في اليوم العالمي للعمل الإنساني الحلو: سورية تجسد الإنسانية في أبهى حالاتها
السعي للوصول إلى عالم أكثر عدالة وإنسانية هو حلم جميع الشرفاء ممن وضعوا نصب أعينهم مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم مهما كان الثمن، وبالتأكيد تأتي منظمات العمل الإنساني في المقدمة بجهودها وجنودها المجهولين في شتى بقاع الأرض، وفي التاسع عشر من شهر آب من كل عام يتم إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي أقرته الأمم المتحدة بعد استشهاد 22 شخصاً من العاملين في المجال الإنساني في مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، نتيجة هجوم إرهابي على المقر وقد صادف أمس إحياء هذا اليوم ضمن الفعالية المنوعة التي أقيمت في دار الأسد للثقافة والفنون.
خلال جولتنا على المعرض التفاعلي للصور الضوئية الذي نفذه متطوعون من المعهد العالي للفنون المسرحية، والذين قدموا عرضا يحاكي سيناريوهات تجسد الفكرة الأساسية لليوم العالمي للعمل الإنساني من نزوح وإيصال المساعدات والنساء في الأزمة، كان لنا لقاء مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق عملياتها في سورية يعقوب الحلو الذي أكد أن إحياء هذا اليوم في دمشق هو رسالة سلام وإنسانية من دمشق إلى كل العالم، وأثنى الحلو على الجهود التي تبذلها الجهات العاملة في المجال الإنساني على الأرض السورية والتي تسعى لمواصلة دورها الإنساني رغم كل الصعوبات والمخاطر، مشيراً أن هذا العمل الجبار هو جهد متواضع مقارنة بما يقوم به السوريون أنفسهم، معتبرا أن السوريين هم من يجب أن يحتفى بهم في هذا اليوم. ودعا الحلو الدول وخصوصا “المانحة” الإسراع بتقديم الدعم الإضافي وإيجاد حل للأزمة التي تعيشها سورية، مع التأكيد بأن الحل سوري ومهمة الدول تقديم الدعم لتعود سورية كما كانت المقصد لكل من اضطر لترك بلده، فسورية تجسد الإنسانية في أبهى حالاتها.
وفي كلمة له أكد د. عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن أهم شعارات الهلال الأحمر “معا في بناء الإنسانية” وتحدث العطار عن الدور الكبير للهلال الأحمر وجهوده في سورية في إيصال المساعدات لجزء كبير من الجغرافية السورية والعمل بحيادية واستقلال، مؤكدا على الدور الكبير للحكومة السورية والمنظمات الدولية التي لولاها لما استطاع الهلال الأحمر أن يقوم بدوره، ورسالة اليوم كما قرأها العطار هي أن سورية بخير وأن الأزمة إلى انحسار.
وفي هذه المناسبة توجه فراس الخطيب المسؤول الإعلامي في مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالتحية لكافة المنظمات العاملة في المجال الإنساني مؤكدا أن الظروف التي تعيشها سورية خلال الأزمة معقدة وتحتاج للمزيد من الجهود، بهدف تأمين كافة مستلزمات المحتاجين في سورية، مشيرا إلى الصعوبات التي تعترض وكالات الأمم المتحدة العاملة في سورية من حيث التمويل وصعوبة الوصول إلى بعض الأماكن الصعبة، وأثنى الخطيب على الشركاء الفاعلين على الأرض كالهلال الأحمر العربي السوري والمؤسسات الأخرى التي تبذل جهودا كبيرة في سبيل تقديم الدعم الإنساني على كافة الجغرافية السورية.
وبعد الاستماع إلى رسالتين مسجلتين من الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه بمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم، فُتح المجال أمام حوار مفتوح مع رؤساء المنظمات الإنسانية تركز حول البرامج الإنسانية في سورية خلال الأزمة وكان هناك فقرة غنائية وغناء كورال وعرضين للمسرح التفاعلي الأول بعنوان “الزواج المبكر” والثاني “إجهاض الجنس الإنتقائي” ورافق الفعالية بازار خيري للجمعيات الأهلية.
جلال نديم صالح