ثقافة

التعاون حياة.. وعطاء يعود إليك!.

 

حين كنا أطفالاً في المرحلة الابتدائية من الدراسة، وكانت أسماؤنا تظهر في الصحف حين ننجح في الشهادة الابتدائية، كان عندنا درس كبير وهام، وهو أيضاً من باب الإرشاد في التعليم وكما سميناه في مقال سابق: التعليم مع التوجيه، تعليم صحيح!. فكان هذا الدرس عن العصا التي لا يستطيع الإنسان وحده كسرها: شخص واحد لا يستطيع!. ولكن حين يتعاون أكثر من شخص فإنهم يكسرونها، وبالتالي وهذه هي النتيجة الطبيعية للتعاون، سيشعر كل منهم، أنه كسرها!. وأنه قوي!. وأنه انتصر!.
وإذا كانت الطفولة لا تعود، فإن دروس الطفولة يمكن أن تعود وأن نتذكرها جيداً، وأن نعمل بها، خاصة وهذه من محاسن خلق الله، أن كل الطفولة ودروسها تبقى مختزنة في أذهاننا، الخارجية والداخلية، والطبيعية إذا جاز التعبير، وما أجمله من منظر، وكم نشاهده في الطرقات، أنه إذا احتاج إنسان إلى مساعدة فإن أكثر من واحد من المارة في الطريق يسارع إلى مساعدته، فما بالك إذا كانت امرأة أو طفلاً، أو أي إنسان فقد إحدى القدرات وبقيت عنده كل القدرات الأخرى، والتي وكما نعرف جميعاً هي من الكثرة عند كل إنسان بحيث لاتعد ولا تحصى!.
تعالوا الآن نتعرف إلى المعنى الكبير والصحيح للتعاون بين الأفراد والجماعات، بل عند كل شعب، وبين كل أفراده، وبالتالي بين كل الشعوب!
أنا لا أستطيع أن أتصور أي شعب من بين كل شعوب الأرض، مهما كانت أوضاعه الداخلية والخارجية إيجابية أو ضعيفة أو سلبية. ومهما كانت علاقاته أيضاً مع المحيطين الإقليميين به. ومع العالم، لا أستطيع أن أتصوره إلا وأنه يمد كل أياديه إلى كل الإقليميين حوله وإلى كل أنحاء العالم أيضاً!.
ولنأخذ مثلاً السفراء!. فكم سفير لكل دولة في كل دول العالم؟! وكم هي واسعة أعمال كل سفارة على حدة في كل دولة وبالتالي كم هي واسعة أعمال سفارات هذه الدول في كل دولة في العالم، ثم وهو الأهم هنا، كم هي واسعة ومنتشرة أعمال كل السفارات في العالم وفي كل دول العالم؟!. وأخص هنا: مع وجود هذه الأجهزة الحديثة في الاتصالات ألا وهي الأجهزة الرقمية، والمتسارعة في التطور والاختراعات والحصول على كل المعلومات وعن كل شيء، وإن كان تعاوناً غير موافق عليه، وأكثر من يستغل ممارسته عادة إنما هم أعداؤنا وأعداء الشعوب، وكذلك غيرهم هذه الأيام، وربما من الصالحين أيضاً، ومن الإنسانيين أيضاً، فأنا لا أشعر بأية غضاضة أو ضير، إذا قامت الحكومة، حكومة أي بلد، بالمراقبة وفي كل الأوقات والأمكنة والأجهزة الممكنة أيضاً. فهذا بحث وحماية من أجل الأمن والأمان، أما أن أعرف أن دولاً كثيرة تستطيع أن تراقب مخابراتي وآرائي وحتى إذا أردت شراء عشر بيضات من البقالية، فهذا أمر من المضحك والمبكي في حياتنا، ما أكثر ما يضحك ويبكي من حياتنا، وأقول من باب الحرص على مصالح الآخرين أيضاً، ما أكثر ما يضحك ويبكي في حياة كل شعوب الأرض هذه الأيام؟!.. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن التعاون وفي كل أشكاله وأحواله وأوقاته؛ وبين كل الأفراد، وبين كل الشعوب، إنما هو حياة جديدة!. وحياة أفضل! وحياة متفق عليها وبرضا الجميع، فقافلة تسير في هذا العالم وفيها تعاون تصل!. وقافلة ليس بين أفرادها تعاون لا تصل!.