رسائل حب وصمود في زمن الحرب في حفل تكريم متفوقي معهد صلحي الوادي

بأناملهم الصغيرة وإرادتهم القوية عزفوا أحلى الألحان فاستحقوا التقدير والإعجاب، وبأصواتهم العذبة غنّوا وشدوا فصفق لهم الجميع.. إنهم طلاب معهد صلحي الوادي في حفلهم السنوي الذي أقامته مديرية المعاهد الموسيقية والباليه ومعهد صلحي الوادي مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء وعلى مدار يوميين متتاليين تكريماً للمتفوقين منهم.
الحفلات أساسية للطلاب
افتتحت فرقة كورال المعهد الحفل بالنشيد العربي السوري ليتعرف الجمهور بعد ذلك على هؤلاء المتفوقين في فنون الغناء الشرقي والأوبرالي والعزف فحضرت جميع الآلات الموسيقية، الشرقية والغربية التي عزف عليها الطلاب المتفوقون كلٌّ حسب الآلة التي يختص بها وذلك بمرافقة الأساتذة رنا جنيد-إياد جناوي-راما نصري-صهيب السمان فكانت مشاركتهم والمستوى الذي قدموه مؤشراً على المستوى العام لطلاب صلحي الوادي.. وبعيداً عن التقييمات الدقيقة لما قدمه هؤلاء الطلاب لا يختلف أحد على أن إقامة مثل هذه الحفلات ضرورة وحاجة أساسية لطلاب المعهد لتعزيز ثقتهم والاعتياد على اعتلاء خشبة المسرح والعزف والغناء أمام جمهور كبير، وهذا ما تحاول إدارة معهد صلحي الوادي ترسيخه وتكريسه لما فيه مصلحة عامة لكل الطلاب .

رسائل حضارية
وبيّن الفنان محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية ومعهد صلحي الوادي والذي بدا سعيداً بما أنجزه الطلاب أنه وعلى الرغم من ظروف الحرب الصعبة ها هم أطفال سورية رجال المستقبل يقفون على خشبة المسرح يرسلون رسائلهم الحضارية وعبر لغة الموسيقا العالمية يعلنون صمودهم وإصرارهم على التقدم إلى الأمام، موجهاً الشكر لكل أساتذة المعهد الذين كانوا خير معين للطلاب  خلال العام الدراسي وللكادر الإداري والطلاب الذين اجتهدوا وثابروا والأهالي الذين آمنوا بمواهب أبنائهم وبقدرة المعهد على تنمية هذه المواهب ووزارة الثقافة التي لم تبخل على المعهد بشيء، في حين رأى الفنان إياد جناوي أن إقامة هذا الحفل تعني أن رسالتنا كسوريين مستمرة من خلال إصرار الجميع على التميز والتفوق والمتابعة على الرغم من ظروف الحرب وأن الحفل هو حصيلة مثابرة الإدارة على القيام بمسؤولياتها، وكذلك مثابرة الطلاب واجتهادهم بفضل أساتذتهم في صياغة رسالة محبة وإصرار حضارية، منوهاً أيضاً إلى النتائج الإيجابية التي يحصدها الجميع من جراء إقامة هذا الحفل والحفلات الأخرى التي تقيمها مديرية المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة، وخاصة على صعيد تعويد الطلاب على الوقوف على خشبة المسرح والعزف أمام جمهور كبير وتعزيز الثقة بالنفس.

فرقة بروح واحدة
وأشار الفنان إياد حنا المشرف على فرقة الكورال أن المعهد من خلال هذا الحفل أعلن ولادة فرقة الكورال التي عمل المعهد على إنشائها مؤخراً انطلاقاً من إيمان إدارته بأهمية الغناء بشكل عام والموسيقا بشكل خاص ولذلك كان الإصرار من قبل الإدارة وبمشاركة كل طلاب المعهد من عازفين ومغنين بهدف خلق فرقة بروح وقلب وصوت واحد يقفون جنباً إلى جنب وهم يمثلون أخلاق السوريين والجيل الحقيقي الذي سيبني سورية الجديدة، موضحاً أن مهمته كمشرف على هذا الكورال تعليم الطلاب تقنيات الغناء وأساسياته على صعيد تقنيات التنفس وإخراج الصوت وفتح الفم، منوهاً إلى أن مشاركة فرقة الكورال في هذا الحفل مشاركة متواضعة لأنها ما زالت وليداً حديث العهد وأن الأيام القادمة ستشهد خطوات أخرى متقدمة.

مزيد من التفوق
أما طلاب المعهد فقد عبروا  في تصريحاتهم لـ “البعث” عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الحفل، فبيّن الطلاب شهد شعراوي وشهد عباس ومنار الحلاق وسلوى وآدم العظمة وشادي وربيع جان وشهد حلبوني من فرقة الكورال أنهم وبقية زملائهم في الفرقة سعيدون بمشاركتهم في تكريم زملائهم من خلال مشاركة فرقة الكورال وهذا سيكون دافعاً لهم في السنوات القادمة ليكونوا من المتفوقين  شاكرين المعهد على إنشاء الفرقة التي تتيح لهم الغناء بشكل جماعي مع كل زملائهم، في حين أكد المكرمون ومنهم أحمد عمران أن هذا التكريم سيخلق حماساً أكبر لديهم في السنوات القادمة لمزيد من تحقيق التفوق والتميز والرغبة في التطور أكثر.
وكان الحفل اختتم في يومه الأول والثاني بتوزيع شهادات التقدير على الطلاب المتفوقين التي قدمها لهم أندريه معلولي مدير المعهد العالي للموسيقا ومحمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية والبالية –مدير معهد صلحي الوادي وعدنان فتح الله قائد أوركسترا الموسيقا العربية.
أمينة عباس