ثقافة

في المؤتمر الصحفي لتخريج طلاب الدفعة الأولى من ورشات كتابة السيناريو زهير قنوع: نخطو نحو تأسيس أكاديمية سورية لتدريس المهن التلفزيونية

مشروع أكاديمي يشق طريقه إلى النور عبر دماء جديدة سترفد الدراما السورية، وتضخ بها حياة وأفكار غير مطروحة، ونصوصاً رائدة وخلاقة عبر ورشة أكاديمية كان الهدف منها تدريب مجموعة مواهب وإعدادها لتكون مؤهلة للسوق الفني، تستحق الاحتضان والفرصة الحقيقية بتمثيل الشارع السوري عبر دراما واقعية من وحي تفاصيله، هذا هو الهدف من ورشة كتابة السيناريو التي احتفت شركة “مداد” في الأمس بتخريج طلاب الدفعة الأولى لها في مبنى المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، حيث تم منح شهادات خبرة لجميع خريجي الورشة التي استمرت على مدار شهرين، وكانت ورشة مكثفة درس الطلاب من خلالها على يد زهير قنوع أصول كتابة السيناريو وفقاً لمناهج مستقاة من المراجع السينمائية الأكاديمية، ممزوجة بخبرات أهل الاختصاص بالكتابة والإخراج وإدارة العملية الفنية ومعطيات السوق.
أكاديمية شاملة
أشار القائم على الورشة المخرج والسيناريست زهير قنوع إلى ضرورة وجود أماكن بديلة عن الأكاديميات الرسمية، لأنه للأسف لا يوجد أكاديميات تابعة للدولة تدرس المهن الدرامية، ولذا فإن هذه الورشة غاية في الأهمية في ظل وجود عوَّز للعنصر الفني المتعلم الأكاديمي في مختلف المجالات، وعبر هذه الورشة يخطو كاتب مسلسل “أهل الغرام” نحو تأسيس أكاديمية سورية شاملة تطرح مجموعة كتّاب في السوق لافتاً إلى وجود أزمة نص نعاني منها في الوسط الفني وهذا المشروع هو مجابهة لهذه الأزمة من خلال تأهيل مجموعة من الخبراء والأكاديميين وتعليمهم فن كتابة السيناريو مما يرفد الدراما بكتّاب جدد، معتبراً أن هذه الورشة هي فاتحة لمجموعة أعمال وورشات قادمة فنحن سنستكمل باقي المهن الدرامية من المكياج إلى الملابس والمونتاج والتصوير وأصول التعامل مع الكاميرا.

مجموعة معايير
ونوّه قنوع إلى وجود مجموعة من المعايير والمقاييس التي تم اختيار طلاب الورشة وفقاً لها، حيث كان هناك مجموعة لقاءات شفهية بالإضافة إلى اختيار من يملك معرفة ودراسة علمية وأكاديمية وموهبة وجدية فقد تم اختيار 15 اسماً من جميع المتقدمين، ورأى أننا في الحالة المثالية كنا سنحتاج إلى أربعة أشهر لتنفيذ الورشة، لكننا نتحدث عن ظروف عمل ضمن معطيات ورشة وبرأس مال وطني وشخصي، وبما أن ما قدم كان مكثفاُ وهناك جدية ورغبة في التعلم، فمدة الشهرين يجب أن تكون كافية لامتلاك ما يلزم من الأساسيات لكتابة سيناريو وتحقيق التجربة العملية لخلق كتّاب محترفين، كما وأثنى قنوع على جهود المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني التي تحفظ ماء وجه الدراما السورية باعتبارها مؤسسة رائدة وأفضل الأعمال هي من إنتاجها.

دماء جديدة
من جانبها أشارت مديرة المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني ديانا جبور أن أي دماء جديدة تقدم اقتراحات غير مألوفة تحقق فائدة للدراما السورية بشكل خاص، وللمؤسسة التي لطالما كانت تتبنى الأعمال التي تكسر القوالب الجاهزة، مؤكدة أن المؤسسة بطبيعة الحال تستفيد من النصوص الجيدة، فنحن لا يوجد لدينا سطوة للكاتب بل هناك سطوة للنص، ونحن مستعدون لتبني جميع الأعمال الجديدة ونحن أيضاً شركاء معنيين بنهضة الدراما السورية سواء كانت المبادرة من قطاع خاص أو غير ذلك، لافتة إلى أن المؤسسة سبق وأقامت هكذا دورات وخرجت بنتائج مقبولة. ولفتت جبور إلى التركيز والعمل على أن “دمشق مدينة مبدعة” فهي تقدم في كل يوم نشاط إبداعي جديد والمدن الأخرى التي سجلت على لائحة اليونسكو كمدن مبدعة هي أقل حضوراً وتاريخاً من دمشق.
عائلة واحدة
تكللت ورشة السيناريو الأولى التي نظمتها شركة “مداد” بنص مسلسل “العاصفة” كمشروع تخرج للطلاب سيكون مطروحاً للإنتاج كعمل تلفزيوني سوري خلال المرحلة المقبلة وذلك بالتوازي مع مشاريع أخرى بدأ الخريجون العمل عليها، وكان لـ “البعث” هذه الوقفة معهم، والبداية كانت مع المشاركة نورس سريو التي طبقت كل ما تعلمته في ورشة كتابة السيناريو وبدأت بعمل اجتماعي وعن هذه التجربة تقول:
بالنسبة لي كانت الورشة إنجاز عظيم، لم يكن لي أي تجربة سابقة في الكتابة، لكنني خرجت من الورشة أستطيع كتابة مسلسل درامي، ومعرفة جميع المصطلحات المستخدمة في الكتابة من سيناريو وحوار وكيفية تشغيل الخيال، وبدأت بالتنفيذ من خلال كتابة عمل اجتماعي، وأنا أشجع أي شخص لديه حب وشغف في الكتابة لمتابعة هذه الدورة.
أما بالنسبة للمدة فتضيف سريو: مدة الشهرين تعتبر مدة كافية لنستطيع أخذ كل المعلومات، فالورشة مكثفة في طريقة التقديم، والدليل أننا استطعنا كتابة ثلاثيات في مسلسل “العاصفة” من قبل عشرة طلاب، والعمل اليوم بحاجة إلى الربط والدمج لتتم عميلة الإخراج من قبل المخرج زهير قنوع.
واتفقت مارلا عوض مع زميلتها نورس في مدة الورشة التي كانت كافية فقالت: مدة الدورة كانت كافية لنتعلم فن كتابة السيناريو، فالدورة مكثفة وتعاملنا مع أشخاص محترفين وهو هدف الدورة، ومن المتوقع أن يكون لنا احتضان في سوق العمل. في الحقيقة، كان عددنا قليل وبذلك استطعنا التفاعل مع بعضنا البعض، والتعامل بشكل صحيح وكأننا عائلة واحدة.

الطريق الصحيح
ورأى رونالدو خزوم أن ورشة كتابة السيناريو هي دورة لكل شخص ملم بالكتابة، وأنا أملك الشغف لهذه الأمور لذلك لم أتردد أبداً في متابعتها التي امتدت شهرين، وقد تعلمت مع المبدع زهير قنوع أصول الكتابة بطريقة أكاديمية ومتقنة، وتكللت الورشة بمشروع التخرج مسلسل “العاصفة”. وأضاف: أتمنى بجهود المخرج قنوع  أن نقوم بأعمال أخرى جميلة. لقد جعلنا نكتشف الطريق الصحيح في فن كتابة السيناريو والحوار والمقابلة، فهو يقوم بإيصال الفكرة بطريقة غريبة ومشوقة، وبفضله أصبحت قادراً على كتابة قصة واقعية.

تقنية الكتابة
كل الطلاب في هذه الورشة مشتركون في الخيال فتقول لمى الناعم: هناك إمكانيات ومقومات وأفكار موجودة عند كل شخص في هذه الورشة، لكن كان ينقصنا تقنية الكتابة، وأنا شخصياً استفدت بنسبة 90%، وكان هناك مشاركة دائمة من زملائي بالإضافة إلى حالة تحفيز الأفكار التي يتم عرضها ومناقشتها أمام الجميع، ومن الممكن أن تتحول إلى أفكار جديدة. وتضيف الناعم: قبل دخولي هذه الورشة كنت أمتلك الأفكار وأكتبها كقصة، لكن لم أستطع يوماً تقديمها بشكل سيناريو، واليوم استطعت الكتابة بطريقة فيها عنصر جذب وشد للمشاهد منذ بداية العمل حتى نهايته لذلك كانت الأمور ممتعة جداً.

وجع الشارع
من جانبه أشار مجد أبو حمد أن الورشة أعطته الكثير من المعلومات عن كتابة السيناريو الذي يختلف عن سواه بما له من أسس وقواعد فمن خلالها تعرفنا على مصطلحات جديدة حيث تم التركيز على ضرورة تناول وجع الشارع السوري من خلال نصوصنا المقبلة وأن نسعى فيها إلى وجود جميع أطياف المجتمع السوري على طاولة واحدة. وتحدث أبو حمد عن طرحه لفكرة مبتكرة لاقت قبولاً من قنوع وهي فكرة “الجريمة المعلوماتية” والتي سيبدأ بتنفيذها كمسلسل في الآونة القريبة وهي تتحدث عن كل جرائم الإنترنت المعلوماتية (انتحال أسماء، اقتحام مواقع، سرقة مواقع ائتمان عبر الإنترنت، سرقة معلومات).

مشاريع كثيرة
ولأن شهرزاد قنوع كانت دائماً تمتلك حب فن كتابة السيناريو تقول: مررت بتجربة الكتابة من خلال الخواطر والشعر، وصولاً إلى هذه الورشة، التي كانت المكان الأنسب بأسلوبها السهل، ومنهاجها العالمي الأكاديمي حتى أصبحت كاتبة محترفة، حيث قدمت مشروع التخرج “العاصفة”، وهناك مشاريع أخرى مثل لوحات لـ”بقعة ضوء”، وقدمنا مشاهد لبرنامج “أراب كاستينغ”.

“مداد” الداعم الأساسي
وشاركت هناء أبو خليل في كتابة مسلسل “حواء” الذي يتحدث عن هموم البنات بحلقات منفصلة متصلة، وهي المتخرجة من قسم الأدب الانكليزي، بعد أن شعرت باليأس من عدم قدرتها على تحقيق حلمها في الكتابة فتقول:
عندما علمت بهذه الورشة فرحت كثيراً، خاصة عندما بدأت أشعر أنني لن أستطيع تحقيق حلمي، لكن هذه الورشة فتحت لي الكثير من الآفاق حتى أصبح لدي قوة كبيرة لتقديم أي عمل درامي. كان جو العمل أكاديمي، وأنا أشجع أي شخص يملك موهبة الكتابة أن ينضم لورشات عمل شركة “مداد” فهي بمثابة اليد الممدودة لأي شخص بحاجة لدعم بجانبه.
لوردا فوزي- جُمان بركات