لماذا الإنسان بأعماله.. عالمي!
أكرم شريم
من المعروف أن تصرفات الإنسان، أي إنسان، لها تأثيرها الأكيد في محيطه، من أصغر محيط يعيش فيه إلى أكبره، أي من الأسرة إلى العائلة، إلى الحي وأحياء أفراد العائلة، وفي أي مكان ينتشرون فيه في هذا العالم، مهما كان بعيداً أو قريباً، وإلى أي مكان آخر يمكن أن يكون لهذا الإنسان تأثير فيه، مثل تأثيره في الآخرين من خلال عمله وبكل تفاصيل عمله، وعلى أقرب زميل له ثم الذي يليه من الزملاء، ثم الإدارة، ثم الإدارات المتصلة بها والتي تشكل حتماً في النهاية مديرية أو مؤسسة، ثم الوزارات وبالتالي الحكومة، ثم الحكومات في كل إقليم أو منطقة، والتي تشكل حكومات إقليمية، ثم هذه الحكومات الإقليمية في كل أنحاء العالم والتي تشكل بدورها حكومات العالم كله، وبالتالي تأثير هذه الحكومات على شعوبها وهذه الشعوب على حكوماتها وفي كل أقاليمها، وأخيراً تأثير ذلك على العالم كله!. فماذا يعني ذلك، وبهذه المقدمة التفصيلية إنه يعني وبكل وضوح وبساطة، أن أي تصرف يتصرفه الإنسان أو أي عمل يقوم به، وفي مختلف مجالات الحياة، وما أكثرها أيضاً، إنما يكون له تأثيره على كل البشر في هذا العالم وفي كل مجالات العمل في العالم كله!
من هنا كان الإنسان الواحد، كل إنسان، عالمياً وهذا أمر معروف ومأخوذ به، ومن خلال دولته، وأهمية وحضور هذه الدولة في العالم، وهو نصر طالما كافحت البشرية كلها، وجازفت وناضلت حتى وصلت إليه! ومن لا يصدق يستطيع أن يعود مجرد مئة سنة ليعرف كم كانت المجازر والحروب منتشرة في هذا العالم، وكم ناضل الشرفاء من كل البشر والقيادات البشرية حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من الأمن والأمان والسلام، وخاصة هذه المحاسبة الدولية القانونية على كل تصرف أو اعتداء، ولو كان في طرف المياه الإقليمية أو في شبر من حدود الدولة! وكم تقُرع من أجراس الإعلام في العالم كله للتغطية الإعلامية والمطالبة بالعدالة الدولية! ما نريد قول هنا، إن أي تأثير لهذا الإنسان على غيره. وفي كل ما يفعل أو يعمل أو يؤثر في محيطه، إنما يكون تأثيره متصلاً ومتواصلاً على العالم كله أيضاً! وعلينا هنا ألا نستغرب ذلك فكما أن العلوم تحسب كل شيء وبدقة متناهية وبكل التفاصيل وخذوا مثلاً الرياضيات وحسابات الاقتصاد، فهل يمكن أن نختصر رقماً ووراء اختصاره الخطأ بالملايين وربما مئات الملايين أو المليارات؟!.. طبعاً لا! فكذلك هو تأثير اختصار الفرد، هذا الإنسان الواحد، وفي أي بلد يكون، وفي العالم كله!. وكم هو تأثيره إنساني وعظيم إذا كان يعطي الطيبة وينشر الخير والسلام، وكم هو عكس ذلك إذا كان ينشر الشرور والأضرار والجريمة المنظمة فكم يكون هذا الإنسان ضاراً ولكل شعوب الأرض؟!.
والأهم هنا أنك وقبل أن تتصرف أو تتخذ رد فعل سواء في أسرتك أو في عملك ومجتمعك، ومهما كان هذا التصرف بسيطاً أيضاً أو كبيراً وخطيراً، فإنه دائماً وباستمرار تصرف عام، ويشمل وينتقل ويتصل ويتواصل حتى ينتشر وينتشر تأثيره وشيئاً فشيئاً وبالتدريج إلى كل أنحاء العالم. وأضرب مثلاً هنا وبسرعة، كأن تقوم بالحرص على النظافة في بيتك ومحيطك، فكم أنت مفيد وصالح للجميع بهذا التصرف البسيط، بل أنت مفيد هنا وصالح للعالم كله أيضاً! وبالمناسبة، لا توجد أية مبالغة هنا، سوى بأن الطريق من التصرف الفردي البسيط الذي تقوم به إلى الآخر، ثم الآخرين ثم العالم كله، إنما هو طريق طويل قليلاً ويأخذ وقتاً ولهذا يظهر أحياناً أنه بعيد ومبالغ به ولكنه في الحقيقة موجود وأكيد وحقيقة!. وهكذا تكون النصيحة اليوم إذا كنت تعمل بشكل صحيح وسليم، مهماً كان عملك بسيطاً أو هادفاً أو عظيماً، فإن عملك هذا سيفيد كل من حولك وكل مجتمعك والعالم كله!. وإذا كنت تعمل بشكل خاطئ أو ضار، فإن عملك هذا سينشر الأخطار والأضرار في كل مجتمعك، بل وبالتدريج الموصوف آنفاً، في العالم كله!.