآت أيضاً!ولكن العلم والتعلم يجعلنا نرى ما يحدث معنا أو حولنا بشكل صحيح أكثر،ومع وجود الحلول الصحيحة دائماً وبشكل واضح أكثر،أبعد الله عنا كل أنواع الجهل في هذه الحياة،كونه يتألف من أنواع أيضاً،فحتى إذا سمعنا خبراً،فالجاهل قد يفهمه بشكل آخر،غير صحيح..نعم!وعلى الرغم من أن الإعلام اليوم قد صار يأتي لنا بكل أخبار العالم خلال ساعات،أو ربما دقائق أو لحظات،ولكن الجهل قد يقلل من شأن ذلك عند صاحبه،أو يجعله ينظر إليه بشكل مختلف أو قليل الأهمية، وبالذات تأثير ذلك علينا وعليه،إن لم يكن هذا التأثير الآن ففي المستقبل،والأهم من كل ذلك نظرة الجهل والجاهل في تربية الأبناء،إلى العلم والتعلم والمستقبل لهم وللأبناء من بعدهم وأبناء أبنائهم،فكثيرون منهم،وهذه حقيقة ويعرفها معظمنا،إن لم نكن نعرفها جميعاً، يعتبرون العلم والتعلم من باب الأذى ولا يجلب إلا الخسارة والضرر!وهم يقولون لك ماذا ينفع العلم وماذا ينفع التعلم في هذه الحياة،هل يزيد ثروتك أم يجعلك تعيش متوسط الحال إن لم تكن فقيراً طوال حياتك بسبب العلم. إنها جناية!إن هذا الفكر والتفكير أقرب ما يكون إلى ارتكاب جناية!وماذا تستطيع أن تفعل وهو أي (الجاهل كأب وأم ورب عمل وكبير العائلة، والأخ الأكبر) وإلى آخر قائمة المسؤولين عن الأبناء والأجيال في المجتمع من هؤلاء الذين يحاربون أو في الأقل لا يحبون،أو يهملون موضوع العلم والتعلم!؟وما هي صورة المستقبل لمجتمعك أو أي مجتمع آخر في هذه الحالة؟!أعزهم الله وأعلى شأنهم الذين قاموا في يوم من الأيام في هذه البلاد العزيزة العظيمة بفتح أبواب المدارس الثانوية مساء لدورات (محو الأمية) فكلما تعلم هذا الإنسان قليلاً فتح لنفسه وانفتحت أمامه آفاق وطرق لحياة أفضل وأكثر وضوحاً في كل شيء،حيث تبدأ تنزاح عنه ظلمة الجهل،نعم!إنها ظلمة. وأشبه ما تكون بذلك،لأن العلم نور!فالعلم والتعلم نور. وهؤلاء،عظماء بلادنا،وعظماء كل بلاد العالم،الذين يخططون لنشر العلم والتعلم وكذلك الذين يمارسون مهنة التعليم من معلمات ومعلمين،وهم يعرفون ذلك.أنهم يفتحون أفضل الطرق للحياة الأكثر وضوحاً والأكثر احتراماً للقانون وحقوق الآخر،لأن العلم والتعليم إنما يجعلنا نعرف لماذا بالضبط هو رائع وعادل القانون ولماذا هو لمصلحة الإنسان دائماً،ولماذا أخيراً المحافظة على كل حقوق الآخر،إنما هي محافظة على كل حقوقنا،وليت أن الجاهل يقرأ أو يجد من يقرأ له،ولكن وما الفائدة إذا كان يقلب حتى عن المحطات الإذاعية أو التلفزيونية إذا وجد البرنامج يطرح أو يؤكد على أي شيء له علاقة بالعلم أو التعلم أو ماهو جديد في هذه المجالات وكأن الأمر يزعجه أو يؤذيه!ونحن هنا لا نقصد الجهل بالعلم والتعلم وحسب،وإنما ما ينتج عن ذلك أيضاً من مضاعفات هي أنواع من الجهل تتوالد وتنتشر،لدرجة قد تصل إلى ضعف الإيمان أو الاقتناع بالقيم العليا،أو الأخلاق،ويصبح الدين،أي دين،أقرب إلى الشكل منه إلى الإيمان، ومن ذلك كيف أن الإنسان (المادي) يعتبر الأخلاق ضرراً أو قد تجلب التخلف أو الخسارة أو الفشل!ومن الجهل أيضاً ودروبه الكثيرة اتخاذ المواقف الشخصية،ولأسباب شخصية، هذا مع معرفة صاحبها بأن ذلك خطأ.ومن الجهل أيضاً ودروبه الخطيرة،الوقوع تحت حكم العادة إذا كانت ضارة والعادة تحكم!مع أن الطبيب النفسي موجود،وكذلك الجهل حين الأخذ بالروح العرقية أو الإقليمية أو الطائفية أو الدينية. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نصبح من الدعاة للعلم والتعليم كضرورة حيوية للحياة الصحيحة والسليمة،وأن نرفع من شأن كل المعلمين والمعلمات في حياتنا وأن نضاعف لهم الثناء والجزاء ودائماً وبقناعة ومحبة واحترام أيضاً والأهم:دعاة وبقوة إلى إنشاء هذا اليوم العظيم للقضاء على الجهل وبكل أنواعه.