وزارة الثقافة تسلّم جوائز الدولة التقديرية لعبد الحميد وقلعه جي واليازجي
أقامت وزارة الثقافة صباح امس في مكتبة الاسد الوطنية حفلاً تكريمياً للفائزين بجائزة الدولة التقديرية للعام 2015 والتي فاز فيها في مجال الفنون المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد و في مجال الآداب الكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعجي، وفي مجال النقد والدراسات والترجمة للباحث ندرة اليازجي .
الجائزة ردّ جميل للمبدعين
وأكد أ.عصام خليل وزير الثقافة في كلمة وزارة الثقافة أننا نكرّم أنفسنا عندما نكرّم المبدعين ونردّ لهم بسيطاً وقليلاً مما بذلوه وأن التكريم في هذا الوقت بالذات يحمل بلاغته الخاصة في التعبير عن موقف يؤكد المثقفون من خلاله انتماءهم لهذه الأرض المقدسة مدركين أن ما نواجهه من حرب إرهابية غير مسبوقة في تاريخ البشر هي معركة ثقافية في أساسها.. من هنا رأى خليل أن المثقفين يتقدمون صفوف المسؤولية في إيضاح طبيعة المعركة وأهدافها التدميرية، وهم أيضاً يتحملون مسؤولية خاصة في هذه الظروف الحالكة لأنه هذه الحرب لا تشبه غيرها في حجم استهدافها لوجودنا وتاريخنا، مشيراً إلى أنه في زمن يصبح فيه العقل محنة يكون الإبداع تمرغاً في الجمر وتشرداً في غربة لا يعرف مرارتها إلا المؤتمنون على بذور الحياة لأنهم يعيشون المستقبل في الحاضر، حاملين مفاتيح الزمن ليعيدوا ضبط الحياة على إيقاع أرواحهم، مبيناً أنه في لحظة يشحب فيها المشهد وتتداخل الإشارات حتى تصبح عصية على القراءة والتتبع يكون دور المبدعين أكثر مسؤولية وأعمق تأثيراً لأنهم القادرون على رسم الممرات إلى مشارف اليقين .
وختم خليل كلمته مباركاً للمكرمين هذا الاعتراف البسيط بتميزهم، متمنياً أن يظل إبداعهم متوهجاً ناضحاً بالألق لأننا بحاجة إلى الإبداع لمواجهة الإرهاب التكفيري الظلامي .
كما بيّن وزير الثقافة في تصريحه للصحفيين قبل بدء الحفل أن سورية في مثل هذه الظروف أحوج ما تكون لجهود المبدعين الذين كان إبداعهم سداً منيعاً أمام هذه الهجمة الإرهابية وأن الجائزة التي تقدمها وزارة الثقافة لهم ما هي إلا ردّ جميل للمبدعين الذين قدموا خلاصة أرواحهم في سبيل رقيّ الإنسان وإغناء الثقافة العربية، منوهاً إلى أن الجائزة هي مكرمة من السيد رئيس الجمهورية للمبدعين والمثقفين ليتمكنوا من إنجاز المزيد من مشاريعهم الثقافية والفكرية لخدمة الإنسان .
تكريم للحياة الثقافية السورية
وأكد أ.عبد الفتاح قلعه جي في كلمته التي ألقاها باسم المكرّمين أن تكريم وزارة الثقافة للأدب والفكر والفنون هو تكريم للحياة الثقافية السورية نفسها وللإبداع وللجهود المتواصلة في العمل الذي تنهض به رموز كثيرة في سورية وأن هذا التكريم يأتي لحامليه تتويجاً لمسيرة طويلة لم تنتهِ بعد على طريق الإبداع والنتاج المتميز وهو أيضاً حافز للشباب كي يواصلوا العمل، منوهاً إلى أن الأمم تكرّم نفسها وتضمن خلودها بأسماء مبدعيها الكبار، فإذا ذُكِرت اليونان ذُكِر أفلاطون وأرسطو، وإذا ذُكِرت إسبانيا ذُكِر سرفانتس ولوركا، وإذا ذُكِرت ألمانيا ذُكِر غوته، وإذا ذُكِرت أمة العرب وإسهاماتها في الحقل الأدبي والمعرفي ذُكِر أبو تمام وابن سينا والرازي والفارابي .
وختم قلعه جي كلمته مؤكداً أننا بحاجة إلى الكاتب والفنان الذي يصور الواقع بأمانة ومصداقية وإلى الكاتب والفنان المرهص المبدع الرؤيوي الذي يستشعر الأخطار وينذر بها قبل وقوعها وبحاجة إلى الكاتب والفنان الذي يكون ضميراً لأمته وبحاجة لأن نبني الإنسان بناء ذاتياً داخلياً صادقاً جريئاً مخلصاً ومعطاء بعيداً عن الحقد ونزعات التدمير والتكفير والتشوهات الداخلية، شاكراً باسمه وباسم زملائه وجميع المبدعين في هذا الوطن من اختط هذه الجائزة والجوائز الأخرى التي تحفز العاملين في محترف الكلمة والفنون على الإبداع ومتابعة الطريق .
جائزة سورية بامتياز
أما المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد فأشار في تصريحه للبعث أنه وعلى الرغم من كل الجوائز العربية والدولية التي نالها عبر مسيرته الفنية الطويلة يبقى لهذه الجائزة أهمية خاصة جداً ومكانة كبيرة في نفسه لأنها جائزة سورية بامتياز، خاصة وأنها مُنِحَت في ظروف صعبة وهذا مؤشر على أننا ورغم كل ما نعانيه لم تنسَ الدولة مبدعيها فتلتفت لتمنح الجوائز لهم، منوهاً إلى أهمية هذه الجائزة إليه بشكل خاص، خاصة وأنها تُمنَح لأول مرة للعاملين في السينما وهي بذلك ستكون حافزاً لكل السينمائيين وهو يتمناها لهم في السنوات المقبلة، مشيراً إلى ضرورة أن تُمنَح لمن ما زالوا في منتصف الطريق لتكون دافعاً لهم للاستمرار وبذل المزيد من الجهد .
وختم عبد الحميد تصريحه مشيراً إلى أن فيلمه “الحب في زمن الحرب” في مرحلة المونتاج حالياً، واعداً جمهوره الكبير بفيلم آخر ما زال قيد التفكير يتناول فيه ما تمر به سورية اليوم .
كما شكرت السيدة لوريس زوجة الباحث ندرة اليازجي الذي تغيّب عن الحفل لأسباب صحية القائمين على هذه الجائزة التي هي عرفان لما أنجزه خلال مسيرته الطويلة والغنية في مجال الدراسات والترجمات فكانت أعماله منارة للعديد من الأجيال وتمنت لو أتت قبل ذلك ليتسنى لليازجي التمتع بها معنوياً ومادياً .
وختم الحفل بتوزيع الجوائز والميداليات على الفائزين، علماً أن كل فائز من الفائزين الثلاثة مُنِح ميدالية ذهبية مع براءتها ومبلغاً قدره مليون ليرة سورية .
أمينة عباس