ميسلون واسكندرون قدما النموذج الأمثل للرجال الأشداء
أن تكون سورياً يعني أن تبقى شامخاً، هكذا تربى منذ الأزل كل من عاش على أرض سورية التي لم تقبل يوما الذل والانكسار، وصفحات التاريخ تشهد على ذلك هذا الوطن الخيّر كان على الدوام مطمعاً لأعداء الأمة، فكانت الفتن والغزوات والاحتلال لكن الانتصار ودحر الظلم كان النتيجة، وعندما نتحدث عن الشموخ والكبرياء لابد أن نستذكر ميسلون معركة الشرف ولواء اسكندرون الذي سيعود قريبا إلى حضن الأم سورية. هذا كان موضوع الندوة التي أقامها فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي بمشاركة د. أحمد الحاج علي والأديب غسان كلاس.
بدأت الندوة بكلمة لـ د. وائل الإمام تحدث فيها عن العروبة كمفهوم جامع أوسع من أي دين من الأديان، مشيرا إلى الدور الكبير لجميع الأديان في الحفاظ على العروبة، وأكد على الدور الثقافي المهم لشريحة المحاربين القدماء رغم أنهم في سن التقاعد. وأشار إلى الدور الحقيقي الذي سيؤديه الحزب في الحياة السياسية التي ستكون حياة تنافسية عبر برامج سياسية جديدة مختلفة عن السابق، مع وجود لجان استشارية متنوعة هدفها تذليل العقبات في المؤسسات ورعاية مصالح المواطنين.
لميسلون رمزية كبيرة
وفي مشاركته رأى الأديب غسان كلاس أن من يتربصون بوطننا منذ الأزل وحتى اليوم يحرصون على النيل من وجودنا وكرامتنا، وإن الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدت في فترة الحرب العالمية الأولى من سايكس بيكو إلى مراسلات الحسين مكماهون ووعد بلفور وغيرها كانت لها علاقتها مباشرة بميسلون. ورفض كلاس الرأي الذي يقول بأن الشهيد يوسف العظمة خرج إلى ميسلون وهو على علم بأنه سيخسر، لأن القائد العسكري والثائر يضع دائما نصب عينيه النصر مهما كانت الظروف، والعظمة كان قائداً عسكرياً وقد اتبع العديد من الدورات العسكرية ليصل إلى ماوصل إليه.
وأشار كلاس إلى الرمزية الكبيرة لمعركة ميسلون خصوصا أن إنذار غورو كان أولى مطالبه تسريح الجيش لأنه يعلم أن الجيش هو الحصن والأمان ووقفة العز في ميسلون التي استطاعت جمع شتات الجيش من جهة وجمع من يغارون على الوطن وحرمته.
سورية وطن الشهداء
وفي مشاركته تحدث د. أحمد الحاج علي عن لواء اسكندرون الموقع والجغرافيا والامتداد تاريخياً، وتوقف في سياق الحديث عند ثلاثة عناوين أساسية في هذه المرحلة أولا أن سورية صارت اليوم وطنا للشهداء لكثرتهم، ونوعية الشهادة معتبرا أن سورية في عام 1920 أنجبت البطل يوسف العظمة لكنها في زمن السيد الرئيس بشار الأسد أنجبت الآلاف من الأبطال أمثال يوسف العظمة.
واعتبر الحاج علي أن ميسلون ولواء اسكندرون قدما النموذج الأمثل للرجال الأشداء أمثال الأرسوزي وسليمان العيسى…وغيرهم ممن ساهموا في تأسيس حزب البعث، حيث أطلق الأرسوزي من اللواء فلسفته التي تقول بأن عبقرية الأمة في لغتها.
كما رأى الحاج علي أن التاريخ يكاد يتماثل بين الأمس واليوم حين جاء العدو تحت ظل الانتداب وهو مماثل لما تقوم به الدول الاستعمارية نفسها اليوم، وختم الحاج علي مشاركته بمقولة لأفلاطون: “إن الشعب شرقي المتوسط لاينهزم ولايجوع ولا يتبدد” ومايؤكد ذلك صمود سورية اليوم رغم كل الظروف.
وكان هناك عدة مداخلات من قبل الحضور حيث أكدت د. سناء ناصر ابنة لواء اسكندرون أن الشعب السوري في اللواء مازال محتفظا بذاكرته السليمة انه ابن سورية، ومنذ بداية الأزمة في الوطن الأم سورية لم يتأخر أبناء اللواء عن تلبية نداء الواجب في الدفاع عن الوطن، حيث قامت المظاهرات وقدم اللواء العديد من الشهداء حتى أن الكوادر الطبية من اللواء كانت ترفض معالجة الجرحى من الإرهابيين وتقوم بالمظاهرات لمنعهم من دخول المشافي.
وفي كلمة ألقاها عبد الغني البيلاني باسم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون تحدث البيلاني عن الجرح النازف بالاحتلال التركي للّواء، مؤكدا أن شعار اللواء منذ الأزل وإلى الأبد سيرجع سورياً. وشدد البيلاني على الدور البطولي للجيش العربي السوري والمقاومة للحفاظ على كرامة سورية، ولهذا سورية لن تركع وسيعود اللواء إلى حضن الوطن. وكان هناك مداخلتان لأمين شعبة المحاربين القدماء اللواء طالب خالد أبو زارد، ولرئيس مكتب النقابات الفرعي لحزب البعث العربي الاشتراكي زياد بسمة أكدا من خلالهما على أهمية ماطرح في الندوة، وعلى أن ولادة الجيش العربي السوري وتحقيق الاستقلال كان الرد على دخول غورو إلى دمشق، وأن الجيش العربي السوري الذي احتفلنا منذ أيام بذكرى تأسيسه قد قلب المفاهيم العسكرية من خلال إيمانه بعقيدته وتجسيده لشعاره “وطن شرف إخلاص” بكل أمانة.
جلال نديم صالح