ثقافة

من قواعد الواجب ..!

رائد خليل

كثيرة هي الأسباب التي تدفعنا  لقولٍ ما ..هذا القول، بصرف النظر عن وقعه وتمدده، يعزز ثقة الإنسان بوجوده.. ويحسّن شروطه ساعياً وراء الحلول.. ومناشداً الآراء لخلق بيئة مناسبة يمارس فيها المبادرة بحرية وشجاعة..!
ولأننا لا نحب الإفراط في فلسفة المفاهيم الثقافية..نتناول الموضوع على طبق من فضة..لتلطيف الواقع ووضع نقاط معقولة على حروف الحاجة الملحّة “لإثبات الحقائق بالبرهان”.
في واقع يجهش بالخيبات والتخبطات..يبدو ارتباط المعنى الدلالي بحرية اليد والكلمة والعقل في حالة شك ..فالخطوط المتشابكة الآراء، تتقاطع مع بياض القول وسوداوية النتائج ..وكأننا في حفلة اختبار..فالكل طرح شعارات اصطدمت بباطن القناعة..وكانت الخسارة عنواناً عريضاً أودت بتاريخ بعضهم دون قراءة المعطيات والنتائج.
الآن.. بعيداً عن كل ما حصل ، ومهما خلطوا الأوراق على الطاولة المستديرة العواقب، يبقَ التعقيل أساساً لبناء مجتمع يعي ويدرك أنّ إنكار الأخلاق  يعدّ تدبيراً استعبادياً يشوبه العنف..وهذا ماكنا نخشاه..!
إذن، هل أدرك الواقع الثقافي ماهية المفاهيم عموماً..والحرية خصوصاً..؟
التستر خلف أقنعة مستوردة في مجتمع انقلابي يشكل حالة ميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة) ..لا بل نبتعد أكثر في التوصيف ..إذ أن بعضهم لم يلتزم بقواعد الواجب..ورسم لنفسه قبضة أفقدت الحرية معناها..وقد استندوا إلى قصة من ارتدى جلد الثلعب.. فكان أكثر ذكاء وتوفيقاً في أعماله..!
القارئ لمجريات الأمور تستوقفه ملفات كثيرة..فغياب التوعية التي تبدأ من دوائر القرار الصغيرة وصولاً إلى الدوائر الأوسع ، يؤدي إلى انعدام الثقة بكل القضايا.. فتخلق تلك المشكلة حالة انتهازية..يقفز أصحابها على الضوابط والقوانين ويصبح الإفراط عنواناً لاذعاً دون ضمانات تذكر.
فن الحياة ونيل المطالب و الانعتاق موروثات متجذرة وفضائل أخلاقية يشكلون جوهر التاريخ الإنساني.
وبعيداً عن الارتكاسات التي تصيب هنا وهناك..نحن أمام مسؤولية كبيرة ..أو بالأحرى.. مجازفة لتقرير المصير رغم كل الصعاب التي تلمّ بنا.
إن إعادة تركيب المفاهيم بعد تفكيكها وهندستها وفقاً لنظرية البناء..هي بداية الطريق لخلق أسلوب جديد في الحرية الثقافية المسؤولة..
مفهوم يعترف بالآخر..دون المساس بهيبة الوطن واحترام فسيفساء أفكاره وأطيافه..
وكي لا ننجرف في تيارات التقلبات وأهوائها..ندعو بكل حرية إلى تحليل هذي الحروف القليلة- أي الحرية- لبناء مجتمع إنساني معافى دون السماح للدخيل في بلورة ما نصبو إليه.