ثقافة

نقد برسم النقد

جلال نديم صالح
لا يمكن لأحد أن يقلل من شأن وأهمية العملية النقدية المواكبة لأي فن من الفنون، وفي هذا الإطار تتبارى الأقلام في كل موسم درامي في تحليل الأعمال الدرامية والغوص في تفاصيلها، ولا أريد هنا الحديث عن الكتّاب الذين انتظروا حتى بدأت المسلسلات الدرامية بالعرض وبدؤوا بطرح وجهات نظرهم ورؤيتهم النقدية للمسلسلات سلباً وإيجاباً، لكن من أقصدهم هؤلاء الذين اعتادوا البدء بالهجوم على الدراما السورية ومحاولة الحط من شأن أي جهد حتى قبل أن يبدأ الموسم الدرامي، وأحياناً قبل أن يبدأ تصوير بعض الأعمال لما يحمله ذلك من خطورة تتجلى في إطلاق الأحكام العامة المسبقة والحكم بالفشل على موسم كامل من العمل، وتهميش جهود الكتاب والفنانين والفنيين والمخرجين مع تباينها. وبالتأكيد من يقرأ كتابات  البعض خلال فترة الأزمة يجدها مختلفة كل الاختلاف وبعيدة كل البعد عن كتاباتهم في فترات سابقة، علماً أن الواقع يشير إلى أن الدراما السورية رغم كل الظروف لم تنحدر كما يحاول البعض تصويرها، ومن الطبيعي أن تتباين الأعمال كما ونوعاً في كل عام تبعاً لظروف مختلفة. على سبيل المثال قرأت في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك إحدى المقالات التي حملت عنوان “الدراما السورية حمل الكم الكاذب والنوع المحكوم بالأمل” ربما لو قرأنا هذا العنوان بعد أن بدأت المسلسلات بالعرض لوجدنا المبرر لإطلاقه، لكن ما معنى أن يطرح هكذا عنوان قبل أن تتوضح حتى طبيعة الأعمال التي ستقدم ، وللأسف كاتب المقال من الذين أشرفوا في يوم ما على ملحق مختص بالدراما والكاتب في تلك الفترة كان ممن نظّروا سواء في مقالات أو اجتماعات حول أهمية وجود ملاحق مختصة بالدراما، نظراً لضرورة وجود حالة نقدية تواكب الإنتاج الدرامي، ومجرد المطالبة بوجود حالة نقدية تواكب فناً ما يؤكد وجود فن يستحق أن يكتب عنه ويبحث في شؤونه المؤسف حين تتغير النبرة للكاتب ويتخذ من المنابر مكاناً للهجوم على الدراما التي لطالما نظر لأهميتها والمؤسف أكثر حين تتلون الأقلام مع تلون الصحف وتوجهات أصحابها هذه الحالة وما يشبهها يطرح أكثر من سؤال في مقدمتها : هل يمكن أن يصب هذا النوع من النقد إذا افترضنا “حسن نوايا بعض النقاد من هذا النوع”  في مصلحة الدراما السورية وتقدمها؟ وهل يمكن الحكم بموضوعية على أي عمل قبل مشاهدته؟هي أسئلة نتركها  للنقاد ليجيبوا عنها بعد أن يضعوها برسم النقد.