ثقافة

ثقافة مدججة بالخوف

وقف الآلاف من الفلسطينيين وأصدقاء القضية الفلسطينية منذ أيام في مدن وعواصم العالم وقفة تضامنية مع فلسطين، ورددوا نشيد “موطني” أثناء تجمعهم الذي اتفق المحتشدون على هذا الموعد المحدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نجحوا في تحقيق هذه التظاهرة التضامنية، ذات النشيد الموحد في ساعة موحدة في مدن وأماكن متعددة، وقد نقلت وسائل الإعلام هذا الحدث من أمام البيت الأبيض الأمريكي، وقد حمل العديد من المنشدين لافتات كتب عليها عبارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وأساليب قمعه وتنكيله بالشعب الفلسطيني الأعزل.
مقابل هذا الحدث المنقول عبر وسائل الاتصال، كانت قنوات الأخبار وتلفزيونات كثيرة تنقل صورة ما يحدث في الأرض المحتلة ووقائع مباشرة من أرض الميدان، عن انتفاضة الشعب الفلسطيني الذي لم يعد يملك من الخيارات سوى خيار المقاومة بالحجر والسكين والصوت والغناء، في انتفاضته الثالثة بوجه أقوى آلة قمع.
لا يجد الفلسطيني سوى السكين سلاحا في انتفاضته الجديدة وقد أكد شجاعته وحقه، وأنه صاحب هذه الأرض وابن زيتونها وبرتقالها وهو الذي يسيّج مقدساته بدمه ومرابطته على أبواب المسجد الأقصى.
بالمقابل تُستنفر غرائز القتل والحقد مدججة بالخوف في صفوف المستوطنين والجنود الذين باتوا يطلقون النار على شبان الانتفاضة، وعلى أي أحد يتوقعون منه أن يقوم بعملية طعن، وبالفعل فقد قتل العديد من الأبرياء نتيجة هذا الذعر كما وصل الأمر بالجنود إلى أن يقتلوا كل من يقوم بأي تصرف يشير إلى أن صاحبه مسلح بسكين، وبالأخص أولئك الذين يحملون الملامح الفلسطينية أو الشرقية، وبالفعل فقد أطلق الجنود النار على أحدهم وأردوه قتيلا، لكن المفاجأة أن القتيل هو جندي منهم، مما حدا ببعض المستوطنين من ذوي الملامح الشرقية وهو من أصول يهودية يمنية أن يكتب على قميصه عبارة يطلب من الجنود الإسرائيليين عدم التسرع في إطلاق النار لأنه مستوطن..!
هذا الذعر والخوف المدجج بالسلاح والعنصرية يجعل من هذا الكيان دمية مسلحة مذعورة، تقوم على ثقافة القتل والعدوان مما يزيد من عزلته وفضح ممارساته الوحشية وزيف ادعاءاته الصهيونية.

أكسم طلاع