ثقافة

“لغتنا هويتنا” ملتقى تربوي في السويداء

دعا المشاركون  في الملتقى التربوي الشبابي في السويداء إلى ضرورة الاهتمام باللغة العربية كونها تشكل الهوية والانتماء لأبناء الأمة، وضرورة محاربة الثقافات الدخيلة التي أفرزتها العولمة والتي تشكل تحد أساسي للغتنا العربية. وبيّن مدير الملتقى فندي عزام أن اللغة هي وسيلة اتصال للمشاعر والأحاسيس والأفكار، ونقل الثقافة والتراث بين الأجيال وهي أساس الوجود، ودليل ذلك قيام المستعمر الفرنسي وقبله التركي بمحاولة طمس هذه اللغة وإحلال لغته مكانها وبالتالي لنشر ثقافته وهويته والقضاء على هويتنا ووجودنا.
وأوضح الشيخ ياسر أبو فخر أن لغتنا العربية هي لغة السحر والثقافة والتخاطب، انطلاقا من النقوش التي وجدت في منطقة أم الجمال، وفي موقع نمارى شرق جبل العرب ونقش حران في اللجاة والذي يعود لعام 568 ميلادي. وأشار أبو فخر إلى وجود عدة لهجات  منها الغنغنة والشلشلة والعلعلة والكشكشة وسيادة لهجة قريش لأسباب دينية واقتصادية وسياسية وثقافية، مبيناً أن استقرار العرب بعد الفتوحات فسح المجال أمام استقرار بعض العلوم ومنها علم النحو الذي جاء لتصحيح الاعوجاج  في اللغة، والذي يعود الفضل فيه إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي.
وأكد أبو فخر أن كل أبناء الأمة معنيون بالحفاظ على اللغة العربية كونها عامل قوة لنا، وان نكون جميعا كحافظ إبراهيم عندما حذّر من التعديات عليها فقال:
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا        من القبر يدنيني من غير أناتي
بدورها تحدثت موجهة الاختصاص كارول عبدو حول اللغة كأساس للحياة والوجود، وقد ترك لنا كثير من المبدعين بصمات رائعة في حديقة الأدب، وأن أجمل الكلام هو الذي لم يقل بعد وأعظم المشاعر هي التي لم تكتبها الأقلام، مطالبة جيل الشباب الاهتمام بالتكوين الثقافي عبر القراءة وجمع المعلومات من التراث والأدب العالمي، ومن ثم الاصطفاء والترتيب والاختيار، وبعدها الانتقال إلى مرحلة الكتابة بلغة سلسة تدخل القلوب قبل العقول علنا نقف أمام أمير شعراء جديد.
وحذّر الدكتور نايف شقير عميد كلية الآداب الثانية في السويداء أن أهم خطر يواجه اللغة هو ابتعاد جيل الشباب عنها نتيجة تأثيرات العولمة وما تبثه من أفكار غريبة عن مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وانجرار الشباب الأعمى وراء تلك الأفكار والتي تحولت إلى ممارسة وسلوك بين جيل الشباب.
وأضاف د. شقير: إنهم يحاربوننا اليوم بلغتنا وديننا ويحاولون تفتيت الأمة العربية عبر القضاء على اللغة العربية كونها تشكل الوعاء الأساسي الذي يحتضن الأمة، وكذلك بالدين عبر تشويه صورته في نفوسنا عبر ممارسات البعض وهؤلاء الدين منهم براء.
ولفت كنان شنان عضو قيادة فرع الشبيبة أن هذا الملتقى يشكل خطوة ضمن تجربة شبيبة الثورة بتمكين اللغة العربية بين صفوف الشباب، وجعل الجيل يهتم بها كونها تشكل الأساس والقاعدة للانطلاق نحو مستقبل مشرق يستند فيه الجيل على تاريخ الأمة المشرّف، ويحارب عبرها كل الدخلاء الذين يحاولون تشويه صورة الأمة وتاريخها وحضارتها.  حضر الملتقى عصام الحسين رئيس مجلس المحافظة وأعضاء قيادة فرع الحزب والمكتب التنفيذي.
السويداء- رفعت الديك