ثقافة

لنربي جيلاً ونكسب وطناً

جلال نديم صالح
“أعطني أطفالاً سليمي التكوين وهيئ لي الظروف المناسبة لتربيتهم أعطيك طبيباً – رساماً – شحاذاً أو لصاً”
قديماً قالها مؤسس المدرسة السلوكية واطسون عندما آمن بأهمية ودور التربية في بناء الجيل، ونحن اليوم عندما نتحدث عن واقع الطفل، والشاب السوري عموماً، ندرك أنهم ليسوا بأفضل حالاتهم، ذلك أن الأزمة التي ولّدتها الحرب على بلدنا بأبعادها المختلفة والمتشعبة تركت الكثير من الآثار والندوب التي لن يخفيها التجميل، أو محاولة التقليل من خطرها شئنا أن نعترف أم لا، هناك عدد كبير من الشباب ممن غرر بهم وانجروا للمشاركة في تدمير الوطن لأسباب مختلفة عاطفية – مادية – عدم الوعي، والتأثير على الأطفال كان أكبر وأشد قسوة، والدليل الأكبر على وجود خلل ما نراه في الندوات الكثيرة وورشات العمل والمؤتمرات التي دقت ناقوس الخطر وأجمعت على أهمية إبلاء الأطفال والجيل الشاب الاهتمام الأول خصوصاً في هذه المرحلة، وخرجت في توصياتها لتؤكد على ضرورة تعزيز العمل المشترك والاهتمام بمنشورات الطفل وغيرها من التوصيات التي لن تثمر إن لم تقترن بأفعال، لأن النوايا الحسنة منفردة لن تكفي لبناء الجيل وترسيخ القيم، وكافة الجهود مهما ارتفعت قيمتها إن لم تترجم أفعالاً ستبقى أوراقاً يأكلها الغبار، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى فعل مؤسساتي مشترك لا يمكن لجهة واحدة أن تنهض به، وهذا يبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة والجامعة وصولاً إلى وسائل الإعلام التي تتنامى خطورتها وتأثيراتها، الأمر الذي يدعو إلى وقفة وإعادة النظر فيما نقدمه من المجلات الموجهة للطفل، والتي لا تتعدى اثنتين للأسف ولابد من زيادة عددها، كذلك برامج الأطفال الوافدة بمعظمها من الخارج أمام ضعف المنتج المحلي، كما تغيب الصفحات الموجهة للطفل عن أغلب صحفنا الرسمية وهي كانت موجودة سابقاً، وربما كانت لظروف الحرب على بلدنا والتي أثرت على المطبوعات عموماً دورها في هذا الغياب، ونحن الآن في مرحلة من المهم أن نعول فيها على الدور التربوي المهم لإعلامنا الوطني المسؤول، الذي أثبت حضوره وقدرته على التفاعل مع مؤسسات التربية والتنشئة المختلفة، لتحقيق العمل التكاملي لنضمن جيلاً قادراً على البناء وتحمل المسؤولية حتى لا تتكرر المأساة التي عشناها ونندم حين لا ينفع الندم.