اتفاقية التعاون الثقافي بين سورية وكوريا في عيون مديري المؤسسات الثقافية المعنية
رغم ما أصاب سورية في السنوات المنصرمة لم تخسر ثقافتنا مكانتها بين الشعوب، ولم يخسر أبناءها إيمانهم وثقتهم بشموخها، فالثقافة السورية ضاربة جذورها في عمق التاريخ وستضيء القادمات من الأيام، والتعاون الثقافي الذي تم الاتفاق عليه منذ أيام قليلة بين وزارة الثقافة في سورية ووزارة الثقافة في كوريا الديمقراطية الشعبية هو دليل على استمرار إيمان الشعوب الأخرى بغنى ثقافتنا، وقد شمل البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي مجالات عدة (السينما،المسارح والموسيقى،الفنون التشكيلية،حقوق المؤلف والملكية الفكرية،الأيام الثقافية،المعهد العالي للموسيقى،المعهد العالي للفنون المسرحية، الشروط المالية،النزاع والتسوية ،الأحكام العامة،الأحكام الختامية).
الفن السابع
ولعل أجدر المتحدثين عن جدوى هذا البرنامج هم مديرو المؤسسات الثقافية المعنية به والمشمولة ضمنه، وبما أن المادة الأولى من البرنامج شملت مواد متعلقة بالسينما كتبادل الطرفان إقامة الأسابيع السينمائية وتوزيع الأفلام السينمائية، وتبادل الخبراء في صناعة الأفلام والخبرات الفنية، لذا كانت البداية مع الفن السابع متمثلة بمدير المؤسسة العام للسينما محمد الأحمد الذي رأى أن هذه الاتفاقية جاءت رغبة من البلدين في تعزيز العلاقات الثقافية ومن بينها السينما، مشيراً إلى أن ما يحدث اليوم ليس شيئاً جديداً مع الأخوة الكوريين، بل هو تعزيز وتأكيد لأطر العلاقات منوهاً إلى وجود تعاون قديم بين مهرجان دمشق السينمائي الدولي ومهرجان بيونغ يانغ، فقد زارتنا وفوداً كورية في العديد من دورات مهرجان دمشق السابقة، وكذلك زار مهرجان بيونغ يانغ وفود سورية، وأيضاً كانت هناك مشاركات للأفلام والمطبوعات فجميعنا يعلم أن قسماً كبيراً من الأخوة الكوريين يتحدث اللغة العربية، لذا كان هناك رغبة منهم بأن تكون مطبوعات وزارة الثقافة، وبالذات السينمائية، متوفرة لديهم. وأشار الأحمد إلى أن الفكرة بإنتاج سينمائي مشترك قديمة لكنها تأجلت بسبب الظروف وهي ما تزال قائمة، ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون لتفعيل العلاقات، لكن كما هو معروف الفيلم السينمائي لا يتم بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى تجهيزات ووقت طويل، ونحن سنعمل على الالتزام بالاتفاقية لنكون قادرين على مزيد من العطاء.
أبو الفنون
وفيما يتعلق بالمسرح أبو الفنون والجوانب المرتبطة به في البرنامج، رأى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. تامر العربيد أنه من المهم بعد خمس سنوات من الأزمة أن تبقى الثقافة السورية حاضرة وراغبة في التطوير، وهذه الاتفاقية هي رغبة منها بإقامة علاقات ثقافية وتطوير إمكانياتنا المسرحية ورغبة واهتمام الشعب الكوري بمعرفة الثقافة السورية ودورها الحضاري والتاريخي، وبأن سورية حية وباقية، وعن البنود التي شملتها الاتفاقية لفت العربيد إلى أنها قائمة على تبادل الخبرات واستقدام خبراء لإقامة ورشات عمل، وكذلك دعوة فرق فنية من سورية إلى كوريا والتعامل في التجهيزات الفنية وتجهيزات المسارح والإمكانيات والتقنيات التي تمتاز بها كوريا.
لغة الشعوب
ولأن الموسيقى لغة الشعوب وجواز سفر يخترق الحدود كان لها حضورها في بنود الاتفاقية، من خلال تبادل الطرفان زيارات الفرق الفنية للمشاركة في التظاهرات الموسيقية والمهرجانات الفنية التي تقام في كلا البلدين، حيث أوضح عميد المعهد العالي للموسيقا أندريه معولي أنه سيكون هناك تبادل في الخبرات الموسيقية عن طريق الاستعانة ببعض الخبراء والآليات الموسيقية التي سترفد المعهد وتطوره، وكذلك تبادل الأعمال والنوتات الموسيقية للإطلاع على التجربة الكورية الموسيقية وإطلاع الجانب الكوري على موسيقانا السورية، لتكون سفيرة لبلدنا وثقافتنا وفكرنا وتعميمه للعالم، بالإضافة إلى معرفة مناهج المعاهد العليا الكورية ودراسة بعضها وإسقاطها على مناهجنا، واختيار ما يناسبنا منها. ولفت معلولي إلى أنه يجب الإطلاع على كافة التجارب الموسيقية لنواكب التطور خاصة أن معهدنا عريق، ونأمل من خلال التجربة الوصول إلى مزيد من الإبداع لما فيه خير نقل الموسيقى السورية للعالم أجمع، ونقل ثقافتنا وتجاربنا ورسائلنا المبنية على الحب والتآخي والسلام والمقاومة لمخاطبة الجانب الآخر.
فنون تشكيلية
وفيما يخص الفنون التشكيلية شمل البرنامج تبادل الطرفان معارض الفن التشكيلي والخبرات والمنشورات والمطبوعات والمعلومات، وقد أكد مدير الفنون الجميلة عماد كسحوت أن الفن التشكيلي السوري عريق وله تاريخ وسط الفن العالمي والمحلي، ومهمتنا في مديرية الفنون الجميلة التواصل مع العالم بشتى الوسائل وتقديم أنشطتنا وفنانينا وثقافتنا بكل السبل، لإعطاء العالم صورة مشرقة عن الفن السوري الذي مازال مستمراً رغم الأزمة، مؤكداً أنه واجب في هذه الظروف أن نقدم كل طاقاتنا وإمكانياتنا في مجال تطوير الفن وتسهيل مهمة الفنان وتقديمه إلى العالمية. وتمنى كسحوت وجود اتفاقيات أخرى مع دول العالم لنثبت بأن سورية هي بلد حصين وذو ثقافة مهمة، مشيراً أنه علينا أن نكون على قدر المسؤولية من خلال فعالياتنا الفنية لنشر ثقافة فنية تروي للعالم بأننا شعب أصيل ومثقف ولدينا فنانون يستحقون المحبة.
لوردا فوزي