ثقافة

في محاضرة “الشباب والأزمة السورية” ضرورة أن يأخذ الشباب دورهم في البناء وصناعة المستقبل

الشباب هم عماد الأمة وأملها وعلى عاتقهم عبء كبير في تجاوز الأزمة وبناء المستقبل هذا ما أكدته د. أمل دكاك رئيسة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة دمشق في تمهيدها للمحاضرة التي ألقاها د. علي بركات على المدرج الخامس ضمن الثلاثاء الاجتماعي  تحت عنوان “الشباب والأزمة السورية” بحضور عميد كلية الآداب د. خالد الحلبوني وعدد من الأساتذة والطلاب من مختلف الاختصاصات.
وخلال المحاضرة حاول بركات أن يلقي الضوء على بعض مشكلات الشباب، مؤكدا في البداية أنهم عماد أي مجتمع، وفي تصنيفهم رأى بركات أنهم الفئة العمرية بين 17 – 50 وهم مسؤولية الدولة، وعليها أن تساوي بينهم في الحقوق والواجبات، كما يتوجب على أي دولة أن تنظم الاقتصاد حسب السكان وليس العكس. وبالدخول في تفاصيل المشكلات التي يعاني منها الشباب تحدث بركات عن مشاكل السكن وغياب المخططات التنظيمية وهجرة أبناء الريف إلى المدينة، وما ترتب عليه من مشكلات السكن العشوائي وكان بالإمكان حل الكثير من هذه المشاكل من خلال إقامة الأبراج وتوزيعها على السكان بأسعار مناسبة، وكذلك الاهتمام بالأرياف وبناء المصانع لتوفير العمل والحد من الهجرة إلى المدينة .ومن المشكلات التي ذكرها بركات:
·    غياب الكثير من عوامل الضبط لغياب المخافر في الكثير من مناطق العشوائيات  حتى الجوامع التي بنيت في تلك المناطق كانت في أحيان كثيرة تحت إشراف رجال دين بالكاد يقرؤون ويكتبون وكان دورهم بدل نشر الوعي تخريب العقول وإظهار الإسلام كدين عنف، وهناك أيضا مشكلة البطالة فبرامج التشغيل لم تشغل أكثر من 5%من الشباب. والجانب الأبرز الذي تحدث عنه بركات هو المشاركة السياسية للشباب، وهي غائبة إلى حد كبير كما يرى، ونظرة بسيطة إلى بعض الأحزاب نجد أنها لاتقدم خطابا فكريا ولا تخصص للشباب أي منصب، مما يعني أن الشباب مجرد أعضاء لرفع النسبة فقط، مما دفع الكثير من الشباب لاتخاذ موطئ قدم داخل مؤسسات المجتمع الأهلي، لأنها تقترب من قضاياهم ومشكلاتهم وتشكل مكانا تشاركياً لإبراز مواهبهم وإثبات ذواتهم.
وذكر بركات بعض الأسباب المعيقة لمشاركة الشباب في النشاط  السياسي، منها تدني الوعي وانشغال الشباب في المرحلة الجامعية بالتحصيل الدراسي فقط. كما ذكر بعض الآثار السلبية لعدم مشاركتهم في النشاط السياسي، ومنها سعيهم وميلهم للعنف والتسلط الذي اتخذ أشكالا مختلفة نحو الذات والآخر للتخلص من التهميش، وشدد بركات أن الإصلاح السياسي في أحد جوانبه يقتضي الاستفادة من طاقات الشباب الفكرية والجسدية، ولابد أن تكون الأسرة والمدرسة القاعدتان في بناء أفكار الشباب مع التركيز على زرع الانتماء في نفوس الأطفال والشباب، وأن تأخذ الجامعة واتحاد الطلبة دورها في هذا المجال.
وتلت المحاضرة عدة مداخلات منها ما طرحه د. أحمد الأصفر وتأكيده على أن مشكلات العشوائيات ليست في سورية فقط، وأهمية التفاعل بين المجتمع والدولة لحل المشكلات وعدم تحميل طرف واحد المسؤولية والأعباء.
ورأى د. أديب عقيل أن المشكلة الأساسية أننا أصبحنا نتحدث باسم الشباب ونعبر عنهم دون أن نأخذ رأيهم، لذا لابد من العودة إلى ما يريدونه وإلا سيبقون في حالة اللامبالاة والسلبية.
واعتبرت د. إسعاف حمد أن الشباب ليسوا مشكلات بحد ذاتهم بل ضحايا للمشكلات، وهم مصدر للإبداع ومسؤوليتهم تقع على عاتق المجتمعات، مؤكدة أن 90 %من الأحزاب المشكّلة تضم نسبة كبيرة من الشباب.
جلال نديم صالح